تغير المناخ يقوّض الآمال المعقودة على مشروع السدّ الكبير في زيمبابوي

الأربعاء، 03 فبراير 2016 10:27 ص
تغير المناخ يقوّض الآمال المعقودة على مشروع السدّ الكبير في زيمبابوي

أشارت تقديرات فنية إلى ان امكانية ارتفاع الطاقة المتولدة من مشروع محطة طاقة سدّ "باتوكا جورج" المبني على نهر زامبيزي، لتصل إلى 400ر2 ميجاوات من الكهرباء بدلا من 600ر1 كانت جميعها بمثابة توقعات أولية، غير أن انقطاعات الكهرباء جرّاء انخفاض مستويات المياه جددت المخاوف بشأن آثار تغير المناخ على السدود الكبرى.

وقد عمدت مصلحة الكهرباء في زيمبابوي مؤخرا إلى زيادة عدد ساعات انقطاع الكهرباء في أنحاء البلاد إلى 20 ساعة يوميا، وتعتمد زيمبابوي منذ سنوات على الطاقة الكهرومائية، كواحدة بين عدد من الدول الإفريقية المعولة على تلك الطاقة في تحفيز النمو الاقتصادي، ويتجلى ذلك عبر العديد من السدود المتكلف بناؤها مليارات الدولارات لتوليد آلاف من قدرات الطاقة بالميجاوات.

وعلى الرغم من أنه حتى الآن لم يوضع بعد جدول زمني لمواعيد بناء سدّ باتوكا جورج المتكلف 3 مليارات دولار من حيث موعد البدء، وأن العائد الاقتصادي من ورائه لن يُتحقق إلا بعد عقد من بنائه – على الرغم من ذلك إلا أن السد سيضيف طاقة تعتبر زيمبابوي في أشد الاحتياج إليها حيث يقف حجم الطاقة المنتجة حاليا عند نحو 600ر1 ميجاوات فيما تحتاج البلاد نحو 200ر2 ميجاوات.

ويقول مسئولون إنه بإنجاز محطة باتوكا لتوليد الكهرباء، فإن زيمبابوي ستكون دولة مصدرة للكهرباء، لكن أزمة الطاقة الواقعة منذ فترة طويلة قد أوقفت التوسع الاقتصادي وتسببت على أرض الواقع في الإغلاق القسري لشركات كبرى، من بين هذه شركة "سيبل كيميكالز" التي أزيحت من على الشبكة الوطنية فيما قال عنه وزير الطاقة صامويل أوندنج إنه يأتي في إطار جزء من استراتيجية قصيرة المدى لتوفير الطاقة لقطاعات أخرى.

غير أن قطْع الكهرباء قسرا وتوقف العمل في شركة المخصبات الوحيدة في البلاد تسبب في تسريح أكثر من 500 موظف، بحسب مسئولين.

وبحسب الوزير أوندنج، فإن نسبة 80 بالمائة من زيمبابوي لا تحصل على كهرباء، وإن محطة باتوكا جورج للطاقة الكهرومائية، التي هي مشروع مشترك مع دولة زامبيا، والتي ستسحب مياه من نهر زامبيزي العابر لثماني دول- من المتوقع أن تسهم هذه المحطة بنصيب وافر في إنتاج الكهرباء وتوفيرها لمناطق ريفية نائية في زيمبابوي.

ويعزي الوزير أوندنج تناقص أحجام الطاقة في البلاد إلى تناقص منسوب المياه في النهر بسبب التغيرات المناخية ومعدلات هطول الأمطار في دول المنبع.

ويحذر باحثون من منظمة إنترناشيونال ريفرز المعنية بأحوال الأنهار حول العالم وكيفية استفادة المجتمعات المحلية منها – من أن مشاريع السدود الكبرى قد تمسي عديمة الجدوى على المدى البعيد بسبب التغير المناخي ونقص منسوب مياه الأنهار.

وعليه، فإن الأفضل هو بناء السدود الأصغر لإنتاج محطات توليد كهرباء محلية، لكن حتى السدود الصغرى يتكلف بناؤها أموالا تفتقر إليها زيمبابوي.

وكانت وزارة المناخ، العام الماضي، قد أعلنت أن البلاد ستمضي قدما في بناء المزيد من السدود لتخفيف آثار التغير المناخي. وفي الوقت ذاته نصحت الوزارة كبار الشركات الصناعية المستهلكة للكهرباء ببناء محطات توليد كهرباء خاصة.

وفي ظل غياب هذه المحطات الخاصة التي نصحت بها الوزارة، فإن سدّ باتوكا جورج يعتبر الحل النهائي لمشكلة عجز الطاقة القائمة منذ فترة طويلة، على الرغم من التحذيرات من أن المشروع قد يواجه مشكلات ناجمة عن عدم تعاطيه مع مسائل تتعلق بالمناخ في المستقبل.

ويقول بيتر بوسهارد، المدير التنفيذي المؤقت لمنظمة إنترناشيونال ريفرز، إن حوض نهر زامبيزي، الذي هو موقع سدّ باتوكا جورج، يتعرض لمناخ هو أحد أكثر المناخات تغيرًا في العالم؛ مما يزيد من مخاطر الطاقة الكهرومائية للسدّ.

فيما حذرت "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة" من أن نهر زامبيزي قد يعاني أسوأ آثار ممكنة بين أحد عشر من أحواض الأنهار الرئيسية في أفريقيا.

وتقدر العديد من الدراسات انخفاض معدل التدفق في نهر زامبيزي بنسبة تترواح بين 26 إلى 40 بالمائة بحلول عام 2050. وعلى الرغم من تلك التوقعات الخطيرة، فإن سدّ باتوكات جورج غير مُعدّ للتعاطي مع مخاطر تغير المناخ.


 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق