محمد كامل فى حوار خاص لـ«صوت الأمة»..«داعش»يخطط لدخول أثيوبيا وكينيا ونيجيريا.. تحالف تنظيم القاعدة وداعش مستحيل.. التدخل العسكري تجاه الأرهاب لا يكفي..وشباب الجماعة تتجه لفكر للقاعدة

الثلاثاء، 09 فبراير 2016 12:36 م
محمد كامل فى حوار خاص لـ«صوت الأمة»..«داعش»يخطط لدخول أثيوبيا وكينيا ونيجيريا.. تحالف تنظيم القاعدة وداعش مستحيل.. التدخل العسكري تجاه الأرهاب لا يكفي..وشباب الجماعة تتجه لفكر للقاعدة
داعش
أحمد السيد

تزايد نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مما شكل تهديد كبير على الدول بالمنطقة، ليكتسب كل ما يتعلق به أهمية خاصة، زاد منها خطط التنظيم للتمدد في عدد من الدول العربية والأفريقية، وفي هذا السياق كان لـ«صوت الأمة» هذا الحوار مع الدكتور محمد كامل الخبير في شئون الحركات والجماعات الإسلامية المسلحة، ليوضح مخططات التنظيم في المرحلة المقبلة ويكشف مواطن خطورته.
محمد كامل في حوار خاص يكشف فيه خبايا الجماعات الإسلامية المسلحة التي تهدد العالم الأن، ويضع روشتىة مواجهة تلك التنظيمات والجماعات.. فإلى نص الحوار.

بداية لما يكره تنظيم «داعش» هذا الاسم؟
تنظيم الدولة الإسلامية يكره تسميته المتداولة إعلاميًا بــ«داعش»، لأن الكلمة مشتقة من مرحلة انتهت بالنسبة للتنظيم حينما أعلن إمتداده من العراق إلى الشام، وتغير إسمه إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام، ليطلق عليه إختصارًا «داعش» بأخذ الحرف الأول من كل كلمة بالأسم الجديد، أو «isis» باللغة الإنجليزية للمعنى نفسه، إلا أنهم يرفضون تلك التسمية لأسباب منها أنهم يرفضون نسبهم إلى كل ما هو غير إسلامي، وثانيا أنهم حاليا في مرحلة «الخلافة العالمية».

كيف ترى مستقبل التنظيم في ضوء الأحداث الحالية؟
فيما يخص مستقبل التنظيم يجب أن ننظر إلى الماضي، فـ«داعش» هو أحد الحركات المنبثقة عن تنظيم القاعدة، التاريخ القريب جدا يقول أن الجهود التي نتجت عن محاربة القاعدة وطالبان، أسفرت عن إمتداد القاعدة من أفغانستان إلى دول أخرى منها دول عربية، وصناعة وليد أكثر وحشية منها هو «داعش»، حتى طالبان رغم أنها حركة إسلامية قومية تندرج تحت الجهاد القومي، وليس الجهاد العالمي فإنها انتشرت في أفغانستان وباكستان وغرب ووسط أسيا.

تريد أن تقول أن داعش مستقبلها كبير؟
لا، أريد أن أوصل نقطة في منتهى الخطورة وهي المواجهات العسكرية فقط ضد التنظيمات الإرهابية دون اعتماد وسائل أخرى، سيكرر نفس التاريخ، وستتمدد داعش كما تمددت القاعدة، فمن الغباء أن تتكرر نفس الأسباب وتنتظر نتائج أخرى.

هل تنظيم داعش تنظيم تكفيري؟
تنظيم داعش نفسه اعترف أنه يضم عناصر تكفيرية، وأخرج إصدارات بذلك، وكان يتهلل بها، ويفتخر التنظيم بقتل بعض من أعضائه بتهمة التكفير، وعلى كل فإن معظم جماعات الإسلام السياسي التي تنتهج العنف لا تخلو من غلو، يصل في أحيان كثيرة إلى التكفير، وسبب التكفير الاستحلال، فهو سبب هام للقتال وتنفيذ عمليات جهادية واستشهادية وانغماسية، ولا يخلوا تنظيم داعش من تكفير واضح وصل بالفعل لبعض قياداته وأمرائه في أماكن يسيطرون عليها، ولا يستطيع أن ينكر ذلك.

أين ذهب تنظيم القاعدة، ولما ضعفت شوكته من وجهة نظرك؟
لم يذهب، إنه ما زال موجودا في صورتين، صورة شديدة متوحشة شرسة، هي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والصورة الثانية، امتداداته في دول عربية وإسلامية، كما قلنا سابقا، فالقاعدة تحولت نتيجة العمليات العسكرية عليها إلى مجموعة "قواعد" ذلك أمر طبيعي، لأنها تتبنى الجهاد العالمي، وطالبان ذات العقيدة القومية، المخصصة لأفغانستان فقط، تحولت بعد الضربات العسكرية عليها إلى أكثر من تنظيم.

هل تتوقع أن تتحالف القاعدة مع داعش؟
لن يحدث أبدا، لو كان زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن حيا يرزق، لكنت وجدت إلى جواره زعيم داعش أبو بكر البغدادي، أما الدكتور أيمن الظواهري، الزعيم الحالي لتنظيم الدولة الإسلامية، رغم الوفاق الذي بدأ في بداية توليه إلا أن العديد من القضايا الشائكة بين "داعش" وقاعدة "الظواهري" زادها وجود الظواهري نفسه، منها الموقف من الشيعة وإيران، ما وضحته رسالة الناطق باسم داعش أبي محمد العدناني، عذرا أمير القاعدة، إضافة لموقف الظواهري في سوريا من جبهة النصرة وصراعها مع داعش، الذي فضل الظواهري أن يكون فيه كما يقول الجهاديين، قومجيا على أن يكون جهاديا.

هل شباب الإخوان في مصر أصبحوا بذرة جديدة لداعش في المنطقة؟
العديد من شباب الإخوان أصبحوا أكثر عنفا وأميل لمنهج القاعدة الحالي منه إلى منهج داعش، لا سيما وجود قوي للقاعدة في ليبيا والسودان، القليل من شباب التنظيم يؤمن بداعش، وإن كان معظم الشباب يرحبون بعملياتهم.

أي المناطق التي تستهدفها داعش بعد الانتهاء من سوريا وليبيا والعراق من وجهة نظرك؟
داعش يستهدف "العالم" دون استثناء، يروج لذلك بين أعضائه وبين أنصاره وفي خطاباته كلها، إنه يصدر نفسه بأنه التنظيم الذي أعاد الخلافة، وعلى المستوى القريب، هناك نشاط كبير للتنظيم في أفريقيا، تحديدا نيجيريا التي بها نسبة كبيرة مسلمة، وتشهد نشاط إيراني متزايد لتشييع المسلمين السنة هناك، ما يجعل نيجيريا البلد الأكثر تشابها مع العراق من ناحية الظروف وانتشار داعش، وكذلك الدولة المرشحة مستقبلا لانتشار داعش على عكس ما هو متوقع أثيوبيا، وحاليا يحاول التنظيم إيجاد موقع قدم له بقوة في كينيا.

الذئاب المنفردة.. كيف تقيم خطورتها وكيف على الدول مواجهتها بعد أحداث باريس الأخيرة؟
الذئاب المنفردة، استراتيجية جهادية تعرف باسم "مؤمن آل فرعون" والذي طورها تنظيم داعش، ليصبح كل شخص يناصر داعش ذئبا منفردا، عند الحديث عن الذئاب المنفردة فإن الأمر مقلق، كثير من الدوريات الداعشية والقاعدية، توجه لتلك الاستراتيجية، وتعلم كيفية أن تكون ذئبا منفردا، الحل في ذلك يجب أن يكون عقدي، لأن لا تعلم من هو الذئب المنفرد الذي ينفذ عملية واحدة وليس له خلفية جهادية يمكن تتبعها، فالأسلم أن يكون هناك حل عقائدي يشترك فيه الأزهر مع العلماء الوسطيين، لتحصين شبابنا من ذلك الفكر وتفنيده والرد عليه.

كيف يمكن إنقاذ مصر من مستنقع العنف الذي بدأ يطل بوجهه القبيح مؤخرا؟
لا يتنشر الإرهاب إلا في الدول الاثنينية، التي بها ازوادجية في التعامل مع المواطنين، وحدة المصريين ويقظة الحكومة والشعب، وعمل الأزهر إلى جوار رجال الأمن كفيل بالقضاء على أي عنف.

مخطط يدعى الاحتواء الكبير، جنسيته أمريكية، هدفه إشعال الحرب بين السنة والشيعة.. هل تتوقع حدوث تلك الحرب فعليا بعد تدشين التحالف الإسلامي العسكري وماذا ستكون تبعاتها من وجهة نظرك؟
لن تحدث حربا على المستوى الواسع بين القطبين السني والشيعي، الشيعة لا يجيدون الحرب المباشرة مع السنة ولا يفضلونها لا سيما وأن السنة أغلبية، وعلى رأس الشيعة إيران التي ترغب في تصدير ثورتها، عقيدة التقية ليست فقط في أفراد الشيعة بل في أكبر دولة شيعية، ستظل إيران في محاولات إشعال الدول داخليا وتصدعها، لتفتيتها أما حرب مباشرة فإن رغبوا في ذلك فأمر بالنسبة لهم بعيد المنال.

في ظل النفوذ الداعشي في بعض المناطق هل تتوقع ظهور جماعة شيعية بنفس القوة تصنعها إيران لمواجهة هذا التنظيم؟
بالفعل هناك جهود إيرانية على الأرض يقودها الحرس الثوري الإيراني في العراق بقيادة ميلشيات شيعية منذ ميشليا بدر وحت الحشد الشعبي وكلها ميلشيات فاشلة ضد داعش، وإن كانت تحقق جزء أخر، بحجة محاربة داعش، وهو محاربة السنة وتهجيرهم قسريا وأحيانا إبادتهم كما حدث في بعض قرى العراق، كما أن الحرس الثوري الإيراني الذي يقود ميلشيات شيعية في سوريا موجود بكثرة بعض هذه الميلشيات من شيعة أفغانستان والهند وباكستان.

كيف تقيم تيار الإسلام السياسي المصري وما هو مستقبله في ظل الخلافات الحالية التي ضربت أعتى جماعاته وهي جماعة الإخوان المسلمين؟
تيار الإسلام السياسي في مصر في محنة كبيرة، أصعب من المحنة التي تعرض لها في عهد الملك فاروق والحل الأول لجماعة الإخوان، أو المحنة التي تعرض لها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومن أهم أسباب المحنة، أنهم "فشلوا" في حكم بلد المنشأ بالنسبة لتيار الإسلام السياسي، وخطورة المحنة تتمثل في الصراع الداخلي في تيار الإسلام السياسي أكثر من الضغوط الخارجية.

هل يعود الإسلاميين لحكم مصر؟
ليس في القريب العاجل.

بعد تهديدات داعش للخليج.. هل التحالف الإسلامي قادر على كبح جماح داعش هناك؟
العمليات العسكرية وحدها لا تكفي جماح أي تنظيم إرهابي، بل تزيد من انتشاره، وتصنع من أعضائه أبطال وشهداء، يجب أن يكون هناك حلا فقهيا ودينيا وعقديا ومواجهة شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الانترنت المظلم والمساجد والمحافل الدينية، يجب أن يكون مواجهة الإرهاب فكريا مشروعا قوميا لكل دولة.

هل تتوقع أن يبدأ داعش عملياته ضد العامة لتحقيق نتائج أقوى وأكبر في ظل الانتباه الأمني العربي الحالي؟
بالفعل بدأ داعش عملياته ضد العامة، في مصر مثلا حينما استهدف أحد وحدات الأمن المركزي في العريش لم يردعه وجود مدنيين ما أدى لسقوط أطفال، وإن كانت بعد أذرع التنظيم ترفض حتى الآن العمليات ضد العامة، ولكن فرع آخر يرى العامة أو الشعوب كافرة لاحتكامها إلى حكوماتها التي هي كافرة أيضا، فداعش ليس تيار واحد بل عدة تيارات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق