مصانع الإسكندرية أشباح تهدد الإقتصاد .. التنمية غائبة والبطالة تتزايد.. 170 مصنع تم إغلاقهم تحت بند «الإفلاس والصدأ».. «اللب» لإنتاج الورق الأبيض أبرزهم تأزما.. وتسريح 400 عامل من شركة «الفايبر»

تمثل المصانع والمنشآت المغلقة فى السنوات الأخيرة، واحدة من الأزمات التى تتعلق بالواقع الاجتماعى والاقتصادى، فعلي الرغم من المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخصيص مبلغ 100 مليون جنيه لدعم صندوق الطوارئ بوزارة القوى العاملة، لإعادة تشغيل المصانع المتعثرة، والتي أشاد بها عددا من نواب الشعب ورجال الدولة، إلا أن البعض رأى أن عودة المصانع للعمل تحتاج لرقابة تضمن وصول المبالغ لمستحقيها، إضافة إلى ضرورة تخصيص مبالغ أكثر خاصة وأن المؤسسات المتعثرة مؤهلة لتدر عائدات ضخمة في حالة عودتها للعمل بكامل طاقتها.

وبلغ عدد المصانع العاملة بمدينة برج العرب بالإسكندرية نحو 1895 مصنعًا حاصلًا على تراخيص للعمل بالمدينة فى حين أن نحو 450 مصنعًا فى طريقها لاستخراج التراخيص، وعددًا آخر ما زال فى مرحلة الإنشاءات، وأشار بعض المستثمرين إلي أن قرارات الحكومة المتعنتة هى السبب الأول فى إعاقة وإغلاق المصانع التى لا تستطيع أن تصمد مع تزايد أسعار الخدمات الأساسية وانخفاض مستوى الأمن بالمناطق الصناعية.

وشهدت الأعوام الماضية إغلاق نحو 170 مصنعًا فى المنطقة الصناعية بمدينة برج العرب، وأن نحو %70 من تلك الإغلاقات ترجع لمشاكل مالية لعدم مراعاة البنوك البعد الاقتصادى والسياسى للدولة، وبالتالى تفرض رسومًا وتصر على تحصيل القروض وترفض محاولات إعادة جدولة الديون أو تقديم تسهيلات مع المصانع المتعسرة التى ما زال بعضها يدخل فى مفاوضات لحل مشاكلها المالية.

ونذكر بعض المصانع والشركات التي تم إغلاقها بالإسكندرية والمهددة بالإغلاق علي النحو التالي:


مصنع «اللب» لصناعة الورق

توقف مصنع «اللب» لإنتاج الورق الأبيض من قش الأرز التابع لشركة راكتا لصناعة الورق بالإسكندرية، بعدما أصابها الصدأ والتلف منذ عام 2008 وحتى الآن، والتي تعد قلعة صناعة الورق في الشرق الأوسط، التي تخرّج منها كل خبراء تلك الصناعة لكل الدول العربية وإفريقيا.

ويتطلب لإعادة تشغيلها إمداد الشركة بالسيولة الفورية واللازمة لشراء المواد الخام وقطع الغيار.

شركة الإسكندرية للفايبر

ويبلغ تعداد الشركة 400 عامل تم تسريحهم بعد تصفية أعمال الشركة سبقها إضرابات متعددة عن العمل؛ احتجاجًا على قرار التصفية خاصة مع توافر مقومات العمل، مما اضطروا إلى اللجوء لوزيري الاستثمار والقوى العاملة السابقين، دون جدوى.

وأكد العاملون بالشركة أن الاحتجاجات التي أظهروها قوبلت من الإدارة بالتصعيد وعدم التراجع عن قرارها، إذ حصل العمال على ما يعادل أجر شهرين عن كل عام من الأموال المستحقة لهم مقابل تسريح، ليصبحوا بعدها عاطلين بالإجبار، إذ لا توجد جهات عمل أخرى تقبل بهم لتجاوزهم السن الذي تحدده تلك الجهات، وهو ما اضطر بعضهم للعمل بنظام اليومية للإنفاق على أسرهم.

شركة شبكات الغاز الطبيعي

شركة شبكات الغاز الطبيعي التابعة للوطنية «ناتجاس» تم بيعها لمجموعة من المقاولين، ولم تعد تتبع القابضة المصرية الكويتية، فانتهكت الإدارة حقوق العمال، والمشكلة تخص العاملين بفرع العجمي، حيث تعسفت الإدارة ضد المحصلين، بخصم ما يعادل 3 أشهر من الرواتب المستحقة لهم بحجج متباينة، ففي إحداها ادعت أن الخصم ناجم عن عمل تسويات، وفي آن آخر قالت إن هناك خطأ ما، أن الإدارة خالفت وعودها للعمال.

كما أن 70 محصلًا بالشركة بدون تأمينات اجتماعية أو بدل مخاطر، بالإضافة إلى انتداب محصلين من العاملين بشركة أوفرسيس بالغردقة للتحصيل، دون وجود أي صفة لهم، مستنكرًا استئمان غير العاملين بالشركة على كل تلك المبالغ الطائلة، التي قد تصل إلى 70 ألف جنيه في اليوم الواحد، وفقًا لما رواه أحد المشرفين بالشركة.

شركة بوليفار

رغم كونها أحد أعرق الشركات العاملة في مجال الغزل، تعرضت شركة بوليفار في الفترة الأخيرة لتعليق العمل بشكل دوري بسبب قرارات الإدارة والتي أمرت خلالها العمال بنص رسمي بالتوقف عن العمل مقابل وعد بالحفاظ على مرتبهم الأساسي فقط دون أي إضافات.

وبحسب ما ذكره المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية، فقد أجبرت قرارات الإدارة نحو ألفين عامل من أصل 3 آلاف و500 لتسوية معاشهم والخروج مبكرا قبل السن القانوني، بعد صدور قرار في مارس الماضي ببيع 25% من أراضي الشركة المتبقية وفتح باب المعاش المبكر لاستغلال الحاجة المادية للعمال، ورغم محاولات العاملين منع بيع الشركة والسعي لإعادة تشغيلها مرة أخرى، إلا أن العمل لا يزال متوقفا حتى الآن.

شركة العامرية للغزل والنسيج

نفس الأزمة ألقت بظلالها على شركة العامرية للغزل والنسيج، حيث قامت الإدارة بحث العمال على تقديم الاستقالة والخروج بنظام المعاش المبكر، مما أسفر عن تسريح أكثر من 300 عامل لأسباب مماثلة بأوضاع نظيرتها " بوليفار ".

مصنع سجاد دمنهور فرع الإسكندرية

توقف الإنتاج في مصنع سجاد دمنهور فرع لإسكندرية، بمنطقة اللبان، منذ عامين بسبب توقف ماكينات المصنع، مما تسبب في أزمة بين العاملون بالمصنع وإدارة الشركة وهيئة الأوقاف.

مصنع أسمنت الإسكندرية

تم رفع دعوي قضائية تطالب بإغلاق مصنع أسمنت الإسكندرية، حيث تحولت نتائج الأعمال المجمعة لشركة " الإسكندرية للأسمنت بورتلاند " إلي الخسارة خلال التسعة أشهر الأولي لتتكبد خسائر بقيمة 116 مليون جنيه، مقابل صافي أرباح بلغت 71 مليون جنيه للفترة المقابلة من العام الماضي.

مصنع إنتاج كربونات الصوديوم

أحدث إغلاق مصنع إنتاج كربونات الصوديوم، وتجميد نشاطه أزمة، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، ولكنه مستمر فى إنتاج أكسيد الكالسيوم بشكل طبيعى فى المصنع الذى يستخدم فى صناعة الصلب ولب الورق وتعدين الذهب.

ويعد من بين الخطوات الإيجابية مؤخرا ما أعلنه عدد من نواب البرلمان، ومطالبتهم باتخاذ إجراءات جادة لحل أزمة المصانع المغلقة، وحصر العدد الفعلى لهذه المصانع والحوار مع أصحابها للتعرف على مشاكلهم ووضع آليات للحل.