ريو 2016- جودو: كيلمندي تظهر للعالم ان "كوسوفو اكثر من مجرد بلد مزقته الحرب"

الإثنين، 08 أغسطس 2016 01:57 ص
ريو 2016- جودو: كيلمندي تظهر للعالم ان "كوسوفو اكثر من مجرد بلد مزقته الحرب"

كان اليوم الثالث من فعاليات اولمبياد ريو 2016 مؤثرا جدا بالنسبة لبلد بأكمله وذلك بعدما نجحت مايليندا كيلمندي في منح كوسوفو الميدالية الذهبية في اول مشاركة اولمبية له.

وتوجت كيلمندي الاحد في ريو بذهبية وزن تحت 52 كلغ بفوزها على الايطالية اوديت جوفريدا في المباراة النهائية لتظهر "للعالم ما اردته دائما وهو ان كوسوفو اكثر من مجرد بلد مزقته الحرب" بحسب ما قالته وعلم بلادها يلفها.

واضافت كيلمندي "هذه الميدالية تعني الكثير، ليس للرياضة في كوسوفو وحسب، بل لكوسوفو بأكملها كبلد".

وكانت مشاركة كيلمندي في ريو 2016 مميزة على اكثر من صعيد، فهي حصلت ايضا على شرف حمل علم بلادها في حفل الافتتاح يوم الجمعة، محققة عودة ناجحة الى ريو دي جانيرو حيث حصدت النجاح العالمي للمرة الاولى عام 2013 جين توجت بطلة للعالم في وزن تحت 52 كلغ ايضا، ثم احتفظت به في العام التالي في شيليابينسك البيلاروسية.

وبعد ان عاشت مآسي الحرب في طفولتها، دخلت كيلمندي التاريخ كأول رياضي من بلادها يتوج بالذهب الاولمبي الذي افلت منها عام 2012 في اولمبياد لندن لكنها كانت تمثل البانيا حينها لان كوسوفو كانت خارج العائلة الاولمبية.

ونجحت كيلمندي التي فرضت نفسها على الساحة القارية ايضا باحرازها لقب بطلة اوروبا اعوام 2013 و2014 و2016 الى جانب احرازها 7 القاب اخرى في لقاءات الجائزة الكبرى، في ايصال الرسالة ومفادها ان الاحلام تتحول الى حقيقة في حال تمتع المرء بالارادة.

وسبق لوكالة فرانس برس ان التقت كيلمندي قبل دخولها المنافسة في ريو وهي قالت عن مشاركتها "انها لحظة تاريخية ليس لي وحسب، بل للشعب الكوسوفي بأكمله".

ولم تكن طفولة ابنة الخامسة والعشرين سهلة بتاتا على غرار ابناء وطنها وذلك بسبب الحرب التي اودت في عامي 1998 و1999 بحياة نحو 13 الفا معظمهم من الالبان وتدخل الحلف الاطلسي جوا ضد صربيا لانهاء النزاع بين قوات بلغراد والانفصاليين من البان كوسوفو.

وبعد الحرب، وضع اقليم كوسوفو الانفصالي في جنوب صربيا تحت ادارة الامم المتحدة. واعلن استقلاله عن صربيا العام 2008.

وقد تطرقت الاحد بعد تتويجها الى هذه المسألة، قائلة: "لقد نجونا من حرب. ما زال هناك اطفال لا يعلمون اذا كان اهلهم على قيد الحياة، لا يملكون ما يأكلونه او كتبا للذهاب الى المدرسة، ان اصبح بالتالي بطلة اولمبية فهذا انجاز كبير جدا بالنسبة لنا جميعا".

ويعترف حوالي 100 دولة بكوسوفو كبلد مستقل عن صربيا التي تعارض هذا الامر، ولم تعترف اللجنة الاولمبية الدولية بهذا الاقليم السابق كعضو فيها الا منذ اقل من عامين.

وتسلمت كيلمندي ذهبيتها من رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الالماني توماس باخ الذي فاجأها بحسب ما اشارت قائلة: "كان هناك الكثير من الامور التي تدور في ذهني عندما كنت على منصة التتويج ثم جاء السيد توماس باخ".

وواصلت: "جاء قبل عام الى كوسوفو وقال: +انا هنا لاساندك واريد رؤيتك تفوزين في ريو+، ثم قال لي اليوم: +هل تتذكرين انه كان يراودك حلم، لقد نجحت في تحقيقه الان+. جعلني اشعر بفخر كبير".

ومن المؤكد ان ما حققته كيلمندي يخدم "قضيتها" بان "اظهر للجيل الشاب في بلدي انه مهما كانت المشاكل التي نعاني منها ومهما كان بلدنا صغيرا وفقيرا، بامكاننا حقا تحقيق ما نريده اذا كنا مصممين. يجب العمل بجد كبير، والاهم من كل ذلك ان يؤمن المرء بنفسه".

وتؤكد انه "اذا ارادوا ان يصبحوا ابطالا اولمبيين، فبإمكانهم ذلك، حتى وان كانوا من بلد صغير، من بلد فقير".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة