اتهامات العمالة تلاحق مدير «إف بي أي» بسبب «كلينتون»

الأربعاء، 02 نوفمبر 2016 11:16 ص
اتهامات العمالة تلاحق مدير «إف بي أي» بسبب «كلينتون»
بيشوى رمزي

في الوقت الذي أصبحت فيه الثقة تهيمن على الأجواء داخل حملة هيلاري كلينتون الإنتخابية في الفوز في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، والمقررة في 8 من نوفمبر الجاري؛ إلا أن التحقيقات الجديدة حول استخدام المرشحة الديمقراطية لخادم البريد الإليكتروني الخاص إبان توليها وزارة الخارجية الأمريكية ربما يساهم في قلب الأوضاع رأسا على عقب.

كانت وزارة العدل الأمريكية قد طلبت من جهاز التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي أي" عدم اطلاع الكونجرس بالتحقيقات التي تدور حاليًا حول الرسائل المكتشفة حديثًا في الأسابيع الماضية، والتي كانت قد أرسلت لوزارة الخارجية الأمريكية على الكمبيوتر الشخصي لأنتوني وينر، زوج مساعدة كلينتون، هوما عابدين؛ إلا أن مدير مكتب التحقيقات الأمريكي، جيمس كومي، قام بكشف خبر التحقيقات الجديدة يوم الجمعة الماضي، بحسب ما ذكرت شبكة "بي بي سي" الإخبارية، وهو الأمر الذي يأتي ليكون بمثابة القشة التي قد تُنقِذ المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

انتهاك الحيادية

رسالة "كومي" للكونجرس الأمريكي أثارت جدلًا كبيرًا، حيث لم يقتصر الأمر على تداعياتها على الإنتخابات الأمريكية، لكنها امتدت إلى داخل أجهزة الإدارة الأمريكية.

تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الخطأ الأكبر الذي ارتكبه "كومي" هو أنه انتهك القاعدة التي تتبناها وزارة العدل الأمريكية، والتي يخضع لها مكتب التحقيقات الفيدرالي، والمتمثلة في عدم الكشف عن أية معلومات تبدو تحريضية حول التحقيقات التي يجريها الجهاز، سواء للجمهور أو حتى للكونجرس، خلال الستين يومًا قبل بداية الإنتخابات الأمريكية.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن السبب الرئيسي في ذلك هو عدم رغبة أجهزة الإدارة الأمريكية في التزام الحيادية خلال فترة الإنتخابات الأمريكية، وعدم التأثير على اتجاهات الناخبين، واختياراتهم قبل التصويت بمدة مناسبة.

عميل لروسيا

إلا أن الأمر لم يقتصر على اتهام "كوني" بإرتكاب مجرد خطأ، ولكن ربما شعارات التخوين بدأت تطفو على السطح، حيث أتهم المسئول الأمريكي بالعمل لصالح روسيا، خاصة في ظل حالة الكيل بمكيالين، بحسب ما قال النائب الديمقراطي إيليا كامينجر، في بيان نشرته صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية.

يقول "كامينجر" أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي يواجه مشكلة خطيرة تتعلق بالتحقيق في العلاقة التي تجمع بين كبار مسئولي حملة ترامب الإنتخابية والحكومة الروسية، موضحًا أنه إذا ما لم يتم الكشف عن تفاصيل هذا الأمر قبل الإنتخابات الرئاسية، فإن ذلك ربما يثير الشكوك.

تصريحات النائب الديمقراطي تأتي على خلفية تعاملات المديرالسابق لحملة "ترامب" الإنتخابية، بول مانافورت، مع حكومة الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش، والمعروف بموالاته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أن المرشح الجمهوري نفسه سبق وأن أشاد بالحرب الإليكترونية التي تشنها روسيا على الحزب الديمقراطي لكشف أسرار بريد "كلينتو"ن الإليكتروني.

مفارقة وأعذار

وبالرغم من الحملات المتزايدة التي استهدفت المسئول الأمريكي، واتهاماته ليس فقط بالإنحياز لمرشح بعينه، إلا أنه اتُهِم بالعمالة لصالح روسيا، فكانت هناك أصوات أخرى تحمل قدرًا من التأييد لما فعله "كومي"، في ضوء دروس التاريخ الأمريكي الزاخر بالفضائح، والتي يلعب الساسة فيها دور البطولة.

يقول الكاتب الأمريكي تيموثي نافتالي، في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن "جيمس كومي يبدو معذورًا إلى حد كبيرًا، خاصة إذا ما نظرنا إلى القضية بمنظور أوسع يشمل القضايا المشابهة التي أثيرت في الماضي، وأدت إلى تداعيات كارثية على السياسات الأمريكية".

وأشار الكاتب إلى فضيحة "وترجيت"، والتي كان الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون هو بطلها، موضحًا أن المفارقة التي تبدو غريبة بعض الشيء أن السيدة هيلاري كلينتون كانت أحد أعضاء اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب الأمريكي، والتي قامت بالتحقيق في قضية نيكسون في عام 1974، إلا أن الأمر المؤلم أن تكون هي البطلة في فضيحة أخرى عام 2016، وهي فضيحة "إيميل جيت".

ربما يكون موقف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي أثار العديد من الشكوك حول تحيزه، هكذا يقول "نافتالي"، إلا أنه إذا ما نظرنا إلى تاريخ المكتب مع القضايا المشابهة ربما نلتمس له العذر، حيث كانت فضيحة "وترجيت" بمثابة وصمة عار في تاريخ الجهاز الأمني الأمريكي، في ظل التستر عليها من قبل مديره في ذلك الوقت، ويدعى باتريك جراي، وهو الأمر الذي أدركته الإدارات المتلاحقة للجهاز الأمريكي فيما بعد، ومن بينها إدارة السيد جيمس كومي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة