«صحفي بحريني»: زيارة عاهل البحرين لمصر تدعيم العلاقات الثنائية

الثلاثاء، 26 أبريل 2016 05:44 م
«صحفي بحريني»: زيارة عاهل البحرين لمصر تدعيم العلاقات الثنائية
القائم بأعمال مدير عام وكالة أنباء البحرين «بنا»، مهند النعي


أكد القائم بأعمال مدير عام وكالة أنباء البحرين «بنا»، مهند النعيمي أن زيارة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمصر، اليوم الثلاثاء، تأتي في إطار حرص المملكة الدائم على تعزيز وتدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين، ودفعها للأمام بما يخدم الشعبين الشقيقين.

وقال النعيمي، في مقال بثته وكالة أنباء البحرين، إن مكانه مصر لدى قيادة وشعب البحرين لا تحتاج إلى دليل، ولعل زيارة ملك البحرين لمصر ما هي إلا استمرار لنهج أصيل أسسته القيادة الحكيمة لتعزيز مسيرة التضامن العربي في مواجهة التحديات التي تواجهها الأمة العربية حاليًا.

وأضاف أن مصر بالنسبة للملك حمد بن عيسى آلِ خليفة هي مهد الحضارة، وتاريخها هو تاريخ الحضارة الإنسانية، وهي كنانة الله على الأرض، ومنبع الأديان السماوية، وهي التي سجل لها التاريخ العديد والعديد من المواقف في نصرة الأمة العربية والإسلامية وقضاياها العادلة ودفع العدوان والاستعمار عنها.

وتابع أن المتتبع لتصريحات وكلمات عاهل البحرين يجد دائما أن مصر تحتل مكانة تاريخية لدى البحرين وقيادتها، وكما يؤكد الملك دائما في تصريحاته أن مصر هي بيت العرب، وينظر لدورها بأنه محوري في الدفاع عن قضايا الأمة العربية ومصالحها وحماية الأمن القومي العربي، وهي العمق الاستراتيجي للأمة العربية بما تمثله من ثقل استراتيجي وأمني لكل شعوب ودول المنطقة، ولذلك فإن الملك يرى أن مصر القوية هي سند وقوة لكل العرب.

وأشار النعيمي إلى أن هذا الحب الكبير لمصر وشعبها من ملك البحرين تمثل في العديد من المواقف، وعبر عنه في تصريحاته وفي كتبه وأحاديثه، ولعل من أبرز الدلائل على هذا الحب الكبير أن مصر تعد من أكثر البلدان في العالم التي يحرص الملك على زيارتها، ولم يسمح أن تتعكر صفو العلاقات معها في أي مرحلة مرت بها وتحت أي ظروف، فالعلاقات بين البلدين كانت على مر العصور علاقات تعاون وود، وينظر عاهل البحرين إلى مصر باعتبارها الشقيقة الكبرى، حيث بدأ التعاون بين البلدين منذ القدم‏.

وأردف أنه في العصر الحديث يعود التعاون بين البلدين إلى تاريخ وصول أول بعثة تعليمية مصرية إلى البحرين في عام‏ 1919، وتشهد العلاقات بين البلدين الشقيقين منذ ذلك التاريخ المزيد من التقدم والتطور‏، كما يؤكد الملك أن ما يجمع البحرين بالشقيقة مصر‏ ليس مجرد علاقات رسمية بين دولتين‏، وإنما تحكمه عوامل التقارب والمحبة‏ التي تزداد رسوخا على مدى السنين، ‏فالعلاقات البحرينية المصرية تتميز بالقوة والحميمية دائمًا.‏

وأكد مهند النعيمي أن ما يهم عاهل البحرين أن تظل مصر قوية عزيزة دائمًا، ففي قوتها قوة للعالم العربي والإسلامي كله، ويؤكد ذلك الدور المصري الحيوي عبر التاريخ.

وأوضح أن من المواقف التي تعبر عن ذلك دور الملك في قيادة جهود مملكة البحرين لمساندة مصر خلال حرب أكتوبر 1973، حينها كان الملك وليا للعهد ووزيرًا للدفاع، حيث أعد قوة الدفاع لتولي مسؤولياتها لدعم خطوط الدفاع والذود عن الأرض والكرامة العربية، وتم إعداد مجموعة قتالية للاشتراك في هذا الواجب كدور أساسي للبحرين في التضامن مع دول المواجهة في حرب أكتوبر، وإضافة للدور العسكري، فقد كان للبحرين دورها في التضامن مع مصر في وقف إنتاج النفط ومنعه عن الدول التي تساند العدو.

وقال النعيمي: «وبعد ما جرى في مصر من تطورات منذ العام 2011، حرص ملك البحرين على دعم مصر، فكانت زيارته الأولى التي التقى خلالها رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة‏ المشير محمد حسين طنطاوي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف، وعددًا من كبار المسؤولين المصريين، حيث أكد عاهل البحرين حرص المملكة على تفعيل اللجان البحرينية - المصرية المشتركة في كافة المجالات سواء العسكرية أو الثقافية أو التجارية أو المعلوماتية، وأعطى توجيهات في وضع مصر بالأفضلية بالنسبة للاستثمارات البحرينية الخارجية، بالإضافة إلى التعاون القوي والشامل مع مصر في كافة المجالات».

وأضاف: «كما ترأس الملك وفد البحرين الكبير المشارك في فعاليات مؤتمر «دعم وتنمية الاقتصاد المصري.. مصر المستقبل» في مارس 2015، حيث كان نعم الظهير لمصر في تلك المرحلة الحاسمة التي تمر بها، ولم يدخر جهدًا في توفير كل ما من شأنه إنجاح الجهود التي تمكن مصر من العودة لممارسة دورها الإقليمي المنتظر منها في محيطها العربي باعتبارها الشقيقة الكبرى، وقد حرص الملك على أن يشارك وفد من القطاع الخاص ورجال الأعمال البحرينيين في المؤتمر ليسهموا بجهدهم في دعم الاقتصاد المصري، وكانت مشاركة الوفد البحريني المكثفة والثرية في المؤتمر عاكسة لجهود المملكة المبذولة لتكون لها بصمة في هذه التظاهرة الاقتصادية المهمة».

وتابع: «وتشجيعًا للسياحة في مصر، يحرص الملك على زيارة مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، والالتقاء بالسائحين من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية وتبادل معهم الأحاديث الودية، كما يحرص خلال زياراته على أن يقود سيارته بنفسه وعلى التجول سيرا على الأقدام دون أية قيود رسمية أو بروتوكولية وسط ترحيب شعبي وعاصفة من الحب من قبل المصريين والأجانب».

وأردف: «كما شارك الملك في أغسطس 2015 في حفل تدشين قناة السويس الجديدة برعاية رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة عبد الفتاح السيسي، حيث أكد عاهل البحرين أن هذا المشروع الكبير يعد إنجازا وطنيا لشعب مصر، وصفحة مضيئة جديدة في سجل تاريخه العريق الحافل بالعطاء والإنجازات، وأعرب عن التهنئة لمصر بإنجاز هذا المشروع التاريخي الكبير الذي يعد واحدا من أكبر مشاريع القرن، وشدد على قدرة مصر الشقيقة رغم كل التحديات».

وأشار القائم بأعمال مدير عام وكالة أنباء البحرين بنا، إلى أن العاهل البحريني أكد أن مشروع قناة السيس هو مشروع جيلٍ وشعبٍ ووطنٍ ورؤية قائد حكيم، وأنه سوف يغير خريطة الاقتصاد المصري، ويسهم في تعزيز مكانة مصر الدولية، مشيدا بدور الجيش المصري في إنجاز هذا المشروع في وقت قياسي تاريخي، وهذا ليس بغريب على الجيش العظيم الذي كان أكبر جيش في التاريخ، وأكبر جيش في الشرق الأوسط في العصر الحاضر.

وقال النعيمي: «ولا تخفي مصر حبها قيادة وشعبا للعاهل البحريني، فقد بادلت مصر المحبة بمحبة، ونذكر من ذلك منح مصر الملك حينما كان وليًا للعهد قلادة الجمهورية من الدرجة الأولى في 24 يناير 1973، وهي أرفع درجة تكريم مصرية، وتمنح للأشخاص الذين قدموا إسهاما مميزا يؤثر على حياة المصريين».

وأضاف: "إلى جانب ذلك، كانت زيارات الدعم والمؤازرة لمملكة البحرين التي قام بها رؤساء مصر السابقين لتؤكد الدعم وإعلان التضامن المصري مع مملكة البحرين أمام أي مساس باستقرارها وأمنها، كما زار الرئيس عبد الفتاح السيسي مملكة البحرين في أكتوبر 2015، وتمثل هذه الزيارات صورة من صور التلاحم القوي ودلالة بليغة على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين".

وتابع: «وتقديرًا لدور الملك في تشجيع السياحة المصرية، تم تسمية أحد أهم الشوارع في مدينة شرم الشيخ المصرية باسمه، تقديرًا وعرفانًا بدوره في هذا الصدد، وأصبح هذا الشارع أحد أبرز المعالم الرئيسية التي يحرص السائحون على زيارته، واسمه محل فخر واعتزاز من قبل أبناء الوطن العربي بشكل عام وأهل البحرين بشكل خاص، كما ثمن نادي الإنجازات بجمهورية مصر العربية بمناسبة الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو جهود جلالة الملك في مساندة ودعم خيارات الشعب المصري، وأشاد النادي في بيان أصدره بهذه المناسبة بالدور البارز للملك في العمل على استقرار مصر ودعم اقتصادها».

ولفت النعيمي إلى أن الجالية المصرية في مملكة البحرين دائمًا ما تشيد بدعم الملك حمد بن عيسى آل خليفة الدائم لمصر، وتؤكد أنه صديق لشعب مصر ومحب لمصر وللمصريين، وفي مقدمة الصفوف لمساعدة القاهرة والوقوف بجانبها في مختلف الظروف، وتثمن عاليا تقديره الكريم إلى أبناء الجالية المصرية في البحرين وإسهاماتهم المميزة، وتؤكد أن مملكة البحرين تعد وطنهم الثاني، وأنهم بين إخوانهم الذين يبادلونهم ودا واحتراما كبيرين.

ونوه بأن أبناء الجالية المصرية يرحبون بزيارات عاهل البحرين الأخيرة لمصر، حيث تحتاج إلى التضامن والمساندة من قبل الدول العربية وفي مقدمتها مملكة البحرين، ويشيدون بتأكيدات الملك استمرار مملكة البحرين في مساندة مصر، ودفع جهودها التنموية، ويتمنون أن يديم الله عز وجل الأمن والاستقرار والسلام على أوطاننا، وأن تنجح الجهود العربية المشتركة في تحقيق المصالح العليا لوطننا العربي.

واختتم مهند النعيمي بالقول إن هذا الحب المتبادل بين عاهل البحرين ومصر وشعبها هو قصة تروى وتعبر عن حب عميق لمصر العروبة والحضارة والتاريخ العريق من قلب ينبض بالحب والانتماء للأمتين العربية والإسلامية ويطمح دائمًا إلى عزهما ورفعتهما، باذلا كل الجهود في سبيل تحقيق ذلك الهدف السامي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة