الأمن يغلب الرياضة.. باريس تخشى من سيناريو ميونخ في الأولمبياد

السبت، 27 يوليو 2024 11:02 ص
الأمن يغلب الرياضة.. باريس تخشى من سيناريو ميونخ في الأولمبياد
أولمبياد باريس

تعيش العاصمة الفرنسية باريس استنفاراً أمنيا غير مسبوقا؛ وذلك لتأمين دورة الألعاب الأولمبية 2024، التي انطلقت أمس الجمعة 26 يوليو.
 
ومع افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس، حبست الحكومة الفرنسية وقوات الأمن أنفاسها، في وقت تتسلل فيه مخاوف أمنية كبيرة  من شن عمليات إرهابية قد تستهدف فرنسا.
 
وتتخوف فرنسا من إعادة المشهد ذاته الذي حدث في ميونخ  عام 1972، عندما أودت عملية مسلحة بحياة 11 رياضيا إسرائيليا، وخمسة من المهاجمين الفلسطينيين فيما، نجا ثلاثة منهم.
 

وعقب العملية أطلقت رئيسة الوزراء الإسرائيلية، آنذاك، غولدا مائير، عملية انتقامية سميت بـ"غضب الرب"، والتي استهدفت قادة من منظمة "أيلول الأسود" الفلسطينية، وشرعت فرقة الاغتيال الإسرائيلية في استهداف وائل زعيتر، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في روما، في أكتوبر من عام 1972، ثم استُهدف محمود الهمشري، ممثل المنظمة في باريس، في ديسمبرمن عام 1972، وخلال الأشهر التالية تم اغتيال آخرين بينهم باسل الكبيسي، وحسين البشير، ومحمد بودية.

وكان من بين أبرز المستهدفين أيضا علي حسن سلامة الذي كان قياديًّا من طراز رفيع ومسؤولا عن الحماية الشخصية للزعيم ياسر عرفات، وتم اغتياله في بيروت عام 1979، وقال أحد المسؤولين عن العملية حينذاك وهو القيادي الفلسطيني أبو داوود (محمد داوود عودة (1937- 2010)، أن هدف العملية لم يكن قتل الرياضيين الإسرائيليين.

في المقابل، تأتي هذه المخاوف الفرنسية، في الوقت التي شهدت السكك الحديدية الفرنسية أعمال تخريبية قبل ساعات من حفل الافتتاح، والتى أدت لشل شبكة القطارات ، وما أعقب تلك الهجمات من إنذارات بوجود قنبلة بأحد المطارات ، وهو ما يجعل هناك استنفار أمنى في البلاد خوفا من استمرار أو وجود أي هجمات إرهابية آخرى على مدى هذه الفعاليات.

ورغم الإعلان عن أكبر عملية نشر لقوات الأمن في تاريخ فرنسا، مع نشر ما يصل إلى 75 ألف شرطي وجندي وحارس أمن في دوريات في باريس، تعرضت شبكة السكك الحديد الفرنسية لهجوم كبير وأعمال تخريب الجمعة، بما في ذلك هجمات حرق متعمد، وفق ما كشفت الشركة صباح الجمعة.
 
 
ونددت شركة السكك الحديدية الوطنية الفرنسية (SNCF) بـ "الهجوم الهائل" الذي يهدف إلى "شل " شبكة القطارات فائقة السرعة (TGV). وأوضح رئيس شركة SNCF، جان بيير فاراندو، أن الحادث الذي سيتسبب في اضطراب طوال عطلة نهاية الأسبوع، يؤثر على 800 ألف مسافر، كما أن الحرائق أثرت بالفعل على 500 كابل كهربائى.
 
وعلقت الصحف الإسبانية على الوضع الأمني في باريس، حيث صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أن في الوقت الذى تلفت فيه باريس أنظار العالم ، تسود حالة من القلق والتوتر لدى السلطات الأمنية خاصة بعد الهجمات التي تعرضت لها والتي من شأنها أن تفسد الحدث الرياضى.
 
وكانت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية أشارت إلى أنه وفقا للمصادر الفرنسية فقد اندلعت ثلاث حرائق عمدا بالقرب من قضبان السكك الحديدية  الفرنسية، وقال وزير النقل باتريس فيرجريت "الليلة الماضية كانت هناك أعمال خبيثة منسقة أثرت على العديد من خطوط القطار فائق السرعة وستعطل حركة المرور بشكل خطير حتى نهاية هذا الأسبوع، وأدين بشدة هذه الأعمال الإجرامية التي ستؤثر على نزهات العطلات للعديد من الفرنسيين"، باعتباره "عملاً إجراميًا فاضحًا" وسلط الضوء على "تنسيق" الحرائق التي اندلعت "في نفس الوقت تقريبًا" حوالي الساعة 4:00 صباحًا باستخدام عبوات حارقة.
 
وقالت وزيرة الرياضة، أميلي أوديا كاستيرا، تعليقًا على الهجوم على السكك الحديدية: "الهجوم على الألعاب هو هجوم على فرنسا"، وتسببت أعمال التخريب في اندلاع ثلاثة حرائق بالقرب من القضبان، على خطوط المحيط الأطلسي والشمال والشرق، مما أثر بشكل خطير على حركة السكك الحديدية وأدى إلى تأخيرات كبيرة،  أعلنت شركة السكك الحديدية SNCF نفسها ضحية "هجوم واسع النطاق لشل شبكة TGV" ودعت المسافرين إلى "تأجيل رحلتهم وعدم الذهاب إلى المحطة"، مع استبدال تذكرتهم أو استردادها مجانًا.
 
 
وبحسب مشغل السكك الحديدية الفرنسي، "تم تسجيل حرائق متعمدة ألحقت أضرارا بالمنشآت" والفرق الفنية "متواجدة بالفعل في الموقع لإجراء التشخيص وبدء الإصلاحات".
 
وبسبب هذه الأعمال التخريبية، تم تحويل جزء من حركة القطار فائق السرعة على المحاور الأطلسية والشمالية والشرقية نحو "الخطوط التقليدية"، ومن غير المتوقع أن تعود حركة المرور إلى طبيعتها قبل يوم الاثنين المقبل، وهو ما سيؤثر بلا شك على الحركة في البداية من الألعاب الأولمبية.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق