بمشاركة 189 دولة.. مصر تشارك في وضع رؤية لمكافحة الفساد.. وغادة والى تشكر الدولة لعقد المؤتمر رغم التحديات العالمية
الإثنين، 13 ديسمبر 2021 06:13 م
تشهد مدينة شرم الشيخ أحد أهم الأحداث والمؤتمرات العالمية في الفترة من 13 إلى 17 ديسمبر، حيث يعقد مؤتمر " مكافحة الفساد " ويترأسة اللواء المهندس حسن عبد الشافي، رئيس هيئة الرقابة الإدارية في مصر بحضور عدد من المسؤولين الدوليين والدكتورة غادة والى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 2700 شخصية دولية من مختلف انحاء العالم.
المؤتمر سيضع أجندة الأعمال الدولية لمكافحة ومنع الفساد خلال السنوات القادمة وستعزز الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد الجهود المبذولة لاستعادة الأمانة العامة، وتعزيز التنمية المستدامة، والتعافى بنزاهة من جائحة كوفيد-19 ، وضمان الاستقرار الاقتصادى والسياسى ووضع اجندة الاعمال الدولية لمكافحة الفساد خلال السنوات القادمة.
الدكتورة غادة والى، وكيل أمين عام الأمم المتحدة ومدير برنامج الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، أكدت إن مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد هو محفل دولي له "أهمية فريدة"، لافته إلى أن هذه الاتفاقية هي الصك القانوني الدولي الشامل الوحيد في مواجهة الفساد الذي يهدد أمن الدول ويعرقل جهود التنمية المستدامة حول العالم.
وأشارت والى إلى أنه قد وصل عدد الدول الأعضاء في الاتفاقية إلى 189 دولة، أي أن أغلب دول العالم قد صدقوا على التزامهم بهذه الاتفاقية، وهو ما يضع مسئولية خاصة على مؤتمر الدول الأطراف، لاسيما في هذه اللحظة الفارقة التي يواجه فيها العالم تحديات هائلة وكذلك فرصاً كبيرة في مجال مكافحة الفساد.
وأضافت المسؤولة الأممية إن هذه الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف تحظى بأهمية استثنائية، فالعالم في أمس الحاجة لمبادئ الشفافية والنزاهة للتعافي من أزمة "كوفيد" بشكل عادل ومتساوٍ، دون إقصاء أحد، فقد تحولت الجائحة من أزمة صحية عالمية إلى أزمة اقتصادية واجتماعية.
وقالت المسؤولة الأممية " إن هذه الدورة تختتم عاماً شهد عقد الجلسة الخاصة الأولى في تاريخ الجمعية العامة للأمم المتحدة حول موضوع مكافحة الفساد، ومن ثم يقع على هذا المؤتمر مسئولية متابعة تنفيذ وتفعيل مخرجات هذه الجلسة التاريخية".
وأوضحت غادة والى " تعقد هذه الدورة في ظل تحدياتٍ استثنائية تفرضها علينا الجائحة، وهنا أود أن أعرب عن خالص الشكر لحكومة جمهورية مصر العربية على استضافة هذا المؤتمر، ولتعاونها مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ليُعقد على الرغم من كافة التحديات،ولاتخاذ كافة الإجراءات
وأكدت: على الصعيد الشخصي، يسعدني ويشرفني أن أفتتح هذا المؤتمر الدولي الهام في بلدي مصر، وبالأخص في مدينة السلام، شرم الشيخ الجميلة، التي اعتادت على أن تستضيف المجتمع الدولي لمناقشة الموضوعات الحيوية المختلفة" .
وتابعت: أود أن أتقدم بالشكر إلى كل مَن يشاركنا في هذه الدورة، سواءً بالحضور إلى شرم الشيخ أو بالمشاركة الافتراضية، فقد تخطى عدد المسجلين للمشاركة 2,130 شخصاً، وهو رقم غير مسبوق بالنسبة لهذا المؤتمر، مما يعكس اهتمام العالم بموضوع المؤتمر".
ولفتت المسؤولة الأممية " تجمعنا في هذا المحفل يبعث رسالة إلى العالم مغزاها أن مكافحة الفساد تظل أولوية على الأجندة الدولية في أوقات الأزمات، وأننا دائماً سنجد وسائل للعمل سوياً ضد الفساد، مهما كانت التحديات.
الدكتور باسل الخطيب المدير الأقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية أشاد بدور مصر الرائد في مكافحة الفساد، لافتا إلى أن مصر نجحت فى الوصول لدور رائد في منع ومكافحة الفساد داخل نطاقها وفى القارة الأفريقية وكذلك الشرق الأوسط ، مبينا التزام مصر بالاتفاقيات الدولية المعنية بكل ماله صلة بدعم وتعزيز وتنمية المجتمعات
وأضاف الخطيب أن مصر لديها رؤية وخطة إستراتيجية واضحة تعمل من خلالها بخطوات ثابته مضيفا ان هذه الخطة أصبحت ظاهرة بقوة في المجتمع الدولى مما يؤهل الدولة المصرية لإستضافة عدد كبير من المؤتمرات الدولية
وأوضح الخطيب أن مكافحة ومنع الفساد والاهتمام الدولى بهذا الملف ينصب في مصلحة المجتمعات والانسان ومنع الفساد يؤدى الى تعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة حول العالم، وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي، وكذلك الاعتماد على موارد الدول وعدم إهدارها وبناء القدرات الإنتاجية وتوظيف للطاقة وتحسين البيئة للوصول الى الحد من الفقر وتحسين حياة الفقراء فى العالم
الدكتورة رانيا هدية مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية " الهابيتات " في مصر، قالت إن مصر لديها دور رائد وقوي في المنطقة وتسير خطوات سريعة وقوية تجاه التنمية وتدعم بقوة أهداف التنمية المستدامة، وهذا الدور تنطلق منه منع ومكافحة الفساد في كافة القطاعات
وأشادت هدية بإختيار مدينة شرم الشيخ في مصر لإستضافة المؤتمر الدولى لكونه الحدث الأهم عالميا لمكافحة ومنع الفساد ووضع أجندة العالم للفترة القادمة مؤكده على انه يأتي وسط تحديات عالمية لمواجهة جائحة كورونا
وقالت المسؤولة الأممية إن مكافحة ومنع الفساد أحد أهم الخطوات لدفع عجلة التنمية في كافة القطاعات وهو ما شددت عليه الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية واتخذت العديد من الإجراءات والتزمت بعدد من الاتفاقيات الدولية الهامة لتعمل بقوة على دفع عجلة التنمية "
مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة لمكافحة الفساد (UNODC) أفاد أنه من خلال عمله في هذا الملف يقدم المساعدة التقنية والتدريب لدعم الدول فى تنفيذ الاتفاقية. من خلال برنامجه العالمى لمكافحة الفساد ووجوده الميدانى الواسع، والذى يدعم 116 دولة.
اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد دخلت حيّز التنفيذ فى ديسمبر 2005 وحصلت على الامتثال العالمى تقريبًا، حيث صدّقت عليها كافة الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة تقريبًا، وبلغ عددها 189 دولة.
وبموجب الاتفاقية، تلتزم الدول قانونًا بمنع الفساد وتجريمه؛ تعزيز التعاون الدولي؛ استعادة وإعادة الأموال المنهوبة؛ وتحسين المساعدة التقنية وتبادل المعلومات فى كلٍّ من القطاعين العام والخاص.
كما تُلزم الاتفاقية الدول بتجريم مجموعةٍ واسعة من أعمال الفساد، بما فى ذلك ليس أعمال الفساد الكلاسيكية مثل الرشوة واختلاس الأموال العامة فحسب، ولكن أيضًا المتاجرة بالنفوذ وإساءة استخدام الوظائف وإخفاء عائدات الفساد وتبييضها. تغطّى الاتفاقية أيضًا الفساد فى القطاع الخاص
وتلتزم الدول بموجب الاتفاقية بأن تقدّم لبعضها البعض أوسع نطاقٍ من المساعدة القانونية المتبادلة فى التحقيقات والملاحقات والإجراءات القضائية كما اتفقت الدول على التعاون فيما بينها فى مجموعة متنوعة من المسائل الجنائية المتعلقة بالفساد، وهى مطالبة باتخاذ إجراءات من شأنها أن تدعم تعقّب عائدات الفساد وتجميدها وضبطها ومصادرتها.