فرنسا والسعودية ووسام جوقة شرف مربك

السبت، 12 مارس 2016 02:44 ص
فرنسا والسعودية ووسام جوقة شرف مربك
الرئيس الفرنسي و ولي العهد السعودي

مع تقليد باريس ولي العهد السعودي الاسبوع الماضي وسام جوقة الشرف، ارفع الاوسمة الفرنسية، وجدت السلطات الفرنسية نفسها في وضع حرج بعدما نشرت مجلة رسائل الكترونية دبلوماسية توحي بان باريس اذعنت بدون تردد لطلب من الرياض.

وامتنعت السلطات عن الادلاء باي تعليق حول المسالة ردا على اسئلة، رافضة تاكيد او نفي ما اوردته مجلة "كوزيت" الشهرية النسائية من تبادل الرسائل الالكترونية بين دبلوماسيين فرنسيين.

وتقيم فرنسا علاقات وثيقة مع السعودية التي تعتبرها حليفا اساسيا في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، والتي ابرمت معها عقود تسليح مهمة.

ويؤكد المسؤولون الفرنسيون في تصريحاتهم العلنية انهم يتطرقون الى مسالة حقوق الانسان مع محاوريهم السعوديين في كل مناسبة، غير ان السياسة الواقعية التي تنتهجها فرنسا تظهر بجلاء في قضية وسام جوقة الشرف هذا.

وبحسب الرسائل الالكترونية التي اوردتها المجلة فان تقليد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وسام جوقة الشرف لولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف في 4 مارس بعيدا عن الاعلام تم "بناء على طلب منه" و"لرغبته في تعزيز مكانته الدولية".

وولي العهد السعودي هو ايضا وزير الداخلية في المملكة حيث نفذت عقوبة الاعدام بـ153 شخصا خلال العام 2015، بحسب تعداد وضعته وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام رسمية سعودية، وهو مستوى غير مسبوق خلال عشرين سنة في السعودية.

وجاء في رسالة نسبت الى السفير الفرنسي في السعودية وجهها على ما يبدو الى مستشارين في الرئاسة ووزارة الخارجية "اعلم ان البعض يتساءل حول المغزى وراء تقليد ولي العهد في الوقت الحالي، من المؤكد ان الانطباع عن المملكة ليس ايجابيا".

وجاءه الرد في رسالة نسبت الى مدير مكتب شمال افريقيا والشرق الاوسط في وزارة الخارجية "لا سبب يحول دون القيام بذلك شرط ان يكون بعيدا عن الاعلام لكن دون اخفاء الامر".

وتابعت الرسالة "اذا لم نفعل ذلك، فسوف يعتبر الامر بمثابة صفعة، واذا ما طرحت علينا اسئلة، فسوف نذكر مكافحة داعش والشراكة الاقتصادية والاستراتيجية. وعلينا بالطبع اضافة عناصر متعلقة بحقوق الانسان".

عرف دبلوماسي
وبعد ساعات قليلة اتخذ القرار بتقليد الامير محمد بن نايف وسام جوقة الشرف، بعد الحصول على الضوء الاخضر من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بحسب رسائل الكترونية تم تبادلها مع مستشاره للشرق الاوسط.

وقال احد المقربين من الاوساط الدبلوماسية ان الدبلوماسيين الفرنسيين لديهم على حواسيبهم برنامجا يسمح بتشفير رسائلهم، لكن "يبدو ان ذلك لم يحصل" في هذه الحالة.

وجرت مراسم تقليد ولي العهد الوسام في الرابع من مارس في قصر الاليزيه، الا ان الرئاسة الفرنسية لم تعلن الامر سوى بعد يومين اي في 6 مارس، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس. وفي تلك الاثناء، كانت وكالة الانباء السعودية اوردت الخبر.

وفور الكشف عن الامر، وردت الانتقادات من اليمين واليسار وعلى شبكات التواصل الاجتماعية، بسبب حصيلة حقوق الانسان في السعودية التي اعدمت 70 شخصا منذ مطلع العام الحالي.

وحاول وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت احتواء الجدل قائلا "انه عرف دبلوماسي"، جرى في حفل "غير رسمي اطلاقا"، ولو انه اكد انه "يتفهم" ردود الفعل السلبية.

والى حقوق الانسان، تواجه السعودية انتقادات شديدة لتدخلها في الحرب الجارية في اليمن حيث تقود تحالفا عربيا يقاتل المتمردين الحوثيين دعما للسلطات المعترف بها دوليا، كما تتعرض المملكة التي تتبع المذهب الوهابي الصارم لاتهامات بنشر التطرف في العالم.

وقبل اقل من اسبوعين، صوت البرلمان الاوروبي بغالبية كبرى على قرار يطالب بفرض الحظر على تسليم الاسلحة الى السعودية، وينتقد ضرباتها الجوية في اليمن والحصار البحري المفروض على هذا البلد وقد اسفرا عن سقوط "الاف القتلى".

ويمنح وسام جوقة الشرف كل سنة الى نحو ثلاثة الاف شخص بينهم حوالى 400 اجنبي. وسبق ان وردت احتجاجات على تقليد شخصيات هذا الوسام الرفيع، ولا سيما فلاديمير بوتين عام 2006 والمدير العام للامن الوطني المغربي عبد اللطيف الحموشي عام 2015.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة