عرض أجزاء من برديات «خوفو» تؤكد أن الهرم الأكبر مشروع قومي

الخميس، 14 يوليو 2016 11:45 ص
عرض أجزاء من برديات «خوفو» تؤكد أن الهرم الأكبر مشروع قومي

شهد الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، اليوم العرض الأول لأجزاء من أرشيف برديات الملك خوفو من ميناء وادي الجرف، أحد أهم وأقدم الموانئ المصرية القديمة، والتى تعد الأقدم في تاريخ الكتابة المصرية المكتشفة حتى الآن، وذلك بالمتحف المصري بالتحرير.
وقال الدكتور حسين عبدالبصير، المشرف العام على إدارة النشر العلمي بالوزارة - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إن تلك الأجزاء عددها حوالى 30 من برديات خوفو ، والمعروض حاليا فى المتحف المصري 6 أجزاء منها، وهى تعد وثيقة مهمة من عهد الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر وتوضح قوة الإدارة في عهد الملك، وارتباطها بالسلطة المركزية في الجيزة.
ولفت إلى أن أهمية تلك البرديات تكمن في أنها تؤكد أن مشروع بناء الهرم الأكبر كان مشروعا قوميا، وأن الهرم بناه المصريون القدماء، كما تنفي هذه البرديات أية ادعاءات كانت تتعلق ببناء الأهرام المصرية، مشيرا إلى أنه من خلال تلك البرديات تم التأكد من مدة حكم الملك خوفو والذي امتد لنحو 26 عاما.
وأشار عبدالبصير إلى أنه من أهم تلك البرديات؛ بردية تخص أحد كبار الموظفين ويدعى (مرر)، وكان يشارك في بناء الهرم الأكبر وأمدتنا بمعلومات عن ثلاثة أشهر من حياته الوظيفية، مما جعلنا نعرف الكثير من الأمور عن حياة الموظفين في عصر الأسرة الرابعة ومنها قيام فريق العمل بنقل كتل الحجر الجيري من محاجر طره على الضفة الشرقية للنيل إلى هرم خوفو عبر نهر النيل وقنواته.
ومن جانبها، أوضحت صباح عبد الرازق، وكيل المتحف المصري للشئون الأثرية، أن أغلب البرديات المكتشفة توضح توزيع الحصص اليومية للأطعمة التي كانت تستجلب من مناطق عديدة في دلتا نهر النيل، مشيرة إلى أنه من بين أهم هذه البرديات واحدة يظهر فيها بوضوح وبخط هيروغليفي مختصر تعداد الماشية رقم 13 في عهد الملك خوفو والذي كان يتم مرة كل عامين، بما يعني أن حكم هذا الملك امتد لنحو 26 عاما وهو أمر لم يكن معروفاً من قبل.
وقدّم الأثري مؤمن عثمان، مدير عام الترميم بالمتحف، شرحا وافيا عن تلك البرديات .. موضحا أن ميناء وادي الجرف على بعد 24 كم جنوب الزعفرانة حالياً، 119 كم من مدينة السويس في مواجهة ميناء المرخا القديم في جنوب شبه جزيرة سيناء والذي كان يؤدي لمناجم الفيروز ومنطقة سرابيط الخادم وعلى مقربة من دير الأنبا بولا، من أقدم الأديرة المصرية.
ومنذ عام2011 تقوم بأعمال الحفائر في الموقع بعثة مصرية فرنسية مشتركة برئاسة الفرنسى بيير تالييه والأثري المصري سيد محفوظ. وكشفت البعثة عن آثار لميناء يعتبر حتى الآن هو أقدم ميناء ليس فقط في تاريخ مصر وإنما في تاريخ الملاحة البحرية العالمية، بالإضافة إلى موقع ميناء مرسى جواسيس جنوب سفاجه وميناء العين السخنة جنوب السويس وهم يمثلون مجموعة الموانئ الفرعونية وهي تعد الأقدم في تاريخ الإنسانية حتى الآن.
وقد تم بناء ميناء وادي الجرف على شاكلة المينائين الآخرين ولكن على مساحة أكبر، ومن خلال الأختام الطينية والبرديات والنقوش الصخرية التي تم اكتشافها في هذه المنطقة فمن الممكن تأريخ هذا الموقع بعصر الدولة القديمة.
وقد عثر فى عام 2013 على مجموعة رائعة من البرديات عند مدخل مغاراتين وكانت هذه البرديات مدفونة بين الكتل الحجرية التى تم استخدامها لإغلاق المغارة بعد الانتهاء من العمل، ويبدو أن هذه المغارات كان يتم استخدامها كورش عمل ومخازن وأماكن سكنية وتؤكد هذه البرديات أن هذا الموقع كان مستخدما خلال عهد الملك خوفو وأن فريق العمل الذى كان يعمل فى هذا الموقع هو نفسه الذى عمل فى بناء الهرم الأكبر، مما يشير إلى القدرة العالية للجهاز الإداري فى عهد هذا الملك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق