ما مستقبل هدنة غزة؟.. تحركات مصرية قطرية والبيت الأبيض يرسل مبعوثان إلى القاهرة والدوحة وبيروت

الأربعاء، 14 أغسطس 2024 10:34 ص
ما مستقبل هدنة غزة؟..  تحركات مصرية قطرية والبيت الأبيض يرسل مبعوثان إلى القاهرة والدوحة وبيروت
سامي سعيد

تحركات دولية عديدة بهدف الوصول إلى هدنة في غزة، والوصول لوقف إصلاق النار وإنقاذ أهالي غزة الذين يتعرضون لجرائم ومذابح علي مدار 10 شهور متتالية، حيث تقوم القاهرة بدورا كبيرا من اليوم الأول للازمة، في المقابل هناك تحركات عربية وأمريكية لدعم الموقف المصري للوصول لهدنة.
 
وأكد قادة مصر والولايات المتحدة وقطر، في بيان مشترك، ضرورة وضع حد للمعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني بقطاع غزة، بالإضافة لضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن المحتجزين.
 
قال القادة في البيان المشترك: "قد سعينا ثلاثتنا مع فرقنا جاهدين على مدار عدة أشهر للتوصل إلى إطار اتفاق مطروح حاليًا على الطاولة حيث لا يتبقى فقط سوى وضع التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ، ويستند هذا الاتفاق إلى المبادئ التي طرحها الرئيس بايدن في 31 مايو 2024، وتمت المصادقة عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2735.

في نفس السياق قال البيت الأبيض، أن بيان أمريكي أوروبي يدعم البيان الثلاثي لقادة مصر والولايات المتحدة وقطر بشأن استئناف مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، مؤكدين أن البيان الأمريكي الأوروبي المشترك يؤكد على ضرورة أن يقوم جميع أطراف محادثات الهدنة في غزة بما يتوجب عليهم فعله، جاء ذلك وفقا لما أفادته قناة القاهرة الإخبارية فى خبر عاجل لها قبل قليل.
أعلن البيت الأبيض، أن "كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، سيتوجه إلى القاهرة والدوحة وسيتوجه الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين إلى بيروت".
 
وأضاف البيت الأبيض، أن بيانًا أمريكيًا أوروبيًا يؤكد دعمه الكامل للدفاع عن إسرائيل ضد أي هجمات من إيران أو وكلائها، وأن البيان الأمريكي الأوروبي يطالب إيران بخفض تهديداتها بالهجوم على إسرائيل، وناقش كذلك الآثار المترتبة على استقرار منطقة الشرق الأوسط جراء الهجوم الإيراني المحتمل على إسرائيل.

في نفس السياق رحبت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزمارى ديكارلو، بجهود مصر وقطر والولايات المتحدة لحمل الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على إبرام صفقة لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين فى غزة، وإيصال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع.
 
وشددت المسؤولة الأممية -خلال إحاطتها أمام جلسة مجلس الأمن مساء أمس بتوقيت نيويورك- على ضرورة الاستجابة لدعوة قادة مصر وقطر والولايات المتحدة، من أجل تقديم الإغاثة الفورية لأهل غزة والمحتجزين.
 
كما حثت جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لحماية المدنيين وإبرام هذه الصفقة، على الفور، كما أقرها مجلس الأمن في القرار 2735 (2024).. قائلة إن التهديد بمزيد من التصعيد الإقليمي بات أكثر وضوحا وإثارة للرعب من أي وقت مضى، مشيرة إلى استمرار تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق بشكل شبه يومي.
 
وأكدت "ديكارلو" أن وقف الانزلاق نحو كارثة أكبر يتطلب من الأطراف أن تكف عن كل الخطابات والأفعال التصعيدية. وجددت دعوة الأمين العام إلى العمل بقوة نحو خفض التصعيد الإقليمي لصالح السلام والاستقرار على المدى الطويل.
 
وقالت إن الغارة الجوية الإسرائيلية على مدرسة التابعين أسفرت عن "مقتل" العشرات من الفلسطينيين وإصابة العديد من الأشخاص، بمن فيهم نساء وأطفال، وأوضحت أن الأمين العام أدان استمرار الخسائر في الأرواح في غزة في أعقاب الهجوم على مدرسة التابعين. كما أكد الأمين العام ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب والاحتياط في جميع الأوقات.
 
وحثت "ديكارلو" على مواصلة الاهتمام بالوضع المتدهور والعنف المستمر في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، مشيرة إلى العديد من الحوادث التي وقعت مؤخرا، ومن بينها غارتان جويتان نفذهما الجيش الإسرائيلي "على خلية لحماس" في طولكرم، ما أسفر عن مقتل تسعة فلسطينيين قال الجيش الإسرائيلي إنهم كانوا يخططون لشن هجوم داخل إسرائيل.
 
بدورها، أعربت المسؤولة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) "ليزا دوتن" عن الفزع الشديد إزاء الضربة الإسرائيلية على مدرسة التابعين، مشيرة إلى أن العديد من الأسر داخل المدرسة كانت قد انتقلت إلى هناك بسبب أوامر الإخلاء الأخيرة. وقالت إن التقارير الأولية تشير إلى أن هذا الهجوم كان أحد أكثر الهجمات دموية على مدرسة تؤوي نازحين منذ بداية هذا الصراع.
 
كما أعربت "دوتن" عن الأسف لأن هذه الحوادث واسعة النطاق، ليست سوى جزء من الطرق العديدة التي يتسبب بها هذا الصراع المروع في معاناة ودمار لا يطاقان. وأشارت إلى أن العنف المتواصل في غزة، أسفر، حتى الآن، عن "مقتل" نحو 40 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 90 ألفا آخرين، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
 
وأوضحت أن ما تشهده غزة هو نتيجة لحرب شنت دون مراعاة لمتطلبات القانون الدولي، وشاطرت الأمين العام ومختلف المنظمات القلق العميق إزاء انتهاكات القانون الدولي الإنساني التي ترتكب طيلة هذا الصراع.
 
ونبهت المسؤولة الأممية إلى أن هذه الحرب تدمر الأرواح والأحلام والمستقبل، مشيرة إلى أن أكثر من نصف مليون طالب خسروا عاما دراسيا كاملا، "وحتى لو انتهت هذه الحرب اليوم، فإن ما يقدر أن 8 من كل 10 مدارس على الأقل سوف تحتاج إلى إعادة تأهيل. كما أكدت على ضرورة عدم تجاهل الصدمة العاطفية والنفسية الهائلة التي خلفتها هذه الحرب على الأطفال ــ بل وعلى الناس من جميع الأعمار ــ "وهي الصدمة التي سوف يحملونها لبقية حياتهم".
 
ووفقا لتحليل حديث للأمم المتحدة، تضرر أو تدمر أكثر من 60% من المباني السكنية و65% من شبكة الطرق. وفي غضون أسبوعين فقط، نزح أكثر من ربع مليون شخص، وغالبا مرات متعددة.
 
وقالت "ليزا دوتن" إن أوامر الإخلاء - التي يُفترض أنها من أجل أمن المدنيين - تؤدي بوضوح إلى النتيجة المعاكسة. ويُطلب من المدنيين مرارا وتكرارا الإجلاء إلى مناطق تفتقر إلى الضروريات اللازمة لبقائهم على قيد الحياة. ويُقتلون ويصابون مرارا وتكرارا في نفس الأماكن التي قيل لهم إنها آمنة للذهاب إليها.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة