«سجاد دسيا».. من صنع في مصر إلى صنع في إيران (صور)

الخميس، 05 يناير 2017 12:14 م
«سجاد دسيا».. من صنع في مصر إلى صنع في إيران (صور)
هاني البنا

«صنع في مصر».. حلم يراود كافة المصريين، بأن تمتلك مصر صناعتها الخاصة التي تغزو بها العالم، وتكون منفذًا لانطلاقة «أم الدنيا» في عالم المنافسة العالمية، من خلال فتح أسواق جديدة تتميز بها عن سائر الدول الأخرى.. وعلى الرغم من انفراد مصر بالعديد من المهن والحرف اليدوية، إلا أن باب غزو عالم الاستثمار لا يزال موصودًا.

«صناعة السجاد اليدوي».. إحدى أهم الصناعات المصرية، والتي لطالما جذبت الأنظار، وخاصة محبي الصناعات اليدوية، وعلى الرغم من انتشارها كإحدى الصناعات التي كانت تحقق ربحًا كبيرًا، إلا أنها عانت الأمرين على مدار السنوات الأخيرة، ما جعل المهنة «تدق ناقوس الخطر»، باحثة عن «طوق النجاة»، لترفع منتجاتها شعار «صنع في مصر»، بدلًا من شعار «صنع في إيران».

وما بين دمعات الحزن، وصرخات الألم «المكتومة»، يشكو صانعي السجاد حالهم، والذي كان «سماسرة الصناعة» السبب في ضياعه، مجموعة من أصحاب النفوذ والقدرة على التحايل، يستغلون قدراتهم في تصدير منتجات «صناعات صغار المنتجين»، تحت شعار «صنع في إيران»، ليتم تصديرة إلى دول أوربا – على حد وصفهم - هذا هو حال «صناعة السجاد اليدوي»، خاصة في محافظة الفيوم الآن.

«دسيا»، إحدى قرى محافظة الفيوم، ومحرابًا لصناعة «السجاد اليدوي»، في الشرق الأوسط، - مدرسة إنتاجية وعبقرية فنية - أقل تعبير عن الإبداع والجودة في التنفيذ لتلك الصناعة، التي قاربت على الإندثار. وكانت قد جذبت العالم أجمع بـ«صناعتها الدقيقة، وألوانها الباهرة، ورسوماتها المتقنة».

«قرية صغيرة».. كانت سبب اندهاش العالم في معرض إنتاج السجاد بأوروبا، حيث كان لها نصيب الأسد، بعد أن انتجت نحو (80%) من الإنتاج الكل للمعرض، والتي مكنت «أم الدنيا»، أن تصبح أقوى منافس خلال المعرض، «قرية صغيرة.. صناعة دقيقة.. لا يخلو منزل من ماكينات الصناعة الدقيقة.. (الحرير، والصوف، والشروان، والطوبس، وكازال، ونلبر، وهاريس، وشرازي، وكشكاي)، أكثر ما يتواجد بالمنازل»، هذه هي حياة أبناء قرية «دسيا».

يقول محمد صلاح، 20 عامًا، أحد أبناء قرية «دسيا»، «مصر تأتي في المرتبة الثانية بعد إيران في «إنتاج السجاد اليدوي»، ونصنع أنواع منها: «الحرير، الصوف، الشروان، الطوبس، كازاك، نيير، هاريس، شرازي، كشكاي»، لافتًا إلى أن «الحرير» أعلاها سعرا، ثم «النيير، والشروان»، مشيرًا إلى أن باقي الأنواع متقاربة الأسعار.

«متر الحرير بـ12 ألف جنيه، والنيير 11 ألف جنيه، و الشروان 500 يورو»، هكذا أكمل «صلاح»، حديثه، لافتًا إلى أن الأسعار السابقة هي الأسعار التي يتم تصدير «السجاد اليدوي» بها، قائلًا: «وعلى الرغم من هذه الأسعار، فان السجاد المصري أرخص من الإيراني».

ويشير عادل محمود، أحد أبناء «دسيا»، إلى أن أبناء القرية يتعلموا مهنة «صناعة السجاد اليدوي»، منذ الصغر، لافتًا إلى أنه بد تعلم تلك الصناعة في عمر الـ 6 أعوام، قائلًا: «وكنت بشتغل فيها في إجازة نصف السنة الدراسية»، متابعًا وكان والدي يملك مصنعًا يعمل به أكثر من 250 «طفًلا، وشابًا، ومحترف» لهذه المهنة، يعملون على صناعة 70 سجادة في وقت واحد، أما الآن ففد أغلق المصنع والسبب هو تدني الأجور، موضحًا أن الآمل الوحيد لعودة هولاء الحرفيين لهذه الصناعة هو إشراف الحكومة.

«لازم يكون في رقيب لحمايتنا من السماسرة.. ويضمن وضع كلمة صنع في مصر على الإنتاج»، بهذه الكلمات أكمل «محمود»، حديثه، لافتًا إلى أنهم يلجأوا للسماسرة حتي يتمكنوا من جني أرباح، مشيرًا إلى ان السماسرة يشتروا «السجاد اليدوي»، بأسعار زهيدة على الرغم من بيه بأسعار عالية جدًا، موضحًا أن التجار المحليون يشترون بأسعار التكلفة.

ويقول أحمد شعبان الروبي، 42 عامًا، لو اهتمت الحكومة بصناعة «السجاد اليدوي»، وأشرفت على عملية الإنتاج والبيع والتصدير، لكانت هذه الحرفة ثروة قومية، لا تقل أهمية عن إنتاج البترول، لانها تصدر بما يعادل 5 أضعاف سعر التكلفة مع فارق العملة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة