الاعتراف بأزمة الكهرباء.. أول طريق الحل

برأيي أن اعتراف رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بوجود أزمة كهرباء حقيقية تواجه الدولة حالياً، بل والاعتذار الحكومي للشعب عن قطع الكهرباء وزيادة ساعات تخفيف الأحمال، ربما يكون أول طريق الحل.

 

ففي كثير من الأوقات ظل الصمت الحكومي عن الكثير من المشاكل والأزمات وعرض أسبابها وطرق حلها بشكل تفصيلي، هو العرف السائد نظراً للتخوف من ردود أفعال المجتمع، ولكن الأمر الآن يختلف شكلاً وموضوعاً حيث تعتمد الحكومة في أي أزمة تثار أمام الرأي العام على المكاشفة والمصارحة من أجل توضيح الحقائق ولنا في حديث رئيس الوزراء اليوم دليلاً واضحاً على ذلك.

 

وفي معرض حديثه عن الأزمة وكشف تفاصيلها قال رئيس الوزراء إن "شهر يونيو شهد 3 موجات حارة غير مسبوقة وأن الدولة اقتربت من استهلاك 36 جيجا من الكهرباء بسبب درجات الحرارة.. وأن أحد الحقول في دول الجوار خرج عن الخدمة وحدث به عطل ما أدى إلى توقفه عن العمل أكثر من 12 ساعة.. كل ذلك أدى لزيادة فترة انقطاع الكهرباء".

 

حديث رئيس الوزراء صاحبه اعتذار صريح وواضح للشعب بسبب استمرار انقطاع الكهرباء، معترفاً بوجود أزمة كبيرة تمر بها البلاد وهو ما أدى إلى تلقيه شكاوى عديدة بسبب ارتفاع ساعات تخفيف الأحمال متحدثاُ عن مدى معاناة المواطنين والأسر المصرية.

 

"أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبدا"، مقولة ربما تعبر عن المشهد بحذافيره، فالاعتذار عن الأزمة والحديث عن الحل وتحديد موعد انتهاء المشكلة هو أمر جيد جداً، فبث الطمأنينة في نفوس المواطنين أمر بالغ الأهمية ولكن لا يمكن تجاهل أن هذا التحرك سيضع الحكومة أمام مسؤولية كبيرة وخيارات محدودة، أما أن يفقد الشعب الثقة بالحكومة وفي أحاديثها في العموم أو أن تتخذ من هذا الاعتذار دافع قوي لاستمرار البناء والتنمية.

 

أقولها صراحة أنني متفائل بغد أفضل، بأن تُحل أزمة الكهرباء في أسرع وقت ممكن، كما تم حل كثير من المشاكل والأزمات السابقة، ولكن لا يمكن أن نعتمد على التوقع، على المشاعر والأحاديث الرنانة، لبناء المستقبل، وهذا ينبهنا إلى ضرورة تحرك الحكومة وفق رؤى واستراتيجيات مدروسة من قبل الجهات والوزارات المعنية لإنهاء أزمة انقطاع الكهرباء، وهو ما كشف عنه الدكتور مصطفى مدبولي قائلاً إن "هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بحل مشكلة انقطاع الكهرباء لافتا إلى أننا وضعنا خطة لفترة الصيف هدفها تخفيف حدة انقطاع الكهرباء.