رضا المصريين.. شوبير وتخفيف الأحمال وعمال العلمين

الجمعة، 12 يوليو 2024 09:33 ص
رضا المصريين.. شوبير وتخفيف الأحمال وعمال العلمين
طلال رسلان يكتب

أكاد أجزم بمجرد ذكري لكلمات عنوان المقال أمام أحدهم، أن يستطيع تخبئة ابتسامته أو أن يمنع رأسه من إيماءة رضا، أو تعليق نظره إلى السماء متمتما بكلمات شكر، ذلك الشعور الذي يؤكد أن البلد معدولة والأحوال مقنعة و«القشية معدن».
 
(1)
 
حسنا، لقد كان ينقصنا شوبير نفسه للتعبير عن رضاه بقرار الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإنهاء التعاقد معه، حتى يكتمل مشهد الرضا عن القرار كاملا.
 
عبارات الشكر انهالت على الشركة وقرارها الموفق في توقيته، دون حتى الخوض في المسألة الأساسية وراء القرار أو الهدف. 
 
كل ما كان يشغل الجميع وقتها هو التخلص من مشاهد تأخذ الإعلام الرياضي إلى الحضيض، وتفجر الغضب، وتدفن كل الكفاءات، وتعطي الفرص لأنصاف المواهب، وتفتح الباب على مصراعيه إلى كل من تسول له نفسه أنه فوق الحساب والتقييم، أيا كانت مكانته.
 
لقد روى قرار الشركة المتحدة مع شوبير، حالة رضا كانت مدفونة، وكأنه جاء تنفيسا لحالة الأمل داخل الغالبية، بل ويأخذنا إلى أبعاد أخرى، ورسالة بأن هناك ما يستحق، رغم أنه لن يأخذ من جيبك شيئا أو يضيف إليه شيئا، لكنه دَفعة معنوية وجرعة تفاؤل تكاد تقترب من رفع الحد الأدنى للأجور.
 
نعم.. كما قرأت يقترب من الشعور بالرضا لزيادة راتبك
تريد أن تتأكد؟ 
قل في وجه صديقك «باي باي شوبير».. 
بالطبع سيكون الرد بعد التنهيدة «اااااااااااه يا سلام، أخيرا !!!».
 
(2)
 
بعد يوم شاق آخر من عملي الصحفي لتغطية نشاط الحكومة ومستجدات مناقشة برنامجها وتفاصيله أمام لجنة مجلس النواب، والحياة التي دبت في مؤسسات الدولة بعد جولات الوزراء والمحافظين سواء في القطاعات والجولات بالشارع، والسماع إلى الشكاوى، واتخاذ القرارات الفورية بين التطهير والتعديل والتنظيم وسرعة الإنجاز، (يكفينا من هذا مشهد محافظة البحيرة جاكلين عازر وهي جالسة إلى الأرض جانب مواطن تستمع لشكواه وتأمر بحلها فورا)، أخذني الطريق إلى الصلاة في مسجد مولانا سيدنا الحسين.
 
وفي انتظار الإقامة أملت برأسي على أحد الأعمدة سارحا في الملكوت... إلى أن أعادني للواقع صوت مسن أجش، رافعا يده إلى السماء عينيه متعلقة بأستار الأمل، داعيا «يارب يا كريم طبب كفة مصر (يعني اجعلها ثقيلة)، واحمي الغلابة، واجعلها عمار دايما يا كريم».
 
من بساطة النية وطيب المقصد هز دعاء الرجل البسيط أعماق قلبي... والله أن هذا البلد يستحق أكثر من ذلك، يستحق كل مخلص وكل جهد وكل عمل بإخلاص.
 
ما إن فرغ الرجل من دعائه حتى التفت إليه، ولم أمنع نفسي من سؤاله «أد كدة بتحب البلد دي».. رد بكل يقين دون حتى أن يكمل النظر إلي أو يتحقق من يتحدث معه «بحبها !!!.. أمال عايشين من خيرها إزاي.. دا احنا قلوبنا بتتقطع لو سمعنا بأزمة.. شوف لما الكهربا بتقطع بتخسر أعمالنا وولادنا قد إيه».
 
- أهيه شكلها انتهت يا حاج والحكومة صدقت في كلامها.. قالوا هنحلها في أيام والكهربا مش بتقطع.. ولا لسة بتقطع عندك؟
= لا الحمد لله مش بتقطع ولا ثانية بقالها يجي 5 أيام أهيه.. والله يا أستاذ حاجة تطمن.. كنا بنقول مش هيخلصونا من الأزمة دي والناس هتفضل تعبانة بس شكل المايلة انعدلت.
 
(3)
 
«يارب السنة كلها تبقى مهرجانات علمين يا أخي والله».. قالها أحد العمال البسطاء لأحد البرامج، بعدما قاده الرزق إلى العمل في مهرجان العلمين، لينضم إلى عشرات الآلاف من العاملين والبيوت المفتوحة والمسترزقين من وراء الفعاليات والحفلات طوال فصل الصيف.
 
مشهد آخر يضخ إليك جرعة لا بأس بها من الأمل لتكمل رسالتك في الحياة. هؤلاء العاملين بجهد من أجل لقمة عيش أبنائهم، يكرم الله مصر من أجلهم باستثمارات تغدق الخير على الجميع. وتلعن بعدها المتربصين والشائعين لكلام تافه من قبيل للأغنياء فقط، الكارهين لحياتهم.. وتؤمِّن بكل يقين على دعاء العامل المخلص «حقا وصدقا يا الله، اللهم اجعل أيامنا كلها مهرجانات علمين من أجل رزق هؤلاء، وبقية الشعب».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق