بالصور..طلاب المدارس الفنية بين الواقع والمأمول..يوسف:بقالي سنتين في المدرسة ومش فاهم حاجة..ياسر:معايا دبلوم تجارة ومبعرفش أحسب علي الألة الحاسبة.. إدارة التعليم الفني: الإعلام لازم يتدخل في حل الأزمة

الإثنين، 18 أبريل 2016 01:15 ص
بالصور..طلاب المدارس الفنية بين الواقع والمأمول..يوسف:بقالي سنتين في المدرسة ومش فاهم حاجة..ياسر:معايا دبلوم تجارة ومبعرفش أحسب علي الألة الحاسبة.. إدارة التعليم الفني: الإعلام لازم يتدخل في حل الأزمة
أحمد رمضان

"صايع ومش بتاع تعليم" هذه بعض الألقاب التي يطلقها المجتمع علي كل شاب يختار التعليم الفني سواءًا بإرادته أو بسبب قلة درجاته في المرحلة الإعدادية، حيث يري الناس أن الطالب بمجرد دخوله في أحد المدارس الفنية سواءًا الصناعية أو التجارية فهو بذلك قد سلك طريق الفشل والضياع.

لكن في الحقيقة ما لا يعلمه الكثير من الأشخاص أن المدارس الفنية وخصوصًا الصناعية هي من أهم صروح التعليم في أوروبا والدول المتقدمة، ولنضع أعيننا علي بلد متقدم كألمانيا، تلك البلد الرائدة في مجال الصناعات والتطور العلمي، سنري أنها تهتم بشكل كبير بالتعليم الفني بل تضعه في المقام الأول في أولوياتها التعليمية، الأمر الذي يجعلنا ننظر للتعليم الفني شكلًا "الصوره النمطية له بين المجتمع" ومضمونًا "أهم ما وصل له من إنجازات وتطورات"،فكان لنا أن نرصد حياة طالب التعليم الفني لنري كيف هو واقعه وما نحتاج تغييره ليكون مستقبله أصح.

" بننزل الورشة عشان نكنسها أو نسقي الزرع" قالها الطالب محمد خالد الطالب بإحدي المدارس الفنية الصناعية متهكمًا علي الوضع الحالي لمستوي التعليم في مدرسته وباقي المدارس الصناعية، وأكمل أن التعليم النظري أيضًا غير صحيح فكثير من المُعلمين، يتناسون واجبهم الحقيقي تجاة الطلبة وهو تعليمهم ويتذكروننا فقط، في الدروس الخصوصية وهي الأخري لا يوجد فيها ما يسمن من العلم فهي تتلخص في "كبسولة النجاح" تلك "الملزمة" التي يضع فيها المدرس الإمتحان إذا كانت السنة الأولي أو الثانية في المدرسة، أما السنة الثالثة والأخيرة فتكون كلها مبنية علي الإستنتاجات والتنبؤات بالإمتحان التي تضعه الوزارة،وإذا كانت هذا أو ذاك ففي النهاية تكون الإمتحانات في اللجان قائمةعلي نظام "الحل الجماعي وكله بالحب".

"بقالي سنتين في المدرسة..ومش فاهم حاجة" علي لسان يوسف مبروك أحد طلاب التعليم الفني،مكررًا لما قاله زميله محمد خالد بل ويزيد بأن محصلة التعليم لديه بعد سنتين من الدراسة في المدرسة 0%،وأن كثير من الطلاب لا يرون أهمية في التعليم الفني إلا أنه ينتقص من سنوات الخدمة العسكرية "الجيش" سنة".

مصطفي علي:"عايز أتعلم بجد..بس محدش بيساعدني" وهو طالب بمدرسة عين حلوان الصناعية بسنته الأخيرة،وأنه يبحث عن من يأخذ بيده ويتعلم مدرسًا أو حتي طالبًا ولكنه لم يجد.

"أنا بحضر أول حصة بس وبمشي عشان الغياب" أحمد عبد الرحمن طالب بأحد المدارس الفنية،وأكمل بأن حضوره المدرسة اليوم فقط لكي يسجل نفسه في "دفتر الحضور" وبعد التسجيل تجد الفصول خاوية من الطلاب وبين (الهروب من على سور المدرسة، والخروج من بابها) تكمن رحلة الخروج من المدرسة.

"كل مدرس وله سعره من 100 لـ200 جنية في المادة" فايز.أ أحد الطلبة بمدرسة فنية للنسيج،وأكمل بأن العادة في المدارس الفنية هي أن "تشخلل جيوبك" لكي تنجح وأيضًا تحصل علي أعلي الدرجات،ولكي يسمح لي المدرس بالـ"الكت" من المدرسة يجب علي أن أحضر له "وجبة الإفطار"،وعن رحلته بعد الخروج من المدرسة يقول أخرج مع أصدقائي للجلوس علي المقهي وشرب السجائر.

"معايا دبلوم تجارة..ومش بعرف أحسب علي الألة" ياسر أحد خريجي المدارس الفنية التجارية،موضحًا أنه لم يتعلم الكثير من المدرسة،فقد كانت الدراسة "بلا دراسة" أذهب يوميًا للمدرسة بلا مدرسين وإن وجدوا يمتنعوا عن التدريس لنا إلا من رحم ربي،وأيضًا يجب علي الإلتحاق بالدروس الخصوصية لهم حتي أنجح.

"باب المدرسة مفتوح 24 ساعة" محمد أحمد طالب بمدرسة فنية بإمبابة،وأن سور المدرسة قصير للغاية ولا يحتاج "للقفز"،ونخرج وقتما نشاء.

في نفس السياق قال الأستاذ رفعت فتحي مدير إدارة التعليم الفني بحلوان، إن الوزارة وحدها لن تستطيع تطوير وتوفير الإمكانيات اللازمة للتعليم الفني، مؤكدا أن هناك بدائل وهي توقيع البروتوكولات والأنشطة المتبادلة بين وزارة التعليم الفني والتدريب والجهات المتفيدة كالمصانع والشركات الإنتاجية، وأهم مثال ناجح لدينا هو البروتوكول الموقع بين وزارة التعليم الفني ووزارة الإنتاج الحربي.

وتابع: "العلاقة بين الطالب والمدرس تحتاج إصلاح جذري" فالأحداث الراهنة تثبت وجود فجوة كبيرة بين الطالب والمعلم ويجب أن يتدخل دور الأخصائي الإجتماعي بقوة في تسوية نفس الطالب وأيضًا المعلم،وأن يتم تغليظ العقوبات للطالب الذي يتعدي علي معلمه حتي لا تضيع هيبة المعلم".

وقال "الناس فاهمة التعليم الفني غلط" فكل أسرة يدخل أحد أبنائها قطاع التعليم الفني ينظر له الكثيرين بنظرة أقل بكثير من قرينه الذي إلتحق بالثانوية العامة مما يحبط الطالب ويدمره نفسيًا ويجعله غير قادر علي التعليم أو الإنتاج،التعليم الفني هو عصب الصناعات والبلاد المتقدمة تهتم به أشد إهتمام لأنهم يعرفون قدره جيدًا.

وأختتم "الإعلام لازم يتدخل بقوة في حل المشكلة" فالإعلام طرف أساسي في حل المعادلة فإذا نظرنا إلي إمتحانات الثانوية العامة وتوقيتها وتزامنها مع إمتحانات الثانوية الفنية تجد زخمًا وتدفق كبير من الأخبار الخاصة بالثانوية العامة سواءًا علي شاشات التليفزيون أو الوسائل المطبوعة الأمر الذي يؤدي إلي إحباط طلاب المدارس الفنية ومدرسيها لإحساسهم بالإقصاء والتدني بين المجتمع".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة