كاتب بريطاني: روسيا تلعب دورا مهما في الانتخابات الأمريكية

الإثنين، 15 أغسطس 2016 01:28 ص
كاتب بريطاني: روسيا تلعب دورا مهما في الانتخابات الأمريكية

تساءل الكاتب البريطاني جوناثان جونز، عما ‏تعنيه المزاعم الخاصة بعلاقة المرشح الجمهوري دونالد ترامب بروسيا، ودورها في سباق الرئاسة الأمريكية.

وأعاد جونز - في مقاله بمجلة "النيوستيتسمان" - بالأذهان إلى عام 2012، عندما ‏سخر باراك أوباما من منافسه الجمهوري ميت رومني، جراء وصف الأخير روسيا بـ "العدو ‏الجيوسياسي" رقم واحد للولايات المتحدة.‏

‏ وتساءل الكاتب قائلا"كيف تغيرت الأمور في غضون أربع سنوات فقط؟"، راصدا رغبة الديمقراطيين اليوم في الترويج لأن الروس هم الأشرار وأن ‏المرشح الجمهوري يتودد إليهم.

ولفت جونز إلى أن هيلاري كلينتون وفريقها ركزوا على الاستحسانات المتبادلة العديدة ‏المرصودة بين ترامب وفلاديمير بوتين في ديسمبر الماضي، حيث وصف بوتين ‏ترامب بأنه "شخص لامع جدا، وموهوب بلا أي شك"، ورحب برغبة الأخير في علاقات ‏أقرب مع روسيا.. وفي المقابل، ردّ ترامب على إطراء بوتين له بأن قال عندما سُئل عن قيام بوتين بـ ‏‏"قتل الصحفيين، والخصوم السياسيين، واجتياح الدول"، أجاب ترامب: "بوتين ‏يدير بلده وهو على الأقل قائد، وليس كمن لدينا في الولايات المتحدة".

‏ ورأى الكاتب أن ترامب في الحقيقة قد تباهى بعلاقته مع بوتين كإحدى أوراق ‏اعتماده على صعيد السياسة الخارجية، حيث قال عن بوتين: "أعرفه جيدا وأستطيع ‏كرئيس أن أتعامل معه بنجاح".‏

ورصد جونز تكهنات أثيرت مؤخرا عن محاولة روسيا لتيسير وصول ترامب إلى ‏البيت الأبيض، وقبيل انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي لترشيح كلينتون الشهر ‏الماضي، نشرت "ويكيليكس" أكثر من 19 ألف رسالة إلكترونية مسروقة من أجهزة ‏حواسب اللجنة الوطنية الديمقراطية، وقد أشار خبراء بأصابع الاتهام إلى روسيا في عملية القرصنة.

‏ ‏ وشجع ترامب، قراصنة الإنترنت الروس على إنجاز المزيد في هذا الصدد ‏قائلا: "روسيا.. إذا كنتم تستمعون، آمل لو استطعتم نشر الـ 30 ألف رسالة ‏إلكترونية الباقية .. أظنكم ستكافأون بقوة من صحافتنا"‏.

ورأى صاحب المقال أنه من السهل الوقوف على سبب تفضيل بوتين لترامب في ‏البيت الأبيض على كلينتون، حيث أشاد ترامب بهجمات روسيا على المعارضين ‏السوريين دفاعا عن نظام الأسد، وشجع ترامب على المزيد، كما اقترح ترامب أن تترك الولايات المتحدة للبلدان الأوروبية مهمة التصدي ‏للعدوان الروسي على أوكرانيا، فضلا عن قول ترامب إنه لو كان رئيسا، إذن فإن ‏الولايات المتحدة ما كانت لتضطر للوفاء بالتزاماتها في الدفاع عن أعضاء آخرين ‏بحلف الناتو ضد هجوم من روسيا: "لو كنت رئيسا لكنت على استعداد مطلق لأن ‏أقول لهذه البلدان.. تهانينا، ستدافعون عن أنفسكم".‏

وعلى الصعيد الاستخباراتي، كتب مايكل موريل نائب مدير وكالة الاستخبارات ‏المركزية السابق قائلا: "يمكننا القول أن بوتين قد جنّد ترامب ‏كعميل عفوي للاتحاد الروسي"‏.‎

‎‏ ‏وتابع جوناثان جونز قائلا إن نزعة ترامب الانعزالية تلقى بعض الاستحسان بين ‏قطاع من الشعب الأمريكي المرهق من تكاليف التدخل الخارجي سواء كانت ‏تكاليف مادية أم بشرية.‏

في شهر أبريل الماضي، أظهر مركز أبحاث "بيو" أن نسبة 41 % من الأمريكيين ‏يعتقدون أن "الولايات المتحدة تقوم بأكثر مما يلزم في مساعدة حل مشاكل عالمية"، ‏وأن نسبة 57 % يريدون لأمريكا بلدهم أن تتعامل مع مشكلاتها وأن تدع ‏البلدان الأخرى تتعامل مع مشكلاتها على قدر استطاعتها.. وفي العام الماضي، ‏قالت نسبة لا تزيد عن 49 % من الأمريكيين إنهم ينظرون نظرة إيجابية لحلف الناتو.‏

ومع ذلك، فإن موقف ترامب المناصر لروسيا لا يقابل بشعبية؛ وقد ازدادت وجهة ‏النظر الأمريكية تجاه روسيا سوءا بشكل دراماتيكي منذ عودة بوتين للرئاسة عام ‏‏2012، حيث ازدادت نسبة الناظرين لروسيا بشكل سلبي بين الأمريكيين من 44 ‏% إلى 65 %، طبقا لاستطلاعات رأي أجرتها منظمة "جالوب".‏

وأشار الكاتب إلى أن نسب الاستياء بين الأمريكيين تجاه روسيا على مدار ‏السنوات الثلاث الماضية سجلت أعلى معدلاتها منذ الحرب الباردة، وأظهر ‏مركز أبحاث "بيو" أن نسبة 56 % من الأمريكيين يعتقدون أن الولايات ‏المتحدة ينبغي أن تستخدم القوة العسكرية للدفاع عن أي بلد عضو في حلف الناتو ‏ضد أي اعتداء روسي، فيما تعتقد نسبة 37 % أنه لا ينبغي على الولايات ‏المتحدة عمل ذلك.‏

وقال جونز إن ترامب كعادته عندما أدرك أن تعليقاته قد تضر بفرصه الانتخابية، ‏حاول التبرأ منها، قائلا " كنت أمزح عندما طلبت من روسيا أن تسطو على ‏بريد كلينتون الإلكتروني".. وفي مقابلة مع الصحفي والسياسي الأمريكي جورج ستيفانوبولوس، أعلن ترامب أنه لا علاقة له ببوتين، وأنكر مزاعمه السابقة في هذا الصدد.‏

وعلى الجانب الآخر، أكد الكاتب أن حملة كلينتون تسعى إلى التركيز ‏على تصريحات ترامب حول روسيا، في محاولة لتقديم ترامب على أنه مرشح ‏كفيل بتعريض الأمن القومي للخطر، وأنه جاهل بشئون العالم، ‏وأنه يكذب باستمرار ويغير أقواله.‏

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة