عبد الفتاح على يكتب: الرئيس يجرى تغييرات سيادية قريبة.. كشفتها قمة يوم القيامة

الإثنين، 14 ديسمبر 2015 02:39 م
عبد الفتاح على يكتب: الرئيس يجرى تغييرات سيادية قريبة.. كشفتها قمة يوم القيامة

يشعر الناس بالبرد فى أغلب أرجاء القارة، لكنهم لا يدركون أن درجة الحرارة المنخفظة هذه لن تعود مرة أخرى، وأن العالم يذهب الان إلى الجحيم عمليا، وليس كتعبير مجاز يطلق بين الحين والاخر.

كل وكالات الفضاء سواء الروسية أو الأوروبية أو الامريكية، وكل مراصد التغيير المناخى ومراكز التنبؤات الجوية تؤكد بما لايدع مجالا للشك أننا نسير نحو يوم قيامة، لم تبالغ شاشات السينما فى تخيله، وان كان بعض العلماء يرون انها قد تكون أشد كارثية مما شاهدناه فى افلام نهاية الارض.

بشهادات المقربين جدا من الرئيس، فان زياة السيسى لباريس التى سبقت ثلاثية أثينا كمايحب اليونانيون أن يطلقوا على زيارة الايام الثلاثة، كانت واحدة من أفضل الزيارات الخارجية للرئيس، ليس بسبب متانة العلاقات المصرية الفرنسية فحسب، بل لأن اللقاءات الثنائية الجانبية التى شهدتها الزيارة كانت أكثر من جيدة.

وهنا تجدر الاشارة إلى الوزير سامح شكرى الذى فيما يبدو ما زال أداؤه مختوما بخاتم الجودة والدقة، لدرجة أن تفاصيل عديدة سقطت من حسابات وزارات خارجية لدول شقيقة، وقع فيها ملوكها ورؤساؤها فى مطبات دبلوماسية وبروتوكولية، تجنبناها بسبب يقظة الخارجية المصرية.

فقد نجحت المقدمة التى سبقت الرئيس لباريس فى اقتناص جناح مميز أخير فى فندق لا يمتلكه قطريون، لأن أغلب فنادق باريس باتت الان ملكية قطرية، وهو أمر قد يثير حساسيات سياسية، اذا ما نزل الرئيس ضيفا على القطريين.

لكن بجانب هذا الامر ايضا رتبت الخارجية ما يقرب من 16 لقاء ثنائيا بين الرئيس وعدد كبير من رؤساء وملوك العالم، بخلاف اللقاءات الاهم التى تمت مع المسئولين ورجال الصناعة الفرنسيين، كان الأهم لقاء الرئيس برئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس، ووزير الداخلية الفرنسى برنار كازنوف.

أهمية اللقاء مع الاول لأنه الشخصية الاقرب للترشح للرئاسة الفرنسية، بسبب الهبوط الكبير فى شعبية الرئيس فرانسوا أولاند، والتخوف من عدم قدرته على تكرار هزيمة منافسه العتيد نيكولا ساركوزى الذى وصفته الصحافة الفرنسية بأنه "تابع" قطر الوفي، نظرا لعلاقته الشخصية بالامير القطرى تميم بن حمد وبأبيه الامير السابق حمد بن خليفة، والذى كشفت الصحف الفرنسى عن تلقيه مبلغا ضخما بصفة شبه دورية يقارب 150 ألف يورو مقابل ما يسمى "محاضرات غير عادية" يلقيها بين الحين والآخر فى الدوحة أو فى باريس.

وقصة ساركوزى مع القطريين طويلة للغاية، وتفوح منها رائحة الرشاوى سواء ما يسميها الفرنسيون القانونية، وتلك التى كتب عنها بأنها منحة من "صديق وقت الضيق" مثل الملايين الثلاثة التى دفعها امير قطر ليمول صفقة طلاق ساركوزى من زوجته الجميلة سيسل.

ناهيك عن الغضب العارم بين الاوساط الشعبية الفرنسية بسبب سماح ساركوزى للقطريين بشراء نادى باريس سان جيرمان (معادل الأهلى المصرى) الذى بات رئيسه قطريًا يدعى ناصر الخليفى، الصديق الأقرب للأمير الحالى.

هذه العلاقة بين ساركوزى المرشح القوى فى الانتخابات الفرنسية المقبلة ستهدد العلاقات القوية بين باريس والقاهرة، وقد تصيب فى مقتل الصفقات المقبلة الحساسة والخطيرة، والدخول بها إلى ادراج النسيان والاهمال، لذا كان من حسن الحظ المصرى أن يدفع الحزب الاشتراكى (حزب هولاند) بورقة ترشيح رئيس الوزراء (المحبوب) ليكون بديلا اذا استمرت الشعبية المنخفضة لأولاند فترة أطول.

النتائج التى اظهرتها انتخابات المجالس المناطقية الفرنسية جعلت فرص أولاند تتضاءل، وتقوى فرص ساركوزى الذى قد يتحالف مع اليمين المتطرف (العنصري) حتى يصل على اكتافه فى الانتخابات الرئاسية المقررة فى مايو 2017 إلى قصر الاليزيه مرة أخرى، لكن غالبا ما يصطف الفرنسيون وقت الخطر ضد اليمين المتطرف، وهو ما تأمله وتتمناه الرئاسة المصرية بشدة.

صحيح أن انعقاد قمة الارض أو قمة المناخ ونجاحها فى ظل الظروف التى مرت بها فرنسا بعد أحداث 13 نوفمبر لم يصب فى صالح الحزب الاشتراكى الحاكم، وقرب اليمين المتطرف جدا من السيطرة على مجالس المناطق التى تسيطر وتتحكم فى التعليم والنقل، لكن تاريخ الانتخابات الفرنسية يقول أن الفرنسيين يحسبون جيدا خطوات من يدخل قصر الإليزيه.

قمة المناخ أو قمة المستحيلات جاءت بعد انعقاد جرى فى سنوات سابقة فى عشرين دولة لم تسفر ايا منها على نتائج حاسمة، بل جاءت جميعها بفعل وجود اليمين فى حكم أغلب بلدان العالم فارغة من المضمون، ولم تشرع أى أعباء على الدول الصناعية، ولم توقف أو تحد من الانزلاق نحو يوم القيامة.

وهى مسألة اهتمت بها مارى سارجوس رئيس مجموعة فرانس ميديا موند المالكة لشبكة فرانس ميديا موند وانعكس هذا الامر على تغطية الشبكة لمؤتمر المناخ مثل بقية القنوات الفرنسية الاخبارية، لكن سؤالا وجه اليها يبعد قليلا عن قضية المناخ يدور حول عدم حيادية تغطية شبكة قنواتها للاحداث المصرية، فكان رد فعلها بدا وكأن السؤال طرح عليها من قبل، حيث أوضحت أن لقاء مع السفير المصرى فى باريس ايهاب بدوى جرى حول هذا الأمر وأكدت فيه أنها محايدة تماما فى كل الاحداث، لكنها تملك موقفا شخصيا مؤيدا للنظام المصرى القائم.

سارجوس وعدت بمراجعة أطقم الاعداد فى قنواتها التليفزيونية الثلاث واذاعة مونت كارلو، ولم تنف وجود معدين قد يكون لهم توجهات سياسية مغايرة، رغم اتفاقية تبادل البرامج التى وقعتها مع المؤسسة الاعلامية القطرية قبل اسابيع من قمة الارض.
حتى هذه اللحظة لم يحسم الخبراء السبب الرئيسى وراء التغيير المناخى الكارثى الحاصل على كوكب الارض، فهناك قوى "محافظة" (أغلب دول الخليج، الحزب الجمهورى الامريكي) تدعم الاتجاه بأن التغيير الحاصل سببه دورة طبيعية للحياة على كوكب الارض مثلما حدث فى بداية القرن حيث بدأت درجة الحرارة فى الانخفاض لمدة اربعين سنة (من الاربعينيات حتى السبعينيات) لدرجة أن الخبراء وقتها ظنوا أن العالم مقبل على عصر جليدى جديد، وخلال عشر سنوات تالية استقر المناخ قبل أن تنقلب الاية لارتفاع متدرج فى الحرارة، وصلنا الآن إلى قمته.

نفس القوى المحافظة تدعم وتمول الرأى الثانى الذى يدفع بأن سبب الظاهرة يرجع إلى زيادة فى نشاط الشمس نقلت الحرارة رياح شمسة قوية إلى الارض.

لكن قوى الخضر والسلام الاخضر والاشتراكيين والتقدميين كانوا يدفعون بقوة نحو الرأى الثالث (الارجح) وهو أن الانسان عاث فى الارض فسادا وخرابا وتلويثا، ودللوا على ذلك بحجم الانبعاثات التى نتجت عن استخراج الفحم من الارض واستخدامات النفط والقمامة وعوادم المصانع والسيارات والتكييفات.

انصار الرأى الثالث هم الآن المسيطرون على الحكم فى الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والصين وباستثناء ألمانيا التى يحكمها حزب محافظ على قمته انجيلا ميركل ابنة أبوين اشتراكيين حتى النخاع، وبدا من سياستها ميلا كبيرا نحو الاشتراكية.
هؤلاء دعموا بقوة الرأى الثالث، خاصة انه اكثر منطقية والاكثر استنادا إلى الدراسات والمعلومات، والذين توقعوا فناء ربع المخلوقات الحية من نبات وحيوان على سطح الارض وان مليارات من البشر سوف يدفعون الثمن باهظا من حياتهم ورفاهيتهم وأمنهم واستقراراهم بحلول عام 5050 وأن ما يقرب من مليون نوع سوف ينقرض كما الديناصورات.

على بوابة مؤتمر المناخ تستقبلك فتاة أو شاب ويطرحون عليك سؤالا، من أين جئت، فقلت لهم من القاهرة، فأمسكوا بجهاز صغير أقرب إلى الألة الحاسبة، ثم نظروا إلى وقالوا لقد ساهمت بتلوث البيئة بنسبة "كذا" لأنك ركبت طائرة استهلكت وقودا يضر البيئة طارت على مسافة خمسة آلاف كيلو متر، من فضلك استخدم فى المرة القادمة طائرات تستهلك وقودا يحافظ على البيئة.

وفى أجنحة الدول المشاركة هناك جناح للجزر التى سوف تختفى خلال عشرين سنة، اغلبها يقع فى المحيط الهادى والاطلنطى بسبب ارتفاع منسوب مياه المحيطات والبحار، ويقابلك هناك ثلاث فتيات يرتدين ملابس فرنسية انيقة، يعرضن عليك زيارة عشرين مزارًا سياحيًا بسرعة، لأن هذه الزيارات سوف تقصها على احفادك الذين لن يكتب لهم رؤيتها، لأنها ستختفى قريبا.

أهم هذه المزارات الحيد المرجانى العظيم فى استراليا ومدينة البندقية فى ايطاليا، البحر الميت فى الاردن، الحديقة الجليدية فى امريكا، ارخبيل جزر المالديف الذى يضم 1200 جزيرة اختفى منها بالفعل 14 حتى الآن فى المحيد الهندى، وجزر سيشيل الافريقية، وجزر المجدلية الكندية وثلوج ولاية ألاسكا الامريكية، والنهر الجليدى العظيم فى كندا.

فى فرنسا، احترم الخبراء جدا، مبادرة الحكومة المصرية للطاقة الجديدة والمتجددة والتى تستهدف اضافة 10 جيجا وات فى المرحلة الاولى خلال خمس سنوات و300 جيجا وات فى خمسة وعشرين سنة، وأشادوا بدور وزير البيئة خالد فهمى فى هذا الامر.

فى الحقيقة لم أكن متابعا لهذه المبادرات، لكنى اندهشت من دراية المستقبلين للوفد الاعلامى المصرى فى مؤتمر المناخ بكم من المعلومات عن استخدامنا لامكانياتنا (المتواضعة) وتحقيق هذه المبادرة (الطموحة).

قالت لى إحدى المستقبلات نحن نتفهم بالطبع انشاء المحطة النووية فى الضبعة ، لكننا ندعم أكثر مشروعات الطاقة البديلة فى بلد يعانى من فقر كهربائى مثل مصر، لم تأخذوا خطوة المحطة النووية إلا عندما وجدتم بلادكم فى مهب الريح، بينما دول كبيرة مثل فرنسا وألمانيا الولايات المتحدة الامريكية والصين انجرفوا بقوة نحو الطاقة غير المتجددة رغم أن لديهم الامكانيات لفعل هذا، نحن نحيكم على هذه الخطوة المحبة للبيئة.

زيارة الرئيس لفرنسا، كشفت أن تغييرا كبيرا سيجرى فى مؤسسات ووزارات سيادية، وأن شخصيات كانت مقربة جدا من الرئيس ويعتمد عليها فى أمور كثيرة، ابتعدت قليلا عن الرئيس، وقد تبتعد أكثر بقرار جمهورى بعد الاستقرار على البديل الذى لم يعد بعيدا على الاطلاق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة