مراقبون: «ترامب» قد يطيح بالاستخبارات لصالح أجهزته الأمنية
الإثنين، 12 ديسمبر 2016 08:41 م
حالة من التوتر المحتمل ستجمع بين إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ووكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية "سي أي أيه"، وذلك بعدما نشر عنها حول دور روسي محتمل في الانتخابات الأمريكية التي تم إجراؤها في الشهر الماضي، لترجيح كفة المرشح الجمهوري على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وهو الأمر الذي أثار حالة من الغضب لدى ترامب وعناصر إدارته، حيث ردوا على تلك التصريحات بسخرية بالغة.
عدد من مستشاري الرئيس الأمريكي المنتخب أكدوا أن تقرير أجهزة الاستخبارات لا تختلف كثيرا عن تقاريرها التي أفادت بوجود أسلحة دمار شامل في العراق إبان عهد الرئيس السابق صدام حسين، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات حول الكيفية التي سوف تعمل بها إدارة ترامب مع أجهزة الاستخبارات، في ضوء ضرورة التعاون فيما بينهم فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والحروب الإلكترونية.
العلاقة بين ترامب وأجهزة الدولة الأمريكية ربما ستختلف بحسب دعمها له خلال الانتخابات أو في المرحلة التي أعقبت الانتخابات، حيث إنه في الوقت الذي تتوتر فيه العلاقة بين الرئيس الأمريكي وأجهزة الاستخبارات في بلاده، تشهد العلاقات بينه وبين جهاز التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي أي) تحسنا كبيرا، خاصة وأن مدير "إف بي أي" جيمس كومي قد قدم له خدمة كبيرة قبل انطلاق الانتخابات الأمريكية بعدة أيام عندما كشف عن ظهور رسائل جديدة ترتبط بقضية البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون، وهو الأمر الذي ساهم في انخفاض حظوظها بصورة كبيرة.
يقول بول بيلار، نائب رئيس مركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي يميل بصورة كبيرة للانتقام، وهو الأمر الذي يؤدي إلى توتر العلاقة بينه وبين أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وهو ما سيؤدي إلى انهيار أي فرصة للتعاون فيما بينهم في المرحلة المقبلة.
وأضاف بيلار، في تصريحات أبرزتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الطبيعة الشخصية لترامب ستجعل رغبته في الانتقام أعمق كثيرا من الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، والذي ساءت علاقته بأجهزة الاستخبارات الأمريكية بصورة كبيرة أثناء تواجده في البيت الأبيض.
الحديث عن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية تعمق مؤخرا بصورة كبيرة بسبب أوامر الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما لأجهزة الاستخبارات الأمريكية بالتحقيق في مدى التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، حيث تعهد مساعدو الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالكشف عن تفاصيل التقرير بأسرع وقت ممكن قبل تنصيب الرئيس الجديد، والمقرر في 20 يناير المقبل.
يقول السناتور الأمريكي أدام شيف إن الهدف من هذا التقرير هو معرفة نطاق التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، لإدراك كيف يمكن تفادي ذلك في المستقبل، موضحا أنه ليس الهدف هو إعادة النظر في الانتخابات، خاصة في ضوء النفوذ الروسي على الانتخابات التي تشهدها أوروبا وهو الأمر الذي لا ينبغي أن يحدث في الولايات المتحدة.
بينما يبقى مسئولو جهاز التحقيقات الأمريكي داعما لترامب من جديد، حيث إنهم أكدوا أنه لا توجد أدلة واضحة على وجود أي دور روسي في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، وهو الأمر الذي قد يفتح الباب أمام ترامب لتوسيع صلاحيات الجهاز الأمني خلال حقبته على حساب أجهزته الاستحباراتية.