رغم محاولات انتشاره.. مصر اليد التي حطمت داعش (تقرير)
الأحد، 26 فبراير 2017 10:07 م
يعيش أقباط سيناء في الآونة الأخيرة حالة من الذعر بسبب استهدافات تنظيم داعش المتكررة لهم، الأمر الذي دفعهم إلى ترك مناطق الصراع إلى الإسماعيلية والمحافظات المجاورة.
التنظيم كشف عن تهديداته للأقباط بشكل مباشر، في إصدار مصور حمل اسم (الدولة الإسلامية- مصر)، زاعمًا أن أول أهدافه الكنائس وروادها، قال: «إن العملية التي ضربت كنيستكم لهي الأولى فقط، وبعدها عمليات وإنكم لهدفنا الأول والخبر ما سترون وليس ما تسمعون».
التنظيم في إصداره استغل وتر «الطائفية الدينية»، وتلك استراتيجية تلجأ إليها التنظيمات الإرهابية في حالة ضعفها وتخبطها ووقت انكماشها، وذلك لأن حالة الضعف التي يعشيها دفعته إلى تفجير المشهد الطائفي وإعلان استهدافه للمسييحين مرة أخرى كما فعل فور نشأته بالتوازي مع تثوير الحالة المذهبية.
التنظيم الإرهابي يعمل وفق أدبيات عدائية للمسيحيين والمخالفين له في الدين، وميثاقه الأول فيها وثيقة أصدرها «أبو مصعب الزرقاوي» مؤسس تنظيم الدولة في العراق، في عام 2007، بعنوان «إعلام المؤمنين بولاية الدولة الإسلامية»، تضمنت عداءً صريحًا للمسيحين، قال فيها: «لتحقيق خلاص المسلمين لابد أن يعيشوا في المنطقة التي تطبق فيها الشريعة الإسلامية وعدم السماح لغير المسلمين بحكمهم»، واعتمد التنظيم الإرهابي وفق أدبياته على «3 مبادئ تكتيكية وهي: الشوكة والنكاية، والتوحش، والتمكين».
الإصدار الذي بثته وكالة أعماق المنبر الإعلامي للتنظيم، جاء ضمن خطة التنظيم لمحاولة العودة مرة أخرى في ظل الانتكاسات التي يتعرض لها في مصر وخاصة في سيناء، فقد وجه قذائف صاروخية لمناطق إسرائيلية القريبة من مصر، إضافة إلى التهديد بشن هجمات على السجون وتحرير قياداته الإرهابية، قال: «إلى إخواني الأسرى، والله قريبا قريبا سنحرر القاهرة، ونفك أسركم، ونأتي بالمفخخات».
التحركات الإرهابية باتجاه مصر لا تقتصر على سيناء والأقباط وحدهم، أكدت المعلومات التي أفصحت عنها وزارة الداخلية المصرية حول تمكن رجال الأمن الوطني من ضبط أفراد خلية إرهابية بإحدى قري مركز «طامية» محافظة الفيوم وبحوزتهم أوراق تنظيمية، على مساعي التنظيم الإرهابي لنقل الصراع إلى مصر عبر خلاياه النائمة التي نجح في تجنيدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونجحت أجهزة الأمن المصرية في إحباطها جميعًا.
في دراسة بعنوان «التنظيمات المسلحة في سيناء وإمكانيات التمدد داخليًا» للمعهد المصري للدراسات الاستراتيجية، أكدت أن التنظيم الإرهابي يحاول نقل حالة الصراع إلى الجنوب المصري هربًا من القبضة الحديدية للأجهزة الأمنية في سيناء، عبر عناصر أنصار بيت المقدس في سيناء، وعناصر داعش الفاريين من ليبيا، حيث يعتقد التنظيم أن تلك المنطقة رخوة.
وأوضحت الدراسة التي أعدها الباحث مصطفى زهران، أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال استنساخ التجربة الداعشية في المشهدين السوري والعراقي وتطبيقها على الداخل المصري، إلا أن الجنوب المصري ظل محل اهتمام التنظيمات الإرهابية، حيث ظل الجنوب مسرحًا للأحداث الجسام التي شهدتها مصر في حربها ضد الإرهاب.
وتابعت أن الإرهابيين الدواعش ينظرون إلى الجنوب بعين الاهتمام وذلك لتضاريسها الخطيرة، خاصة وأنها تتشابه مع سيناء في ملامح الوجه القبلي والعشائري المميز داخلها، وأنها كانت معقل الجماعة الإسلامية التي أدارت سجالا عنيفًا كبيرًا، إضافة إلى اعتقادهم بسهولة تهريب كميات كبيرة من السلاح عبر ليبيا والسودان، إلا أن الأجهزة الأمنية أفشلت تلك المخططات.
وأشارت الدراسة إلى أن الحدود المصرية السودانية التي أضحت تمثل بعدًا استراتيجيًا هامًا للتنظيمات الجهادية، كما كانت تفعل التيارات القديمة في العقدين الفائتين لتكون ممرًا ومتنفسًا للتضييق الأمني عليها من قبل السلطة المصرية، وزد على ذلك انتشار التيارات السلفية فيه بشكل أو بآخر، وغياب التنمية؛ كلها عوامل تصنع بيئة قابلة لتواجد مثل هذه التنظيمات.
وعن النجاحات الأمنية في سيناء، قالت الدراسة إن أنصار بيت المقدس سعت مرغمة إلى فتح جبهات جديدة، لكسر الطوق الأمني عليها، فضلا عن البحث عن دعم مالي من قبل داعش في ليبيا، ما يساهم في بقاء الإرهاب في سيناء مدة أطول، إلا أن مصر نجحت في تجفيف منابع الإرهاب.