قرى المنيا.. بوابة الهجرة إلى إسرائيل

الأحد، 13 ديسمبر 2015 03:53 م
قرى المنيا.. بوابة الهجرة إلى إسرائيل
ماهر مندى

«لا تصالح ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى؟ هي أشياء لا تشترى».. صرخة أطلقها الشاعر الراحل أمل دنقل في وجه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، اعتراضًا على توقيع اتفاقية السلام ورفضًا للصلح مع الصهاينة، لكن صرخة «دنقل» على ما يبدو ضاع مفعولها أمام الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانى منها الشباب في محافظات الصعيد التي لا تحظى باهتمام من الحكومة المصرية والتي دفعت البعض إلى الهجرة إلى إسرائيل بحثًا عن لقمة عيش مسمومة مخلوطة بدماء أطفال غزة.

ففى محافظة المنيا هناك قرى فر شبابها إلى تل أبيب هربا من ضيق العيش وتركزت وقائع الهجرة في 3 قرى هي «منهرى» التابعة لمركز أبوقرقاص و«البرشا» و«دير أبوحنس» التابعتين لمركز ملوى.

3 طرق للسفر إلى تل أبيب
« عزت - م» أحد الشباب الذين سبق لهم السفر إلى إسرائيل يروى كيفية الوصول إلى تل أبيب قائلا: «لا أحد يستطيع أخذ تأشيرة مباشرة للسفر إلى إسرائيل لكن هناك طرقا غير مشروعة للسفر منها استخراج جواز سفر إلى «إيطاليا»، أو قبرص، وتلك الدول تعتبر بمثابة «حلقة الوصل» بين مصر وإسرائيل أو كما نسميها محطة ترانزيت وبعدها يتم حجز تذكرة سفر إلى تل أبيب.
والراتب 4000.

وأضاف: «السفر عبر الطيران مكلف للغاية وتصل تكلفته إلى أكثر من 70 ألف جنيه حتى تصل إلى إسرائيل، لكن هناك طريقة أقل تكلفة وأكثر خطورة وهى السفر عبر «الأنفاق «، فهناك عرب سماسرة في سيناء كانوا موجودين أيام الرئيس المعزول محمد مرسي، ويشتهرون باسم «سماسرة الرمال»، وهم من يقومون بتهريب من يريد السفر إلى إسرائيل إلى القدس ومن القدس إلى تل أبيب، وذلك يكلفنا القليل لا يزيد على 1500 دولار، ولابد أن تكون العملة دولارات وليس بالجنيه المصري، ولكن تلك الطريقة توقفت بعد سيطرة الجيش على الحدود».

2000 شيكل شهريًا لـ«عامل البناء»
ويقول أحد الذين سافروا إلى تل أبيب وقضى هناك فترة لكنه رفض ذكر اسمه: «المرتبات هناك حسب المؤهلات وهما مرحبين بينا تخيل العامل هناك بياخد 2000 شيكل بما يعادل 4000 جنيه مصري، فما بالك بأصحاب المؤهلات.. عامل البناء أو صاحب صنعة مثل «النقاش» يتحصل شهريًا على راتب يزيد على 4000 جنيه.. واستكمل حديثه قائلا: «330 يوما تعلمت فيهم جملة واحدة (أنا أعمل عامل بناء)، ليستقبلوك بالترحاب، زى ما تقول كده عاوزين يرجعوا العلاقات المصرية بس عن طريق المهجر ويقولوا للعالم إن فيه مصريين هنا وبيتعاملوا أحسن معاملة».

«إسقاط الخدمة العسكرية»
تحدثنا مع عمدة القرية مرجان القمص ميخائيل، والذي أكد أن عدد الشباب الذين سافروا لإسرائيل ارتفع في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي»، ويضيف: «لم يكن الهروب من ضغوط الحياة فقط، هو سبب هجرة الشباب، بل تأتى رغبة الهروب من التجنيد ضمن أسباب السفر لإسرائيل، فبمجرد وضع قدميك على أراضي تل أبيب تسقط الخدمة العسكرية عنك ولا تقبل القوات المسلحة تجنيدك ضمن صفوفها».

رحلة العودة تستغرق 15 يومًا
أحد المسافرين لإسرائيل أكد أن طريق العودة إلى الأراضي المصرية عقب خروجهم من تل أبيب تختلف عن طريقة الدخول، فيقوم القادم من تل أبيب بأخذ تأشيرة الخروج من إسرائيل إلى اليونان وتستمر مدة السفر إلى اليونان « ساعتين « وعند الوصول إلى الأراضي اليونانية، يتم تمزيق جواز سفر صاحب التأشيرة الصهيونية، ويقوم صاحب الجواز الممزق بالبدء في استخراج جواز جديد، وتلك الإجراءات تستغرق على الأكثر 15 يوما، ويدخل القاهرة بجواز سفر دون أي تأشيرات «إسرائيلية»، ويلجأ العائدون من تل أبيب، إلى هذه الحيل عقب هدم جميع الأنفاق في سيناء، بالإضافة إلى الابتعاد عن تحقيقات جهاز الأمن الوطني عقب وصولهم إلى مطار القاهرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق