نتانياهو الكذاب.. رئيس حكومة الاحتلال يتنفس "كذبا" للهروب من الفشل وتبرير مجازره في غزة

السبت، 07 سبتمبر 2024 12:37 م
نتانياهو الكذاب.. رئيس حكومة الاحتلال يتنفس "كذبا" للهروب من الفشل وتبرير مجازره في غزة
محمود علي

العواصم العربية في رسالة شديدة اللهجة لتل أبيب: تزييف الحقائق وتضليل العالم بالكذب سيقود لوأد السلام ويوسع العنف

الأزمات تلاحق إسرائيل من كل الجبهات بسبب إداعاءات حكومته المتطرفة.. وأهالي المحتجزين يفضحونه
 
 
 
10 أشهر من الدمار والقصف، النزوح والفقدان، المعاناة وانتشار الأمراض، الشعور بالإرهاق والملل من طول مدة الحرب، عدوان غاشم قضى على كل المظاهر المعيشية الطبيعية في قطاع غزة، جعل الحياة بلا طعم، مآسي وقصص إنسانية صعبة تحكي الوضع الأليم، أطفال يعيشون بدون آبائهم، وأمهات فقدن فلذات أكبادهن، وأجداد لم تكن الفرصة سانحة لهم لتوديع أحبائهم قبل الفراق.. كل هذا وأكثر نتاج آلة البطش الإسرائيلية وعناد قادة الاحتلال الإسرائيلي على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المستمر في إصدار أوامر القتل وارتكاب المجازر في غزة، دون النظر إلى المعاناة التي يعيشها سكان القطاع تحت وطأة الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
 
ورغم كل هذا الإجرام الإسرائيلي، المسؤول الأول والأخير عنه نتنياهو، يخرج الأخير ويطلق أكاذيب أقل ما يقال عنها إنها مزاعم من وحي خياله، تعكس مدى الأزمة التي يقع فيها، بعدما وضع تل أبيب في موقف محرج، إذ تتلقى الخسائر واحدة تلو الأخرى، اقتصادية كانت أو سياسية أو عسكرية.
 
فلم يتوقف نتنياهو عند ضرب كل الجهود الدولية الساعية إلى وقف الحرب عرض الحائط، بل راح يستمر في إطلاق الأكاذيب حول الدور المصري، زاعما أن الأسلحة التي تحصل عليها حركة حماس تأتي من مصر عبر محور فيلادلفيا، في تصريح أثار سخرية شديدة لما له من أهداف خبيثة ومعروفة وهو الإصرار على بقاء قوات الاحتلال الإسرائيلي بالمحور لأطول فترة ممكنة، وأراد أن يعزز هذا الوجود باستهداف القاهرة بسبب موقفها الرافض للتواجد الإسرائيلي في فيلادلفيا ومعبر رفح، حيث أكدت مصر في أكثر من مناسبة لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي تواجد إسرائيلي بمعبر رفح أو محور فيلادلفيا (صلاح الدين).
 
وردت القاهرة على أكاذيب نتانياهو بتأكيد رفضها التام لهذه التصريحات التي حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة. 
 
وأكدت مصر في بيان عن الخارجية، رفضها لكافة المزاعم التي يتم تناولها من جانب المسئولين الاسرائيليين في هذا الشأن، وحملت الحكومة الاسرائيلية عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التي تزيد من تأزيم الموقف، وتستهدف تبرير السياسات العدوانية والتحريضية والتي تؤدي الي مزيد من التصعيد في المنطقة.
وأكدت مصر حرصها علي مواصلة القيام بدورها التاريخي في قيادة عملية السلام في المنطقة، بما يؤدي الي الحفاظ علي السلم والأمن الإقليميين ويحقق استقرار جميع شعوب المنطقة.
 
ووجهت العواصم العربية رسائل شديدة اللهجة تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكدة على كذب وزيف ادعائته، وقال البرلمان العربي إن ادعاءات نتانياهو مضللة تهدف إلى عرقلة جهود الوساطة التي تقودها مصر لوقف إطلاق النار ووقف العدوان الغاشم على قطاع غزة، وهى التصريحات تعكس فشل كيان الاحتلال على المستوى الداخلي، وتكشف زيف ادعاءاته لتضليل الرأي العام العالمي على المستوى الخارجي، وتشتيت انتباه المجتمع الدولي عن سياسات التعنت الواضحة التي يتبعها كيان الاحتلال لإفشال كافة الجهود العربية والدولية التي تهدف إلى وقف إطلاق النار.
 
وشدد البرلمان العربي على أن الجهود الرائدة التي تقوم بها مصر لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لا تحتاج إلى شهادة، وهي محل تقدير على كافة المستويات العربية والإقليمية والدولية، فضلًا عن مواقفها المخلصة المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
 
وأكدت وزارة الخارجية اليمنية، وقوف اليمن وتضامنها التام مع مصر، إزاء تلك التصريحات الاستفزازية ورفضها التواجد العسكري الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح، مجددة الدعم الكامل للجهود المصرية الرامية لتحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
 
كما أعربت سلطنة عُمان، عن تضامنها ووقوفها التامّ مع مصر في رفض وإدانة تصريحات حكومة الاحتلال الإسرائيلية بشأن محور فيلاديلفيا، وحذرت وزارة الخارجية من نتائج التصريحات الاستفزازية الهادفة لتقويض جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يُنهي معاناة الشعب الفلسطيني، وتمكينه من كافة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة.
 
وأكدت الخارجية السعودية، تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب مصر، فى مواجهة المزاعم الإسرائيلية، وحذرت من عواقب هذه التصريحات الاستفزازية ومالها من تبعات فى تقويض جهود الوساطة التى تقوم بها مصر و قطر والولايات المتحدة الأمريكية.
 
وقالت الرئاسة الفلسطينية: نؤكد تقديرنا الكبير للدور المصري الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدين أن الحدود الفلسطينية المصرية هي حدود سيادية، ورافضين وجود أي قوات إسرائيلية على محور فيلادلفيا أو معبر رفح، كما نشيد بالسعي الدائم لمصر لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما أكدت وزارة الخارجية القطرية تضامنها الكامل مع مصر، وقالت إن نهج الاحتلال الإسرائيلي بتزييف الحقائق وتضليل العالم بالكذب سيقود لوأد السلام ويوسع العنف، مشددة على ضرورة تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لالزام إسرائيل بإنهاء عدوانها الغاشم علي قطاع غزة فوراً تمهيداً لمعالجة الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.
 
‏ورفضت الخارجية الأردنية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى، وأكدت أن هذه المزاعم تمثل تحريضًا مدانًا وتزيد من التصعيد الخطير الذى تشهده المنطقة.
كما أكدت وزارة الخارجية الكويتية وقوفها إلى جانب مصر في مواجهة أكاذيب الاحتلال، ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى وضع حد لتجاوزاته وانتهاكاته المتواصلة بحق دول المنطقة.
 
وعلى مر الشهور الماضية حاولت تل أبيب النيل من كافة المجهودات الكبيرة التي تقدمها القاهرة للحد من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع جراء العدوان على غزة، والبداية جاءت أمام محكمة العدل الدولية بعدما ادعت عبر طاقم دفاعها في لاهاي أنها ليست مسؤولة عن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأن عبور المساعدات مسؤولية مصر، وهو الاتهام الباطل الذي نفته القاهرة جملة وتفصيلا.
 
أكاذيب إسرائيلية أخرى كانت ضمن الأكثر سخرية على الاطلاق، منها عدم معارضة القاهرة التوغل العسكري في رفح، ومزاعم حول إفشالها مفاوضات الهدنة، وبعضها حول مسؤولية مصر عن غلق معبر رفح، وكلها ثبت أنها افتراءات لا أساس من الصحة نفتها مصر جملة وتفصيلا.
كل هذه الأكاذيب عبرت عن حجم الأزمة التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو، حيث يعيش في أوهام حقيقية ربما تضعه على خط النهاية، لاسيما بعد الاتهامات التي وصفت بـ"المدوية" والتي طالته من جانب عائلات المحتجزين والرهائن حيث وصفوه بأنه متخاذل ولم يبذل ما يكفي من الجهد لضمان التوصل لاتفاق يقضي بالإفراج عن ذويهم.
 
القتل في غزة مستمر
 
لماذا يستمر القتل في غزة؟ متى ينتهي نتنياهو من العناد ويوقف كل هذه المجازر اليومية في القطاع؟ ماذا يريد؟ هل حقق أهدافه؟ ولماذا يستمر في عرقلته للمفاوضات ويزيد من نقاط الخلاف بدل من تجاوزها؟ أسئلة كثيرة مطروحة على الساحة دفعت العالم إلى التوقع يقينا أن هذه الأزمة لم تنته في المستقل القريب إلا إذا اطيح بنتنياهو من منصبه، أو حال استمرت تعددت جبهات الضغط عليه من كل النواحي حيث سيكون الوضع خارج عن السيطرة.
ففي ظل استمرار التصعيد بالقطاع وبذل نتنياهو كل ما في وسعه من أجل تنفيذ مخططه بالقضاء على كل نواحي الحياة بغزة، نرى هناك ضغط الداخلي واشتعال في الجبهة الداخلية الإسرائيلية بفقدان أهالي المحتجزين ذويهم واحد تلو الآخر الأمر الذي دفع إلى اتساع رقعة التظاهرات الداخلية ووصل الأمر إلى الإضرابات، كل هذا يتزامن مع فتح جبهة جديدة بالضفة تزيد من حالة الإرهاق لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي يؤكد أن لدى تل أبيب خيارات محدودة أما أن تتراجع عن تمسكها باستمرار العدوان الإسرائيلي في غزة، وتوقف هذه المهزلة وتقبل باتفاق لوقف إطلاق النار أما أن تزيد من خسائرها اليومية، وعزلتها الدولية بسبب ارتفاع حصيلة الضحايا في القطاع.
 
تدمير وتخريب الضفة .. ما الهدف؟
 
وما زاد المشهد قتامة، ما تشهده الضفة الغربية هي الأخرى، من مصير غامض، على خلفية التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الفترة الأخيرة، حيث بات واضحاً أن تل أبيب تتبع سياسة الأرض المحروقة،  فبعد أن دمرت قوات الاحتلال قطاع غزة بشكل شبه كامل، انتقلت بنفس آليات التدمير للضفة، بهدف تغيير الوضع القائم إلى ما هو أسوأ وتقويض عمل السلطة الفلسطينية وتصفية القضية كليًا.
 
ومن باب التحليل والتفسير، لمواصلة الاحتلال جرائمه في الأراضي الفلسطينية المحتلة واتساع عملياته العسكرية لتصل إلى جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية، ملوحا بتوسيع حملته العسكرية لتشمل مناطق أخرى بالضفة، فإن ثمة مؤشرات تقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتجه إلى الضفة من أجل إخفاء مخططاً يرغب في تنفيذه الآن هناك، بالتزامن مع انشغال المجتمع الدولي بما يحدث في غزة وجنوب لبنان، حيث بات واضحاً أن الموقف الأمريكي قريب من الصمت أكثر من أي وقت مضى، مع اشتعال سباق الانتخابات وانسحاب الرئيس الحالي بايدن عن المنافسة، في الوقت الذي لم يكن فيه الموقف الأوروبي هو الأخر جاد مكتفياً بالدعوة إلى وقف التصعيد بالضفة.
 
ومن واقع الممارسات الإسرائيلية المستفزة بالضفة الغربية، والاقتحامات المتتالية للكثير من أنحائها، فأن ما تشهده تلك المنطقة يبعث بإشارات أن حكومة نتنياهو تريد تفكيك السلطة الفلسطينية، وإضعافها لإعادة هيكلتها لكي تتماشى مع المصالح الإسرائيلية، حيث تكشف نوايا الاحتلال أهدافها الخبيثة من هذه العملية، سيطرة تل أبيب أكثر على الكثير من مناطق الضفة وفصلها عن القدس المحتلة.
ولا زالت تراوح مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مكانها دون تحقيق نتائج إيجابية نتيجة إصرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عرقلتها لإطالة أمد العدوان على القطاع، فبرغم الجهود المبذولة من جانب دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية لتهيئة الأجواء من أجل إنجاح مفاوضات التهدئة بغزة والوصول الى اتفاق يقضي بوقف العدوان الإسرائيلي وإنهاء المعاناة المستمرة لسكان القطاع، تتعنت إسرائيل في إبداء مرونة في المفاوضات رافضة إيقاف حملتها الغاشمة بغزة.
وتلوح في الأفق نقاط خلافية تعيق الوصول إلى تهدئة طويلة الأمد في القطاع،  ومن بين أبرز العقبات الرئيسية في مفاوضات التهدئة هو استمرار مراوغة تل أبيب وعدم تقديمها ضمانات و تعهدات بشأن الالتزام بالبنود التي سيتم الاتفاق عليها بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما يشكل الوجود الإسرائيلي في محور صلاح الدين الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر عقبة رئيسية بالمفاوضات، فبينما ترفض الفصائل الفلسطينية اقتراحات تل أبيب بشأن إقامة أبراج مراقبة على هذا المحور ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، جددت مصر تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي تواجد إسرائيلي في تلك المنطقة.
في الوقت نفسه هناك نقطة خلافية أخرى بارزة في المفاوضات، تتعلق بتمسك إسرائيل بتفتيش سكان قطاع غزة عند محور نتساريم، وهو أمر يرفضه الفلسطينيون كونه يعرضهم للاعتقال والتنكيل وسرقة أغراضهم مما يزيد من معاناتهم أثناء النزوح القسري.
 
ونفهم من كل هذه العراقيل إن تل أبيب تسعى إلى إفشال مفاوضات وقف إطلاق النار في القطاع المحاصر، فكلما اقتربت من تحقيق تقدم إيجابي وضعت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو معوقات من أجل عرقلتها، كان آخرها ما اقترحته بشأن حفر خنادق تقطع محور نتساريم لمنع مرور المركبات، وهو مقترح سبق وأن رفضته الفصائل الفلسطينية ولم يقبله الوسطاء، ويكشف عن مخطط إسرائيلي يهدف إلى تقسيم قطاع غزة، وتكريس الوجود الإسرائيلي.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق