"ياريتني كنت أنا".. المصريون يحتفون بتسليم سكان مصر القديمة شقق مفروشة
السبت، 11 ديسمبر 2021 05:23 م
حلم البسطاء أصبح حقيقية.. وشققهم الجديدة مجهزة بالكامل.. نقل 4011 أسرة من منطقة عزبة أبو قرن بمصر القديمة وتسليمهم وحدات مفروشة بمدينة معا بالسلام.. إزالة 1347 عقارا حتى الآن من إجمالي 1413مقرر إخلاؤها
لا شيء من الخيال، الحلم أصبح حقيقة، والصور ليست فوتوشوب، فسكان مصر القديمة يتسلمون شقق المبادرة الرئاسية حياة كريمة المجهزة والكاملة المرافق، كما وعدت الدولة المصرية.
منذ 4 سنوات لو سألت أكثر المتفائلين في المناطق غير الآدمية في مصر القديمة هل ستمتلك شقة أو سيكون لديك شقة جديدة جاهزة للسكن؟!.. بالطبع ستكون الإجابة هذا في الأحلام.
لكن الواقع لا يكذب ولا يتجمل، عشرات الصور والفيديوهات يتداولها مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي تنقل فرحة أهالي مصر القديمة وهم يتسلمون الشقق الآدمية الجديدة بلا أدنى شك في نوايا ووعود الدولة المصرية التي كانت حريصة على إنقاذ الطبقات الأكثر فقرا وتحويل حياتهم بالكامل.
خلايا نحل داخل مدينة «معا بالسلام ثان»، أسر كاملة، نساء وأطفال ورجال وشباب من منطقة عزبة أبو قرن بمصر القديمة، يشهدون أعمال النقل والتسكين في الوحدات الجديدة المفروشة ضمن خطة تطوير المناطق العشوائية وتوفير سكن ملائم لسكان تلك المناطق، ومبادرة حياة كريمة.
وفقا للأرقام، فإنه تم نقل 4011 أسرة، من منطقة عزبة أبو قرن بمصر القديمة، من أصل 4758 مقرر إخلاؤهم، وتم تسليمهم وحدات مفروشة بمدينة معا بالسلام وتم إزالة 1347 عقارا حتى الآن من إجمالي 1413مقرر إخلاؤها، وتم تسكين جميع المستحقين بوحداتهم البديلة بمشروع معا بحى السلام مفروشة بالكامل.
أما في موقع العزبة المذكورة، فإن أعمال الإزالة تتم بشكل يومي دون توقف، ضمن مخطط تطوير العشوائيات وتوفير سكن ملائم وحياة كريمة لسكان تلك المناطق، بمشاركة قوات الشرطة والإدارات المعنية بالحي والمنطقة الجنوبية.
وفقا لآخر التطورات، فإنه تمت زيادة عدد اللجان لتسريع إجراءات فحص أوراق السكان ونقل الأسر للوحدات البديلة، كما تم تشكيل لجنة برئاستها لفحص طلبات التظلمات أولا بأول وتسكين المستحقين، وذلك لسرعة إخلاء المنطقة حفاظا على حياة المواطنين بتلك المنطقة، المصنفة ضمن الأماكن غير الآمنة.
وبالتأكيد فإن الهدف من إزالة المنطقة هو توفير سكن ملائم لأهالينا، وتواجد عدد كبير من العقارات الخطرة انشائيا وتمثل تهديد لحياة المواطنين، وإجمالي عدد الأسر بمنطقة عزبة أبو قرن يبلغ 4758 أسرة تقريبا، ومساحة المنطقة 42 فدانا تقريبا.
لم تسع المنطقة الجديدة فرحة الأهالي، فتحول الحدث إلى مظاهرة فرح واحتفال على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت صور وفيديوهات الأهالي وهم ينقلون أمتعتهم وذويهم إلى شقق حياة كريمة الجديدة، كالنار في الهشيم على السوشيال ميديا.
"يارتني كنت أنا يا جدع.. الواحد مش مصدق اللي بيحصل دا.. لو حد كان حاكلنا الف سنة علشان نصدق ما كناش صدقنا غير لما شوفنا بعنينا.. كل اللي كانوا مدفونين تحت التراب في مناطق مصر الجديدة دلوقتي بس هيشوفوا الحياة بالشقق الجديدة بتاعت حياة كريمة".. قالها أحد المعلقين على صور سيدة مسنة تحمل أجزاء من عفشها والضحكة لم تفارق وجهها وهي تستلم شقتها الجديدة بمشروع معا بحي السلام ضمن مبادرة حياة كريمة.
"كلمونا كتير عن حقوق الإنسان وقالوا فين هي الحقوق.. هي دي الحقوق الإنسانية في ابهى صورها.. ناس انتقلت من الموت إلى الحياة".. هذا تعليق آخر على أحد فيديوهات الأهالي وهم يرقصون فرحا بالشقق الجديدة بعدما ودعوا شقق الصفيح اللإنسانية بغير رجعة.
"الحمد لله كنا بندعي ربنا.. يارب الغلابة يارب الغلابة.. ودلوقتي اللي بنشوفه دا في السكن البديل للعشوائيات ربنا استجاب لدعانا.. السيسي هدية ربنا للغلابة".. قالتها ميسون حمدي التي عرفت نفسها على توتير بأحد سكان حي الأسمرات وأخذت تعدد من مزايا المشروعات السكنية البديلة للعشوائيات والتي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه على الانتهاء منها في أسرع وقت.
ووفقا للأرقام المعلنة من وزير الإسكان عصام الجزار، فإنه فيما يخص تطوير المناطق العشوائية، من أجل توفير حياة كريمة لأهالينا بتلك المناطق، فتم تنفيذ 165958 وحدة، في 298 منطقة تم تطويرها، بتكلفة 41 مليار جنيه (26 مليارًا للمشروعات + 15 ملياًرا قيمة الأراضي)، وجار تنفيذ 74927 وحدة أخرى، في 59 منطقة جار تطويرها بتكلفة 22 مليار جنيه (14 مليارا للمشروعات + 8 مليارات قيمة الأراضي)، كما تم تطوير 53 منطقة غير مخططة، وجار تطوير 17 منطقة أخرى بتكلفة إجمالية 318 مليار جنيه.
وكشف المركز، أنه من أبرز المشروعات التي إنشائها في هذا الصدد مشروعات إسكان الأسمرات وبشائر الخير، والتي تهدف إلى توفير وحدات سكنية لسكان المناطق العشوائية مفروشة بالأثاث المنزلي والأجهزة الكهربائية مجاًنا، على أن تسلم الوحدات بنظام الإيجار التمليكي بإيجار رمزي قيمته 350 جنيه شهرًيا، وصرح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بأنه جاري الإعداد لخطة مجتمعات متكاملة بمنطقة مسطرد على غرار ما جرى إنشاؤه في مجمع الأسمرات وبشاير الخير، بمساحات الأراضي المملوكة بالدولة، كما أن الوزارة بذلت جهدًا كبيرًا في تنفيذ مشروعات الطرق، ولاسيما محاور الطرق القومية، من أجل توفير شبكة طرق قوية، تعمل كمواصلات بين أقاليم التنمية الجاري العمل بها، والعمران القائم، حيث تم الانتهاء من تنفيذ 2345 كم طرق، بتكلفة 13 مليار جنيه، وجار تنفيذ 150 كم طرق، بتكلفة 3 مليارات جنيه، وذلك لحل أزمة التكدس العمراني والمساهمة في تسهيل الزحف للمدن الجديدة.
آخر الأرقام المعلنة من وزارة الإسكان تبشر بالخير للمصريين فقد قررت وزارة الإسكان، تنفيذ أكثر من 250 ألف وحدة سكنية، فى إطار مشروع السكن البديل لسكان العشوائيات، بتكلفة تصل لـ 63 مليار جنيه، بالإضافة إلى أن الدولة قررت تسليم هذه الوحدات السكنية مفروشة بالكامل، وهى تمثل هدية الدولة لهؤلاء السكان، تعويضا منها على ما عانوه خلال السنوات الماضية.
ومن أبرز مدن الإسكان البديل مدينة حدائق أكتوبر، والتى تم تنفيذ وحدات بها تقترب من الـ3 الاف وحدة سكنية لنقل سكان منطقة نزلة السمان بالجيزة، وكذلك مدينة 15 مايو والجارى تنفيذ وحدات بها لنقل سكان منطقة الزرايب، بالإضافة إلى مدينتى العبور وبدر.
وأفادت التقارير الرسمية بأن عدد سكان المناطق العشوائية قبل عام 2014 بلغ نحو 14 مليون نسمة بمختلف المحافظات، منهم 1.7 مليون نسمة يقطنون 357 منطقة غير آمنة (بدرجاتها المختلفة)، و12 مليونا يقطنون مساحة 152 ألف فدان، وهى المناطق العشوائية غير المخططة، وأكدت الدراسات أنه لولا تدخل الدولة كان من الممكن أن يرتفع عدد سكان المناطق العشوائية إلى 3 ملايين نسمة.
وفي تصريحات صحفية سابقة أكد المهندس خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية، أنه تم ويجرى تنفيذ 250 ألف وحدة بمشروعات السكن البديل للمناطق غير الآمنة، بإجمالى تكلفة 63 مليار جنيه، وفى نهاية العام سيتم إعادة تسكين الـ250 ألف وحدة بالكامل، ولم تكتفِ الدولة بالقضاء على المناطق غير الآمنة، بل وضعت استراتيجيات التطوير والحد من ظهور العشوائيات، من خلال مشروع سكن لكل المصريين، وبرنامج الإسكان الاجتماعى، ويضم 1.8 مليون وحدة سكنية مُدعمة تم وجارٍ تنفيذها، وكذا المبادرة الرئاسية للتمويل العقارى، إضافة إلى منظومة الاشتراطات البنائية والتخطيطية الجديدة، لضبط وحوكمة العمران، إضافة إلى المجهودات التي من شأنها جعل توافر الوحدة السكنية سابق للاحتياج تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتوفير وحدات سكنية تناسب مختلف شرائح المجتمع، وتلبى احتياجاتهم.
وقال إنه بعد عام 2014 قررت الدولة تقديم مسكن ميسر لساكنى المناطق غير الآمنة(كامل المرافق والتأثيث) مع تحمل المواطن مصاريف الصيانة الشهرية فقط ليتناسب مع قدرته، وفى حالات إعادة التسكين في نفس المنطقة، تُقدم الدولة للمواطن قيما نقدية للإيجار لحين استكمال البناء والعودة، مبينا جهود الدولة في تحمل تكلفة الوحدة، حيث تبلغ تكلفة الوحدة من 500 – 700 ألف جنيه شاملة سعر الأرض وعمليات التطوير، الإزالة / التعويضات في بعض المواقع، بينما الأعباء على المواطن تتمثل فى تحمله لمصاريف الصيانة وقدرها 300 جنيه شهرياً.
وفيما يتعلق بتوافر الخدمات والمرافق الأساسية"، قال إن المناطق غير الآمنة كانت تعانى من انعدام الخدمات والمرافق الأساسية للمسكن والمنطقة السكنية، وصعوبة الحركة داخل المنطقة، وانفصالها عن المحيط العمرانى، بينما يتم خلال مشروعات التطوير، تلبية احتياجات المجتمع المحلى من الخدمات المجتمعية، لدورها الإيجابى في التأهيل الاجتماعى ورفع الوعى، بجانب توافر المرافق والبنية التحتية (مياه الشرب – الصرف الصحى الملائم – الكهرباء والإنارة – الاتصالات – الغاز الطبيعى)، وتخصيص مناطق للنقل الجماعى (العام والخاص) للربط بالمناطق المحيطة، وعدم تهميش تلك المناطق.
وقال: تم الانتهاء من تنفيذ 210 آلاف وحدة سكنية تخدم 1.1 مليون مواطن، لافتا إلى أن أبرز المناطق التى تم افتتاحها تضم 12415 وحدة (11380 وحدة – 1035 بيتاً) لتغيير حياة 65 ألف مواطن، وأول هذه المشروعات، هو مشروع روضة أكتوبر (السكن البديل لسن العجوز)، وتم نقل سكان منطقة سن العجوز (نزلة السمان) إلىها وتضم المرحلة الأولى من المشروع 2500 وحدة سكنية (104 عمارات – 4 وحدات بالدور– 3 غرف وصالة – مساحة 94 م2)، و60 وحدة نشاط، بتكلفة 1.5 مليار جنيه، بينما المرحلة الثانية من المشروع، يجرى بها تنفيذ 4440 وحدة سكنية (74 عمارة – أرضى + 9 أدوار)، ومن المقرر الانتهاء منها في شهر 6-2022.