«كوب 22» رمزا لتهدئة الخلافات بين المغرب والجزائر

الإثنين، 21 نوفمبر 2016 04:19 م
«كوب 22» رمزا لتهدئة الخلافات بين المغرب والجزائر
ألفت الكحلي

يبدو أن المملكة المغربية تسعى خلال الفترة الأخيرة إلى كسر عزلتها الدولية والإقليمية التي تسببت بها بشكل أساسي أزمة الصحراء الغربية وجبهة "البوليساريو"، فكانت أولى خطواتها نحو ذلك هو إعلان الملك محمد السادس عودة بلاده إلى الاتحاد الأفريقي بعد 32 عامًا من انسحابها، احتجاجًا على قبوله انضمام جبهة "البوليساريو" في المنظمة.

وجاء المؤتمر العالمي حول المناخ في دورته الـ 22 (كوب 22) الذي استضافته مدينة مراكش المغربية، ليعيد علاقات المملكة بأطراف أخرى امتدت الخلافات معها لعقود.

على خلفية أزمة وصفت بـ "أطول النزاعات" بين الدول المتجاورة، شهدت العلاقات المغربية الجزائرية توترًا واضحًا وصل إلى حد التراشق الإعلامي بين البلدين، وإنهاء العلاقات الدبلوماسية التي تم استعادتها بالفعل قبل شهر، فيما يمكن حصر أسباب هذا الخلاف في أزمة تقسيم الحدود بين البلدين منذ استقلالهما، ودعم الجزائر لجبهة "البوليساريو"، التي تسعى للوصول لحكم ذاتي للصحراء الغربية. تلك الخلافات التي وصلت إلى إغلاق الحدود بين البلدين لما يقرب من الـ 20 عامًا.

ويبدو أن "كوب22" جاء ليفتح صفحة جديدة للحوار بين البلدين، حيث زار وفد رفيع المستوى المغرب، للمرة الأولى، للمشاركة في اجتماعات المؤتمر العالمي، استجابة لدعوة من العاهل المغربي، وفق بيان رسمي للرئاسة الجزائرية أوردته صحيفة الشروق المحلية. ووفق البيان، فإن الرئيس الجزائري أوفد كل من عبدالقادر بن صالح، الرجل الثاني دستوريًا، رئيس مجلس الدولة، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة.

واستبق الوزير الجزائري الأول، عبد المالك سلال، "كوب 22" بتصريحات لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، غازل فيها المملكة المغربية مؤكدًا على استعداد بلاده لحوار مباشر مع البلد الشقيق، المملكة المغربية، تُطرِح فيه القضايا الخلافية، لافتًا إلى أن غلق الحدود مع المغرب جاء ردًا على القرار الأحادي لسلطات المملكة المغربية بفرض تأشيرات على الرعايا الجزائريين، وموضحًا أن قضية الصحراء الغربية ملف بين أيدي الأمم المتحدة وهي الآن محل مسار تفاوضي سياسي تدعمه الجزائر.

تحييد قضية الصحراء
من جانبه، أوضح دكتور أبوالفضل الإسناوي، الباحث بالشأن الجزائري في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن العلاقات بين البلدين منذ أقل من سنة تتضمن تبادل للزيارات؛ إلا أن الجزائر تسعى إلى "تحييد" ملف قضية الصحراء في كل الحوارات التي تجري بين البلدين.

وحول حضور وفد رفيع المستوى من مجلس الأمة برئاسة رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري، لـ كوب 22، قال "الإسناوي" أنها رسالة من الجزائر على استمرار علاقات البلدين على الجانب الدبلوماسي، كما كانت الزيارة مهمة جدًا بالنسبة للجانب الجزائري الذي كان لديه تخوفات بشأن استغلال جارته الحضور الأممي والدولي للتطرق لقضية الصحراء.

وأوضح أن وجهة النظر الجزائرية هي استبعاد الحوار حول هذا الملف واستئناف المساعي الدبلوماسية بشأنه داخل أروقة الأمم المتحدة، التي من المواضح أنها تؤيد فكرة استقلال البوليساريو، لافتًا إلى أن دليلًا آخر على تحييد القضية، وتمسك كل طرف برؤيته، هو عدم السماح للناشطة الجزائرية سويلمة بروك، حضور "كوب22"، حيث كانت ضمن وفد المجتمع المدني المرافق، وذلك على خلفية مواقفها المطالبة باستقلال البوليساريو لحل قضية الصحراء.

تنافس لكسب الود الإقليمي
وأكد "الإسناوي" أن هناك نوع جديد من التنافس المغربي الجزائري في القارة الأفريقية، من أجل كسب ود الخليج والود الفرنسي في قضية الصحراء، فهناك علاقات ممتدة بين كلا الدولتين ودول الخليج، حيث تلقى المغرب دعمًا كبيرًا من السعودية، كما أنه في نفس الوقت الذي عقدت فيه قمة المناخ، فإن عبدالمالك سلال، الرجل الثاني في الجزائر، أجرى زيارة إلى السعودية، وهو ما قد يكون مساعي لإعادة ترتيب العلاقات بين الدوتين.

وتابع أن عودة المغرب للإتحاد الأفريقي، الذي لم يتم الموافقة عليها حتى الآن، جاءت بناء على الطلب الإفريقي، في محاولة لكسب أطراف جديدة لدعمها في قضية الصحراء، وتليين بعض المواقف الإفريقية، كما أن ذلك جاء على خلفية مخاوف مغربية من احتمالات أن تلعب الجزائر دورًا لصالحها في ظل الإتحاد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق