هدوء نسبي في سوريا رغم انتهاكات عدة لوقف اطلاق النار

السبت، 27 فبراير 2016 06:17 م
هدوء نسبي في سوريا رغم انتهاكات عدة لوقف اطلاق النار

حقق وقف اطلاق نار مدعوم من روسيا والولايات المتحدة هدوء نسبيا في اجزاء من سوريا للمرة الاولى خلال سنوات اليوم السبت على الرغم انتهاكات عدة، ولكن الحرب ضد «داعش» استمرت في الوقت الذين شن فيه المتطرفون هجوما مفاجئا على بلدة حدودية في الشمال.

وشنت «داعش» التي لم تكن طرفا في وقف اطلاق النار عدة هجمات بعد بدء سريان الهدنة من بينها هجوم جريء على بلدة تل عبيد على الحدود مع تركيا وتفجير انتحاري واحد على الاقل في سوريا.

وبدأ سريان وقف اطلاق النار عبر سوريا عند منتصف الليل فيما يمثل اكثر المحاولات الدولية طموحا لتقليل التأثير المدمر للعنف الذي اودى بحياة اكثر من 250 الف شخص كما اصاب الملايين بجروح واوجد اسوأ ازمة لاجئين في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

اضافة الى «داعش» تستبعد الهدنة ايضا فرع القاعدة في سوريا المعروف باسم جبهة النصرة التي تنظر اليها الامم المتحدة على انها منظمة ارهابية.

وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) التي تديرها الدولة ان جماعات مسلحة اطلقت القذائف على مناطق سكنية في العاصمة في اول انتهاك لوقف اطلاق النار ظهيرة اليوم السبت. وقالت سانا ان القذائف اطلقت من قبل "جماعات ارهابية" متحصنة في جوبر ودوما وهما ضاحيتان في دمشق تسيطر عليهما المعارضة.

وقالت جماعات معارضة انها سجلت انتهاكات عديدة من جانب الحكومة في انحاء البلاد قد تهدد بانهيار الاتفاق.

وقال المقدم فارس البيوش، قائد كتيبة فرسان الحق وقوامها 1300 مقاتل، والمدعومة من الولايات المتحدة، لأسوشيتد برس إن جماعته والجماعات الاخرى المنتمية للجيش السوري الحر ملتزمة حتى الآن بالهدنة.

وقال بالهاتف من جنوب تركيا "اذا واصلوا هذه الانتهاكات سنضطر الى الرد عليها". واضاف ان وقف اطلاق النار قلص هجمات الحكومة الى حد كبير في شمال سوريا حيث تتمركز جماعته.

وقال مسؤول عسكري بارز إن روسيا أوقف طائراتها الحربية في سوريا للمساعدة في تأمين وقف لإطلاق النار.

وقال الليفتانت جنرال سيرغي رودسكوي، من هيئة الأركان العامة في الجيش الروسي، إنه فيما ستواصل روسيا غاراتها الجوية ضد «داعش» وجيهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، فإنها سوف تحتفظ بطائراتها على الأرض من الآن "لتجنب أية اخطاء محتملة".

وقال رودسكوي إن 17 من وحدات المعارضة اتصلت بالجيش الروسي للتمسك بالهدنة.

وقال إن الجيش الروسي أقام خطوطا ساخنة لتبادل المعلومات مع الجيش الأمريكي بهدف المساعدة في مراقبة وقف إطلاق النار وسرعة الرد على أي حالات صراع.

زودت الولايات المتحدة وزارة الدفاع الروسية بخرائط مماثلة وقائمتها لتنظيمات المعارضة التي وافقت على احترام وقف إطلاق النار.

ويضم مركز التنسيق في قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية الساحلية في سوريا حيث تتواجد الطائرات الحربية الروسية، 61 ضابطا يتفاوضون مع الجماعات المستعدة للانضمام لوقف إطلاق النار وينسقون لإيصال المساعدات الإغاثية.

قال رودسكوي إنه في ضوء الاتفاقات الامريكية الروسية ينبغي على أي تنظيم للمعارضة يتعرض لهجوم بالخطأ أن يتواصل مع الممثلين الروس او الأمريكيين الذي سوف يقومون بسرعة بحل الموقف بسرعة.

ووفقا لما ذكرته وسائل اعلام حكومية شنت «داعش» هجومين انتحاريين بالقرب من بلدة سلمية في وسط البلاد احدهما على نقطة تفتيش للجيش اودى بحياة اثنين واصاب اربعة بجروح. اما التفجير الاخر فقد دمرته القوات السورية قبل وصوله الى موقع عسكري، وفقا لما ذكره تلفزيون الدولة.

وقالت وكالة انباء "اعماق" التابعة لـ«داعش» اعلن مسؤوليته عن الانفجارين في المنطقة حيث ينتمي غالبية السكان الى الطائفة الاسماعيلية. وتنظر الجماعة السنية المتطرفة الشيعة على انهم هراطقة.

وفي محافظة الرقة في شمال البلاد، هاجم مقاتلو «داعش» بلدة تل عبيد وقرية سلوك القريبة واللتين استولى عليهما في الشهر الماضية مقاتلون اكراد، وفقا لما ذكره مسؤول بالمعارضة السورية.

وقال طلال سيلو المتحدث باسم القوات السورية الديمقراطية التي يغلب عليها الاكراد ان القتال بدأ بعد منتصف الليل ومازال مستمرا. ويسيطر مقاتلون اكراد على تل عبيد منذ يوليو تموز.

وقال سيلو والميلشيا الكردي الرئيسية في سوريا وحدات حماية الشعب ان بعض مقاتلي «داعش» جاءوا من تركيا. وقال بيان وحدات حماية الشعب ان المقاتلين قتلوا المهاجمين بعد ساعات من القتال.

واوردت وكالة انباء "اعماق" ان مقاتلي «داعش» شنوا هجوما مفاجئا على عدة مناطق شمال محافظة الرقة حيث تقع تل عبيد. ولكن التقرير لم يورد المزيد من التفاصيل.

وقال المرصد ان القتال العنيف مستمر بالقرب من بلدة خناصر بين القوات الحكومية و»داعش»، واستمرت المعارك لخمسة ايام في المنطقة الاستراتيجية بالقرب من طريق سريع يربط حلب بوسط وغرب سوريا.

وقال التلفزيون السوري ان طائرات سورية هاجمت شاحنات صهريج تعود الى «داعش» في محافظة دير الزور.

وقالت الحكومة السورية و97 جماعة معارضة انهم سوف يتمسكون بالهدنة.

وفي جنوب سوريا بدا الموقف "هادئا" اليوم وفقا لما ذكره ناشط المعارضة احمد المسلمه ومقره مدينة درعا في جنوب البلاد. كذلك ساد الهدوء ايضا في اجزاء كبيرة من محافظة حمص، وفقا لما ذكره محمد السباعي وهو من نفس المحافظة.

وقال المسلمه "الموقف بالامس كان سيئا للغاية والقتال كثيفا. ثم اصبح الامر مثل مباراة لكرة قدم. كان الناس قلقون للغاية وبمجرد ان اطلق الحكم صفارته توقفت كل الضوضاء".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق