قصف عنيف يستهدف مراكز الدفاع المدني في حلب

السبت، 24 سبتمبر 2016 03:40 ص
قصف عنيف يستهدف مراكز الدفاع المدني في حلب
صورة ارشيفية

استهدف قصف عنيف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في مدينة حلب السورية، ليطال عدة أحياء ومراكز لمنظمة الدفاع المدني السوري المعروفة باسم "الخوذ البيضاء"، فيما أعلنت الحكومة هجوما جديدا في المنطقة.

يأتي القصف المكثف والإعلان عن هجوم جديد فيما فشلت جهود دبلوماسية لإنقاذ وقف اطلاق النار الذي استمر ما يقرب من أسبوع، قبل أن يفسح المجال إلى مستوى جديد من العنف. ويقول سكان ونشطاء إن القصف الذي بدأ في وقت متأخر من ليل الأربعاء، لم يسبق له مثيل، باستهدافه المناطق السكنية والبنية التحتية ومراكز الدفاع المدني. وتم إغلاق بعض الشوارع بسبب أكوام الانقاض.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره في بريطانيا، إن ما لا يقل عن سبعة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، قتلوا في نحو 30 غارة بدأت ليلا. وقال محمد أبو جعفر، عضو بفريق طب عدلي في المدينة، إنه وثق مقتل تسعة أشخاص منذ مساء الخميس، بينهم خمس نساء وطفلان. اضاف أبو جعفر أن من المستحيل توثيق القتلى والجرحى الذين سقطوا اليوم الجمعة بسبب شدة القصف.

وقال إبراهيم الحاج، عضو لجنة الدفاع المدني السوري، إن ثلاثة على الأقل من مراكز الدفاع المدني تم استهدافها في حملة القصف الجوي التي تزداد عادة بعد حلول الظلام. وفي صباح الجمعة، خرج من الخدمة مركز في حي الأنصاري بالجزء الجنوبي من منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة بعد استهدافه في حوالي الساعة السابعة صباحا. كما تضررت سيارات اسعاف واطفاء تخدم الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة. وسقطت قنبلة في ساحة مركز آخر ولم يتضح حتى الآن مدى الأضرار التي وقعت، وفقا للحاج.

أضاف الحاج "الأمر خطير حقا. (القوات الجوية السورية التابعة للرئيس بشار الأسد) استهدفت بشكل مباشر مراكز الدفاع المدني". ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات بين متطوعي المنظمة.

وأردف " لم أر في حياتي مثل هذا القصف. كان عنيفا جدا".

استطرد قائلا "حاول النظام التقدم في عدة أحياء بحلب"، مضيفا أن مقاتلي المعارضة تمكنوا حتى الآن من صد جميع الهجمات. وقال إن الهجوم على مراكز الدفاع المدني عرقل عملها بسبب الدمار الذي لحق ببعض السيارات.

وسط الحملة المكثفة، أصبح من الصعب على فرق الدفاع المدني التحرك. وكانت مركباتهم، التي تعاني من نقص في الوقود، تكافح لتلبية الطلب المتزايد على خدماتها. وأمس الخميس، قامت فرق الدفاع المدني بعمليات بحث لعدة ساعات لإنقاذ المدنيين الذين دفنوا تحت الأنقاض في عدة أحياء في مدينة حلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

اليوم الجمعة أيضا، قال مسؤول عسكري سوري إن الغارات الجوية والقصف في حلب قد تستمر لفترة طويلة وإن العملية سوف تتسع لتشمل غزوا بريا للمناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. ونقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن مسؤول عسكري لم يكشف عن اسمه القول إن العمليات في المناطق الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة، "سوف تشمل هجوما بريا."

أفاد سكان آخرون أن إحدى محطتي مياه تغذيان المدينة تم استهدافها. وألقت قناة الدنيا الفضائية، المؤيدة للحكومة، باللوم على الجماعات المسلحة في استهداف محطة المياه في باب النيرب التي تغذي جانبي المدينة المتنازع عليها. وقالت المحطة التلفزيونية إن ضخ المحطة توقف، لكنها قالت إن العمل بدأ لإصلاحه.

أعقب الحملة الجوية إعلان القيادة العسكرية السورية في حلب أمس الخميس أنه تم إطلاق عمليات جديدة في الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة. أثار الإعلان والتقارير التي أفادت باندلاع اشتباكات على أطراف المدينة المحاصرة، مخاوف من عمليات برية وشيكة.

وقال رامي عبد الرحمن، من المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره في بريطانيا، اليوم الجمعة، إن القوات الحكومية سيطرت على بنايات على خط المواجهة، ما دفع المقاتلين المعارضين إلى التقهقر إلى حي العامرية جنوبي حلب.

وأكد الحاج، عضو لجنة الدفاع المدني السوري، تحركات الحكومة على الحافة الجنوبية للمدينة.

كما أفاد المرصد بشن غارات جوية على شمال مدينة حلب، وبوقوع اشتباكات على خط المواجهة، بالقرب من وسط المدينة القديمة.

بعد اجتماع عاصف لمدة ساعتين ونصف مع نظرائهما في نيويورك، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انهما سيجتمعان مرة أخرى الجمعة في محاولة لإيجاد وسيلة لإحراز تقدم. وبعد أسبوع من المحادثات الدبلوماسية ومحاولات التوصل الى توافق، يبدو أن التطورات على الأرض في سوريا ألقت بظلالها على فرص تحقيق هدوء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق