تفاصيل إفلاس بنك التوقيع الأمريكي ليلحق ببنك وادي السيليكون

الثلاثاء، 14 مارس 2023 02:21 م
تفاصيل إفلاس بنك التوقيع الأمريكي ليلحق ببنك وادي السيليكون
أمل عبد المنعم

بنك التوقيع يلحق بعد يومين فقط من إغلاق سلطات كاليفورنيا لبنك وادي السيليكون، في انهيار أدى إلى اضطراب الأسواق العالمية وترك مليارات الدولارات من الودائع الخاصة بشركات ومستثمرين عالقين، أغلق المشرعون في الولاية بنك "التوقيع" في نيويورك، فما تداعيات هذه الأزمة، ويعد فشل بنك التوقيع، ثالث أكبر فشل في تاريخ الولايات المتحدة، ما ينذر بتكرار الأزمة المالية العالمية 2008، بحسب صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية.

بنك وادي السيليكون والتوقيع

ويأتي إفلاس بنك التوقيع، في أعقاب إغلاق بنك وادي السيليكون يوم الجمعة الماضية، وهو أكبر فشل منذ انهيار واشنطن ميوتشوال في عام 2008 خلال الأزمة المالية، لا تزال واشنطن ميوتشوال تصنف على أنها أكبر فشل مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة، وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية والجهات التنظيمية الأخرى للبنوك، في بيان مشترك، الأحدالماضي، إن جميع المودعين في "بنك التوقيع" سيصبحون كاملين، ولن يتحمل دافع الضرائب أية خسائر.

بنك وادي السيليكون والتوقيع والتأمين على الودائع

ونصب المنظمون المصرفيون في نيويورك المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC) كمستلم للتصرف في وقت لاحق في أصول البنك، وأعلن بنك التوقيع عن أرصدة ودائع بلغ مجموعها 89.17 مليار دولار اعتبارًا من 8 مارس، اعتبارًا من 31 ديسمبر، كان لديه ما يقرب من 110.36 مليار دولار في الأصول، وفقًا لإدارة الخدمات المالية بولاية نيويورك.

بنك وادي السيليكون والتوقيع والأزمة المالية

ووجهت صحيفة "كابيتال" الفرنسية، بعد إفلاس بنك سيليكون فالي، سؤال"هل سنعيش من جديد الأزمة المالية لعام 2008؟"، موضحة أن إفلاس بنك كاليفورنيا "أكبر فشل مصرفي منذ إفلاس "ليهمان برازر" في عام 2008، تثير الخطوة مخاوف خبراء الاقتصاد، وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن إغلاق "سيليكون بنك" من قبل "إف.دي .آي.سي" (المكافئ الأمريكي لصندوق ضمان الودائع)، جاء بعد يومين من إفلاس "سيلفرجت كابيتال" وهو بنك متخصص في تمويل مشاريع العملات الرقمية.

بنك وادي السيليكون والتوقيع والودائع غير المؤمنة

ولفتت الصحيفة الاقتصادية الفرنسية أن غالبية حسابات عملاء هذا البنك لشركات ذات رأس مال تعتمد على ودائع، وحوالي 89% من مبالغ الودائع غير مؤمنة، وأضافت الصحيفة أن فشل بنك سيلفرجيت أدى إلى عمليات سحب ضخمة للودائع من قبل عملاء "سيليكون فالي بنك" خوفًا من أن نفس المصير قد يحدث للأخير، موضحة أن سيليكون بنك كان لديه 209 مليارات دولار من الأصول و 175 مليار دولار من ودائع العملاء، والتي استثمرها في السندات مقابل عائد، وللتعامل مع عمليات السحب الهائلة للأموال، اضطر البنك بالتالي إلى بيع السندات".

بنك وادي السيليكون والتوقيع والخسائر رأسمالية

وأوضحت "كابيتال" أنه "مع ذلك، منذ شراء هذه السندات، رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعاره الرئيسية، مما تسبب في خسائر رأسمالية غير محققة على أصول جميع البنوك، كما خسرت "سيليكون بنك" 1.8 مليار دولار عن طريق بيع السندات بخسارة، ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن أصل هذا الإفلاس ليس ارتفاع سعر الاحتياطي الفيدرالي، ولكن نتيجة عمليات السحب الهائلة للعملاء وأيضًا منصات العملات الرقمية الخاسرة، والتي اضطرت إلى إجراء عمليات سحب لدفع الأجور والنفقات الأخرى.عملاء بنك وادي السيليكون والتوقيع

وأكد مسؤولون أمريكيون، أن عملاء بنك وادي السيليكون، سيكونون قادرين على الوصول إلى ودائعهم ابتداءاً من أمس يوم الإثنين، كما أعلنت الحكومة الفيدرالية الأمريكية عن إجراءات لدعم الودائع ووقف أي تداعيات مالية أوسع نطاقا من انهيار المقرض الذي يركز على التكنولوجيا الناشئة، أما عن "بنك التوقيع"، وهو بنك تجاري، له مكاتب عملاء خاصة في نيويورك وكونيتيكت وكاليفورنيا ونيفادا ونورث كارولينا، تسعة خطوط أعمال وطنية بما في ذلك العقارات التجارية والخدمات المصرفية للأصول الرقمية.

بنك وادي السيليكون والتوقيعوالرئيس الأمريكي

وجاء من سبتمبر ما يقرب من ربع ودائع بنك التوقيع، من قطاع العملات المشفرة، لكن البنك أعلن في ديسمبر أنه سيقلص الودائع المرتبطة بالتشفير بمقدار 8 مليارات دولار، وكان للبنك علاقة طويلة الأمد مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وعائلته، حيث زود ترامب وشركته بحسابات جارية وقام بتمويل العديد من مشاريع العائلة.وقطع بنك سيجنتشر العلاقات مع ترامب في عام 2021 بعد أعمال الشغب الدامية في 6 يناير في الكابيتول هيل وحث ترامب على الاستقالة.

أكد مسؤولون، إن المساهمين وبعض حاملي الديون غير المضمونين لبنك سيجنتشر، وكذلك بنك سيليكون فالي، لن يكونوا محميين، وأنه تمت إزالة الإدارة العليا لكلا البنكين، واعتبر مسؤولون أمريكيون أن أي خسائر لحقت بصندوق تأمين الودائع التابع لمؤسسة التأمين الفيدرالية والمستخدمة لدعم المودعين غير المؤمن عليهم سيتم استردادها من خلال تقييم خاص للبنوك، كما يقتضي القانون، بحسب صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية.

 

وبالنسبة تأثير تلك الخطوة على الاقتصاد العالمي، قالت "صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، إن سوق الأسهم الأوروبية، شهدت أسوأ جلسة لها هذا العام يوم الاثنين متأثرة بإفلاس بنك وادي السيليكون الأمريكي، بينما افتتحت وول ستريت على انخفاض، و مع ذلك، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعو غلى الاطمئنان، وتراجع مؤشر أسعار الأسهم الألماني خلال الساعات الأولى من التداول في بورصة فرانكفورت، ألمانيا".

بنك وادي السيليكون والتوقيع وجو بايدن

وكانت الصحيفة الأمريكية سلطت الضوء على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، على الرغم الذعر لحدوث أزمة مالية عالمية، قوله:" يمكن للأمريكيين أن يطمئنوا، والنظام المصرفي متين"، وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه على الرغم من ذلك الاطمئنان، فإن بورصة "وول ستريت قد افتتحت" منخفضة أمس الاثنين، وفي بداية التداول في بورصة نيويورك، خسر مؤشر داو جونز 0.59ُ%، وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 0.80%، وخسر مؤشر S&P 500 الأوسع نطاقًا 1.08%، وانهارت عدة بنوك إقليمية.

وتابعت:" انخفض البنك الإقليمي الأمريكي First Republic على وجه الخصوص بأكثر من 65 ٪"، ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن نفس الأجواء قد خيمت على أسواق الأسهم الأوروبية التي استمرت في الانخفاض أمس الاثنين، حيث شهدت أسوأ جلسة لها خلال العام، متأثرة بالقطاع المصرفي بسبب مخاوف بشأن مخاطر العدوى بعد إفلاس بنك سيليكون فالي، وتراجعت باريس بنسبة 2.95٪ وفرانكفورت 3.12٪ ولندن 2.43٪ وميلانو 4.60٪".

وهنا ك بنوك أوروبية التي تأثرت بالأزمة، انخفض "بي.إن.بي باريبا" بنسبة 6.06%، وسانتاندير 7.37%، و "آي.إن.جي" بنسبة 8.30%، وكومرتس بنك بنسبة 12.02%، مع تراجع قياسي تاريخي أيضًا مع بنك "كريدي سويس" الذي أضعفته بالفعل سلسلة من الفضائح - الذي فقد سعر سهمه أكثر من 14%، وبشكل أكثر تحديدًا، في بورصة باريس، انخفض مؤشر البورصة، بمقدار 185.19 نقطة إلى 7035.73 نقطة حتى منتصف الأمس.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق