تراجع مبيعات أضاحي العيد في نيجيريا بسبب الأزمة الاقتصادية

الإثنين، 12 سبتمبر 2016 07:41 ص
تراجع مبيعات أضاحي العيد في نيجيريا بسبب الأزمة الاقتصادية

بات النيجيريون غير قادرين على شراء خروف لذبحه في عيد الاضحى، بسبب الركود الاقتصادي الذي تواجهه البلاد وتدهور قيمة العملة الوطنية.

وقال ابراهيم شعيبي، تاجر الخراف في سوق مدينة كانو المسلمة الكبيرة في شمال نيجيريا لفرانس برس، ان "المبيعات تنهار. السنة الماضية في الفترة نفسها، بعت ثلاثين خروفا، اما هذه السنة، فبعت اربعة فقط".

ويضحى بالخراف في عيد الأضحى، وتوزع اللحوم على افراد العائلة والاصدقاء والمحتاجين.

وعادة ما تعد فترة العيد فترة الذروة خلال السنة لتجار المواشي. فالزبائن الموسرون غالبا ما يشترون عددا من الخراف التي يوزعون لحومها على الاقارب والمحتاجين.

وقال ابو بكر ابراهيم، البائع في سوق اخرى في كانو، ان "زبونا واحدا يستطيع شراء 50 خروفا دفعة واحدة وتقديمها لاحقا للناس". لكنه اضاف "لم يشتر احد هذه السنة سوى خمسة خراف دفعة واحدة".

وولم يبع في الاجمال الا 20 خروفا حتى الان في مقابل 500 العام الماضي.

واعرب التاجر سبيع ابراهيم عن اسفه ايضا بالقول ان الزبائن يأتون "بأعداد قليلة جدا".

وقال ايضا التاجر مدثر مصطفى، ان "اكثر من ثلث الناس لا تتوافر لديهم الوسائل للتضحية بخروف هذه السنة بسبب الركود".

وقد دخل الاقتصاد النيجيري كما اعلن رسميا مرحلة الركود الشهر الماضي بعد فصلين متتاليين من النمو السلبي.

وفيما تعتمد نيجيريا اعتمادا تاما على صادراتها النفطية، اثر تراجع اسعار الذهب الاسود في الاسواق العالمية منذ سنتين، والهجمات التي تشنها المجموعات المتمردة على المنشآت النفطية منذ بداية السنة، على الاقتصاد وعائدات الدولة تأثيرا كبيرا.

وتراجع سعر صرف النايرا، العملة الوطنية امام الدولار، وارتفع التضخم 17% في يوليو، وتراجعت الاستثمارات الاجنبية الى ادنى مستوياتها.

-شراء خروف او دفع الاقساط المدرسية-

وقد بلغت الازمة حدا دفع الرئاسة النيجيرية الى الاعلان هذا الاسبوع عن اطلاق خطة قروض دولية لدى الصين واليابان والبنك الدولي.

وفي اسواق المواشي، عادة ما يبلغ سعر الخروف بين 30،000 و70،000 نايرا (80 الى 200 يورو) حسب حجمه. ومن اجل اجتذاب الزبائن، يعمد التجار الى البيع بأي سعر كان، لكنهم لا يحققون المرتجى.

وقال الوكيل العقاري بابانغيدا ماغالجي ان "الاسعار قد ارتفعت في كل المجالات تقريبا، لكن هذا الارتفاع لم يشمل راتبي". واضاف "علي ان اختار بين ان اشتري خروفا او المواد الغذائية والحاجات الضرورية لعائلتي وبين دفع اقساط المدرسة لأولادي. لذلك، لا يشكل شراء خروف اولوية لدي".

واذ تراجعت مبيعات الخراف، شهدت مبيعات الابقار التي يمكن التضحية بها ايضا في العيد، ازدهارا في المقابل. وتفسير ذلك بسيط: فبما ان البقرة اكبر من الخروف، ويمكن تقسيمها بسهولة، يسارع عدد من سكان كانو لشراء واحدة وتوزيعها على آخرين، كما قال التاجر كبير منصور عاشوراء. وسجلت مبيعاته ارتفاعا بلغ 20%.

لذلك اتفق عبدالله لاوان مع ثلاثة من جيرانه حتى يتمكنوا من شراء بقرة للعيد، فيما كان يشتري في السابق خروفين.

واضاف "ب 25 الف نايرا (70 يورو) لدي ربع بقرة، وهذا الربع يوفر لي لحوما تفوق ما يوفره خروفان كانا سيكلفانني 100 الف نايرا (280 يورو)".

وخلص الى القول "اخسر على الصعيد الروحي لأني لا اضحي بخروف، لكني اربح على صعيد كمية اللحوم. ليس لدي اي خيار آخر".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق