قلق أممى بسبب تدفق مقاتلي جنوب السودان إلى الكونغو

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء النتائج المترتبة على تدفق مقاتلى جنوب السودان إلى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، الأمر الذى من شأنه التأثير على عملية إحلال السلام والاستقرار فى المنطقة التى زعزعتها النزاعات المسلحة منذ أكثر من 20 عاما.

وأكدت بعثة الأمم المتحدة لاستقرار الكونغو (مونسكو) أنها ستبقى على مقعدها فى الأمم المتحدة، التى تتخذ من نيويورك مقرا لها، وستعمل على استمرار الحوار مع حكومة الكونغو الديمقراطية والمنظمات الإقليمية من أجل إيجاد مخرج للأزمة الراهنة التى من الممكن أن تؤثر على عملية إحلال السلام فى الكونغو.

وقامت مونسكو بمساعدة ما يقرب من 634 من رعايا جنوب السودان المتواجدين فى حديقة جارامبا منذ 17 أغسطس الماضى وتعد هذه الحديقة إحدى المحميات الطبيعية الواقعة شمال شرقى الكونغو الديمقراطية على الحدود مع جنوب السودان، وأجريت هذه المساعدات فى إطار عملية مساعدات ذات هدف إنسانى.

كما قامت البعثة الأممية بالاستيلاء على أسلحة هؤلاء الأشخاص والإبقاء عليها فى حفظ البعثة، وتهدف هذه العملية إلى مساعدة الأشخاص فى الحالات الحرجة وأيضا الشعوب المدنية التى من الممكن أن تكون ضحايا لعدم الاستقرار الذى يجتاح البلاد ولازال هناك ما يقرب من 134 شخصا عالقين فى الحديقة.

وكشفت الأمم المتحدة عن أن مهمة هذه البعثة مساعدة المحتاجين ونقلهم إلى مكان آمن حتى يتسنى تقديم العلاج اللازم لأكثر من مائة شخص من مؤيدى نائب الرئيس السودانى السابق رياك مشار الذى لجأ إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقامت جوبا عاصمة جنوب السودان بطرد المقاتلين وزعيمهم عقب أحداث عنف دامية ضد الرئيس سيلفا كير فى يوليو الماضى.

كما قامت بعثة الأمم المتحدة بتقديم العلاج والرعاية اللازمة لمشار الذى أصيب جراء أحداث العنف فى جنوب السودان قبل تسليمه إلى السلطات الكونغولية، ويتواجد اليوم فى الخرطوم، وفر أكثر من 20 ألفا من سكان جنوب السودان إلى الكونغو هذا العام وفقا لما كشفت عنه إحصائيات منظمة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة "يونسكو" قد أدرجت حديقة جرامبا على قائمة الأمم المتحدة للتراث المهدد نظرا لأنها أصبحت ملجأ منذ عدة أعوام لمختلف الجماعات المسلحة الكونغولية أو الأجنبية.