الأعلى للإعلام: جولة الرئيس الأسيوية جاءت في توقيت مهم للغاية

الإثنين، 30 يناير 2023 01:45 م
الأعلى للإعلام: جولة الرئيس الأسيوية جاءت في توقيت مهم للغاية

  • ترسيخ علاقات متوازنة مع ثلاث دول مهمة وتنويع علاقات مصر الخارجية
    ستة أيام من الاجتماعات التي استمرت طوال الــ 24 ساعة
أكد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسيوية جاءت في توقيت مهم للغاية، والتأكيد على تبنِّي مصر لسياسة خارجية متوازنة مع كافة دول العالم تقوم على الشراكة والتعاون، وشهدت حراكًا ونشاطًا مكثفًا لتعزيز علاقات مصر مع الدول الثلاثة "الهند وأذربيجان وأرمينيا" والانفتاح من أجل زيادة التصدير والتركيز على الميزان التجاري مع هذه البلدان بما يصب في المصلحة المصرية.
 
وتعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الهند من أفضل وأنجح الزيارات مع دولة من أكبر اقتصادات العالم، في الوقت الذي ينغلق العالم على الحرب الروسية الأوكرانية بجانب حالة التضخم التي تشهدها أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
 
وتأتي أهمية الزيارة وتوقيتها انطلاقًا من أهمية الاقتصاد الهندي "الواعد" بالنسبة لمصر، حيث تعد الهند ثاني دولة من حيث عدد السكان في العالم، وهو ما يمثل فرصة لمصر لفتح أسواقًا جديدة هناك بجانب جذب السياح الهنود لمصر.
 
واستهدفت الجولة الأسيوية للرئيس السيسي تنويع علاقات مصر الخارجية تزامنًا مع الأزمات التي يواجهها الغرب جراء الأزمة الاقتصادية التي تسببت في نقص إمدادات الطاقة والغذاء وهو ما أثر في جميع دول العالم.
 
وتأتي الجولة بالتوازي مع تحركات رفيعة المستوى ولقاءات متبادلة مع مسؤولين أوروبيين وأمريكيين، وفي إطار تنوع مصر لعلاقاتها الخارجية وتعزيزها مع كافة دول العالم شرقًا وغربًا.
 
ومن خلال دراسة للمجلس الأعلى للإعلام، شملت الجولة 8 لقاءات قمة و4 مؤتمرات صحفية وتوقيع 11 مذكرة تفاهم مع الهند وأذربيجان وأرمينيا بكافة المجالات، و11 لقاء للرئيس السيسي مع المسئولين في الهند و4 لقاءات مع رجال الأعمال في الهند وأذربيجان.

أولًا: زيارة الهند خلال الفترة من ( 24- 26 يناير 2023)
الهند كانت بداية الجولة الأسيوية، حيث جاءت زيارة الرئيس السيسي تلبيةً لدعوة ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند للمشاركة كضيف الشرف في احتفال الهند بـ "يوم الجمهورية" يوم 26 يناير.
 
الرئيس السيسي خلال زيارته الثانية للهند، والتي رافقه خلالها وفد رفيع المُستوى ضم عدد من الوزراء والمسئولين شهدت نشاطًا ولقاءات متعددة من كِبار المسئولين بالهند بداية من مراسم الاستقبال الرسمية في ساحة القصر الرئاسي "راشتراباتي بهافان" في نيودلهي، والتي استقبلته خلالها رئيسة الجمهورية دروبادي مورمو ورئيس الوزراء ناريندرا مودي، وألقى خلالها الرئيس السيسي كلمة أكد فيها على العلاقات القوية بين البلدين.
 
الرئيس السيسي عقد لقاءات مُنفردة مع رئيسة الهند ورئيس الوزراء، وأيضًا جلسة مُوسّعة بحضور وفدي البلدين في أجواء من الصداقة والتفاهم، حيثُ تبادل الوفدان وجهات النظر حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، وأعقبها مؤتمر صحفي أعرب خلاله الزعيمان عن تقديرهما للتعاون المُثمر بين الجانبين على المُستوى الثنائي وفي المحافل الدولية.
 
وأشار الزعيمان إلى أهمية توقيت هذه الزيارة، إذ تحتفل الدولتان الصديقتان بالذكرى الخامسة والسبعين على تدشين العلاقات الدبلوماسية بينهما، وشهدت الزيارة تأكيد الرئيس السيسي ورئيس وزراء الهند الارتقاء بعلاقات البلدين إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية" التي تغطي المجالات السياسية والأمنية والدفاعية والاقتصادية والطاقة.
 
واتفق الجانبان أيضًا على أن انتشار الإرهاب في جميع أنحاء العالم يُشكِّل أحد أخطر التهديدات الأمنية للإنسانية داعين إلى عدم التسامح مُطلقًا مع الإرهاب وجميع من يشجعونه ويدعمونه ويمولونه أو من يوفرون ملاذات للإرهابيين والجماعات الإرهابية، مهما كانت دوافعهم، وشددا على الحاجة إلى قيام المُجتمع الدولي بتنسيق العمل بهدف القضاء على الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، بما في ذلك الإرهاب العابر للحدود، وكررا إدانتهما لكافة جهود استخدام الدين – من قِبَل دول أو جماعات – لتبرير أو دعم أو رعاية الإرهاب ضد دول أخرى.
 
وأعرب الجانبان عن ارتياحهما لإيلاء أولوية قصوى لقضايا تَغيُّر المَناخ والبيئة والتنمية المستدامة، وكذا تشجيع استخدام الطاقة الجديدة والمُتجددة، واتفقا على مواصلة جهودهما المُشتركة ذات الصلة في هذه المجالات من خلال تبادل الخبرات والنماذج التي يتم تطويرها للتكيف وبناء المرونة في مواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ.
 
وعلى هامش الزيارة شارك الرئيس السيسي في اجتماع مُوسَّع لرؤساء كبرى الشركات الهندية ورجال الأعمال الهنود، دعا خلالها مُجتمع الأعمال الهندي لاستكشاف فرص الأعمال الجديدة والناشئة في مصر، لا سيّما من خلال الاستثمار في قطاعات البنية التحتية والبتروكيماويات والطاقة والزراعة والرعاية الصحية والتعليم وتنمية المهارات وتكنولوجيا المعلومات، كما التقى عددا من رؤساء الشركات الهندية.
 
وتأكيدًا على العلاقات بين البلدين شهد الرئيس السيسي التوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتعاوُن بين البلدين في مجال الأمن السيبراني والزراعة وفي شئون الشباب وفي مجال الإعلام والإذاعة.
 
وخلال زيارته للهند قام الرئيس السيسي بزيارة ضريح "المهاتما غاندي" في "راج غات"، كما استقبل كلًا من "جاجديب دانكار"، نائب رئيسة جمهورية الهند، والدكتور "سوبرامانيام جايشانكار"، وزير خارجية جمهورية الهند.
 
وتتميز العلاقات المصرية الهندية بتاريخها العريق وتعكس العلاقات المعاصرة أيضًا التعاون بين دولتين كبيرتين، حيث تمثل كل منهما ثقلًا إقليميًا خاصًا في منطقتها، وقد ترسَّخت هذه العلاقات من التطلعات والتحديات المشتركة التي يواجهها البلدان.
 
وجاءت أبرز نتائج زيارة الرئيس للهند كالآتي:
 
• الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية" التي تغطي المجالات السياسية والأمنية والدفاعية والاقتصادية والطاقة.
 
• تعظيم المصالح المشتركة وتعزيز الدعم المتبادَل للتغلُّب على الصعوبات الناجمة عن مختلف الأزمات والتحديات المتتالية التي يواجهها العالم.
 
• توثيق التعاون السياسي والأمني، وتعميق المُشاركة الاقتصادية، وتقوية التعاون العلمي والأكاديمي، فضلًا عن توسيع الاتصالات الثقافية والشعبية.
 
• العمل من أجل وصول حجم التجارة الثنائية إلى 12 مليار دولار أمريكي في غضون السنوات الخمس المُقبلة، وذلك من خلال تنويع سلة التجارة والتركيز على القيمة المُضافة.
 
• الترحيب بتوسيع الاستثمارات الهندية في مصر، والتي تزيد حاليًّا عن 3.15 مليارات دولار أمريكي.
 
• تأكيد الهند دعمها للاستفادة من الفرص الاستثمارية المُتاحة في مصر.
 
• تعزيز التعاون الثنائي في مجالات بناء القدرات وتبادُل الخبرات في المجالات التنموية في ضوء نجاح التجربة المصرية في تنمية المناطق الريفية في إطار مشروع "حياة كريمة".
 
• التعاون في تجارة السلع الاستراتيجية والمطلوبة لتحقيق الأمن الغذائي.
 
• التأكيد على أهمية التعاون الدفاعي في تعزيز الشراكة الثنائية وتوسيع التعاون في مجال الفضاء من خلال الاستفادة من خبرة الهند في بناء وإطلاق الأقمار الصناعية وتطبيقات تكنولوجيا الفضاء.
 
• تعزيز التعاون الثنائي في مجالات مُكافحة الأمراض ومُعالجة الأزمات الصحية .
 
• تشجيع استخدام الطاقة الجديدة والمُتجددة خاصةً الهيدروجين الأخضر.
 
ثانيًا: زيارة أذربيجان خلال الفترة من (27- 28 يناير 2023)
 
أذربيجان كانت المحطة الثانية في جولة الرئيس السيسي الأسيوية، حيث عقد مباحثات على مستوى القمة، مع نظيره الأذري إلهام علييف، وأيضًا جلسة مباحثات مُوسَّعة ضمت وفدي البلدين، وأشاد خلالها الرئيس السيسي بمتانة العلاقات الممتدة بين مصر وأذربيجان ومدى تميُّزها.
 
وأكد الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأذري على أهمية تنشيط التبادل التجاري بين البلدين ليرتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المشتركة، ويتسق مع ما يتمتع به البلدان من إمكانات واعدة للتصنيع والتصدير، وهو الأمر الذي سيكون محل بحث معمق من الجانبين خلال أعمال الدورة السادسة للجنة المشتركة المقرر عقدها في القاهرة العام القادم 2024.
 
كما عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات مع كِبار رموز الاقتصاد ورجال الأعمال ورؤساء كبرى الشركات في أذربيجان، تم خلاها استعراض الفرص الاستثمارية الضخمة في مصر والمشروعات الكبرى التي يتم تنفيذها.
 
وشهدت الزيارة التوقيع على مذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات الثقافة، والموارد المائية والتجارة.

علاقات ممتدة
وتقوم العلاقات المصرية الأذرية على أساس قوي من التماثُل والتقارب، كما تعد مصر من أولى الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان فى ديسمبر 1991.
وترتبط الدولتان بعلاقات تاريخية وتفاهمات سياسية تجاه العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
 
واحتفلت مصر وأذربيجان فى 2022 بذكرى مرور 30 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية، كما شهد عام 2022 انعقاد الدورة الخامسة للجنة المشتركة المصرية الأذرية للتعاون الاقتصادي والفني في باكو.
 
دشنت الدولتان خط الطيران المباشر بين باكو وشرم الشيخ، والذي ساهم في تعزيز معدلات السياحة بين البلدين.
 
شاركت مصر في فعاليات المنتدى العالمي الرابع للحوار بين الثقافات في باكو بالتعاون مع منظمة اليونسكو.
 
ثالثًا: زيارة أرمينيا خلال الفترة من (28-29 يناير 2023)
كانت زيارة الرئيس السيسي لأرمينيا هي محطته الثالثة والأخيرة في جولته الأسيوية والتي تعد أول زيارة لرئيس مصري منذ استقلال أرمينيا، وتأتى في ظل العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين والشعبين الصديقين، والتي لا تقتصر فقط على الشق الرسمي، وكون مصر أول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع أرمينيا عقب استقلالها، وإنما تتعدى ذلك لتشمل العلاقات الشعبية الوطيدة، واستضافة مصر لجالية أرمينية كبيرة ساهمت من جانبها بدور هام في تاريخ مصر على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية.
 
وشملت الزيارة عقد لقاء قمة مع "نيكول باشينيان"، رئيس وزراء أرمينيا، و"فاهاجن خاتشاتوريان"، رئيس الجمهورية، وذلك لتبادُل الرؤى بشأن سُبل تعظيم العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين على شتى الأصعدة وفي كافة القطاعات، وأهمية الزيارة أكد عليها الرئيس الأرميني ووصفها بأنها حدث تاريخي .
 
الرئيس السيسي والرئيس الأرميني شهدا التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية في البلدين للتعاون في عدد من المجالات، وهي المجال العلمي والتكنولوجي، والشباب ومذكرة تفاهم للتعاون المؤسسي في المجال الاستثماري وأعقبها مؤتمر صحفي تَطرَّق خلاله الرئيس السيسي إلى عدد من القضايا الدولية والإقليمية، ذات الاهتمام المشترك سواء في منطقة الشرق الأوسط أو جنوب القوقاز، حيث تم تأكيد أهمية الحوار والتفاوض والعمل الدؤوب لتحقيق السلام الدائم والشامل والعادل، ولاستكمال مسار السلام، وتحقيق واقع أفضل وحياة كريمة للشعوب لاسيّما في المرحلة الراهنة، التي تتكبد فيها الشعوب معاناة مضاعفة على الصعيد الاقتصادي في ضوء تداعيات أزمة جائحة "كورونا" والأزمة "الروسية الأوكرانية".

علاقات تاريخية
وتعد مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أرمينيا عقب استقلالها عن الاتحاد السوفييتي، وتم التوقيع على اتفاقية إقامة العلاقات الدبلوماسية في 1992، وافتتحت السفارة المصرية في يريفان في مايو 1993، كما افتُتِحت السفارة الأرمينية في القاهرة في مارس عام 1992.
 
وتتسم العلاقات المصرية الأرمينية بخصوصية تاريخية، وعلاقات تعاوُن وثيقة وبنَّاءة، لا سيّما في ظل الجالية الأرمينية الكبيرة الموجودة في مصر.
 
وأهم ما يميز العلاقات السياسية بين البلدين هو تقدير أرمينيا لموقف مصر المحايد من نزاع "ناجورنوكراباخ".
 
ويؤدي الصندوق المصري للتعاون الفني مع دول الكومنولث دورًا مهمًا جدًّا في تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا شك أن المساعدات التي يقدمها الصندوق لها تأثير إيجابي في مواقف أرمينيا المؤيدة دائمًا لمصر في المحافل الدولية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق