غارات كثيفة على حلب وضوء أخضر للأمم المتحدة لإدخال المساعدات

السبت، 04 يونيو 2016 01:17 ص
غارات كثيفة على حلب وضوء أخضر للأمم المتحدة لإدخال المساعدات

شهدت مدينة حلب ومحيطها غارات كثيفة شنتها قوات النظام الجمعة تسببت بمقتل نحو 60 مدنيا، في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة أن السلطات السورية وافقت على إيصال مساعدات إنسانية عبر قوافل برية إلى 12 منطقة محاصرة خلال يونيو.

وتزامنا مع انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث سبل إيصال الأدوية والمواد الغذائية لمئات آلاف السوريين المحاصرين، أعلنت الأمم المتحدة حصولها على ضوء أخضر من دمشق لإيصال هذه المساعدات.

وفي المقابل، أفاد دبلوماسيون في وقت سابق بأن الامم المتحدة ستطلب الاحد موافقة دمشق للتمكن من إلقاء المساعدات جوا.

وتزامنا مع تصدي الفصائل المعارضة في مدينة مارع شمال حلب لهجوم عنيف شنه تنظيم الدولة الاسلامية فجرا، كشف وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر ان جهاديي التنظيم الذين يواجهون قوات سوريا الديموقراطية في مدينة منبج شمال شرق حلب، "يطمحون" الى التخطيط لشن هجمات ارهابية في الخارج.

وتعرضت الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل في مدينة حلب وطريق الكاستيلو الذي يعد المنفذ الوحيد منها باتجاه غرب المدينة، الى غارات جوية كثيفة الجمعة وفق ما اكد مراسل لفرانس برس والمرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مصدر في الدفاع المدني في الاحياء الشرقية لفرانس برس ان 57 مدنيا على الاقل قتلوا جراء غارات كثيفة على احياء عدة في المدينة تسيطر عليها فصائل مقاتلة.

وتحدث مراسل فرانس برس عن قصف "جنوني" بالبراميل المتفجرة، لا سيما على أحياء الكلاسة والسكري وباب النيرب حيث سقط معظم القتلى، في وقت الغت المساجد صلوات الجمعة وخلت الشوارع من المارة. وعمل رجال إنقاذ على للبحث عن ناجين بين أنقاض المباني المتضررة أو المدمرة.

وتراجع إيقاع الضربات بشكل كبير مساء، مع إطلاق صواريخ بشكل متقطع.

-حركة معدومة-
وانعدمت الحركة في شوارع الاحياء الشرقية، وخصوصا ان وتيرة الغارات هذه المرة اعنف بكثير من جولة القصف الاخيرة قبل اقل من شهرين، وفق مراسل فرانس برس.

وكان اتفاق هدنة تم التوصل اليه في مناطق عدة من سوريا بينها حلب في نهاية شباط/فبراير انهار بعد نحو شهرين من دخوله حيز التنفيذ في المدينة واوقع 300 قتيل، ما دفع راعيي الاتفاق، الولايات المتحدة وروسيا، الى الضغط من اجل فرض اتفاقات تهدئة، ما لبثت ان سقطت بدورها.

وتتعرض طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد المتبقي لسكان الاحياء الشرقية باتجاه غرب البلاد، لقصف جوي متكرر.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان هذه الطريق "باتت بحكم المقطوعة مع تكرار استهداف حركة المارة والحافلات"، لافتا الى ان "الاحياء الشرقية باتت عمليا محاصرة".

وفي غرب حلب، افاد المرصد عن سقوط عشرات القذائف منذ ليل الخميس على احياء تحت سيطرة قوات النظام، مصدرها مواقع الفصائل المعارضة.

وأشار المرصد السوري في نهاية اليوم إلى مقتل عشرة مدنيين، بينهم امرأة وطفلين.

وتشهد مدينة حلب معارك منذ العام 2012 بين شطريها الشرقي والغربي وتبادل للقصف بين الطرفين.

وفي ريف حلب الشمالي، صدت الفصائل المقاتلة في مدينة مارع فجر الجمعة هجوما عنيفا لتنظيم الدولة الاسلامية بعد ساعات من تسلمها ذخائر القتها طائرات اميركية تابعة للتحالف الدولي، وفق ما اكد المرصد وناشط محلي.

ولم يتمكن مقاتلو التنظيم وفق المرصد، من تحقيق اي تقدم، مشيرا الى مقتل ثمانية من مقاتلي الفصائل و12 جهاديا خلال المعارك.

واوضح الناشط ومدير تحرير وكالة "شهبا برس" القريبة من المعارضة مأمون الخطيب لفرانس برس ان مقاتلي الفصائل "تصدوا لهجوم نفذه نحو 500 عنصر من تنظيم داعش حاولوا اقتحام المدينة فجرا".

وتاتي هذه الاشتباكات بعد ساعات من تأكيد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إلقاء ذخائر للفصائل المقاتلة بالقرب من مارع.

وبحسب الخطيب، فإن الذخائر التي تسلمها "لواء المعتصم" المقاتل هي عبارة عن "ذخائر للرشاشات الثقيلة من عيار 23 وعيار 14 ونصف وذخائر للبنادق الروسية لكنها باعداد قليلة".

ويحاول الجهاديون منذ السبت اقتحام مارع، ثاني ابرز معقل للفصائل في حلب، اثر تمكنهم من قطع طريق الامداد الوحيد الذي كان يصلها بمدينة اعزاز الحدودية مع تركيا، ما جعل عشرات الاف المدنيين عالقين بين جبهات القتال والحدود.

وعلى جبهة أخرى، حققت قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي تقدما من جهة الجنوب باتجاه مدينة الطبقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الرقة (شمال)، بحسب ما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي الوفت نفسه، تقدمت قوات سوريا الديموقراطية التي تضم مقاتلين أكرادا وعربا مدعومة من الولايات المتحدة باتجاه المدينة نفسها من جهة الشمال، مواصلة هجوما بدأته في 24 أيار/مايو.

وفي شمال شرق حلب، تواصل قوات سوريا الديموقراطية هجوما بدأته مطلع الشهر لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة منبج، احدى ابرز معاقله في شمال سوريا.

وفي هذا الإطار، قال متحدث عسكري أميركي أن الفصائل المقاتلة السورية التي تسعى لاستعادة منبج استولت حتى الآن على نحو مئة كلم مربع من الأراضي.

وقال المتحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط الكولونيل بات رايدر إنه "منذ بداية الهجوم في 30 أيار/مايو، مع دعم بأكثر من 55 غارة جوية من التحالف" الدولي الذي تقوده واشنطن، استولت الفصائل المقاتلة على "مئة كيلومتر مربع من الأراضي" إلى غرب الفرات.

وإلى الشرق السوري، أفاد المرصد السوري بأن ضربات جوية شنها النظام أسفرت عن مقتل 15 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاث نساء وطفل، في قرية بوليل الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية والتي تبعد ثلاثين كيلومترا من دير الزور.

- مساعدات "محدودة" لداريا ودوما-
وعلى صعيد المساعدات، طلبت الأمم المتحدة دخول مساعدات إنسانية إلى 34 منطقة إما محاصرة أو يصعب الوصول إليها. ووافقت دمشق على إيصال المساعدات إلى 23 منطقة، 12 منها محاصرة.

ومن بين المناطق المحاصرة، رفض النظام السوري خصوصا الدخول إلى حي الوعر في حمص (وسط) ومدينة الزبداني (جنوب غرب)، وسمح بإيصال مساعدات محدودة إلى ثلاث مدن تقديم مساعدات محدودة لثلاث مدن هي المعضمية وداريا ودوما، المحاصرة من قبل الجيش السوري.

وأبدى بعض الدبلوماسيين شكوكا، مذكرين بأن الموافقات السابقة لدمشق في الماضي لم تتحقق على الأرض.

يسكن قرابة 600 الف شخص، بحسب الامم المتحدة، 19 منطقة او بلدة يحاصرها المتحاربون، وخصوصا قوات النظام، كما ان هناك نحو اربعة ملايين في مناطق يصعب الوصول اليها، يعاني جزء منهم من سوء التغذية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة