الفيوم من اكبر المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية.. احد الناجين:ظللنا في الماء أكثر من سبع ساعات..وقطعت مسافات طويلة في السباحة لأربعة كيلو مترات.. و«سماسرة الموت»يستغلون الظروف للمغامرة بارواحنا

الخميس، 21 يناير 2016 03:14 م
الفيوم من اكبر المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية.. احد الناجين:ظللنا في الماء أكثر من سبع ساعات..وقطعت مسافات طويلة في السباحة لأربعة كيلو مترات.. و«سماسرة الموت»يستغلون الظروف للمغامرة بارواحنا
الفيوم من اكبر المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية
هاني البنا

لا يمر عام على محافظة الفيوم إلا وقد فقدت زهرة من خيرة شبابها وتكون وجبات لأسماك البحر من خلال سماسرة الموت الذين يزجون بالشباب نحو تحقيق آمالهم وطموحاتهم من اجل البحث عن مصدر رزق أو فرصة عمل لم يحصلوا عليها في بلادهم فيسلكوا مسالك غير شرعية وهى الهجرة إلى دول أوربا وخاصة ايطاليا
وتعد محافظة الفيوم من أكثر المحافظات معدلا في الهجرة غير الشرعية ونسبة المتوفيين من جراء هذه القوارب الغير آدمية بالمرة ولا تصلح ولكن الظروف المعيشية هي التي تدفع هؤلاء الشباب للتضحية بأعمارهم في مياه البحر ويكونون صيدا ثمينا لسماسرة الموت ومن بعدها لأسماك البحر المفترسة
وتعد قري أبو جندير وتطون بمركز اطسا اكثر القري بالفيوم شهدت مأساة حيث راح ضحيتها ثلاثة شباب من خيرة شبابها وتركوا أولادا صغارا في عمر الزهور ولم يعرف ما كان يخبأ لهم القدر والبحر وراحو ضحايا سماسرة لا يخوفون الله في أنفسهم فكانت مأساة شباب من مات ومنهم من نجي بأعجوبة صوت الامة تتجول في محافظة الفيوم لمعرفة اسباب الهجرة ومن هاجروا ومن الضحية

في البداية يقول عمر الجزار ان احد السماسرة التف حول شقيقي الذي لم يسبق له السفر إلى اى دولة من قبل في حياته حتى السفر خارج الفيوم وكان هذا السمسار يخطط للسفر منذ فترة هو وابن عمتي وابن عمى وواحد رابع وكانوا ليلا وقالوا أنهم مسافرين مثلهم مثل اى شخص يبحث عن فرص عمل من خلال السفر
اضاف انا الاخ الاكبر وشقيقي رغم انه الاصغر منى فهو متزوج وربنا يكون في عون اى شخص تحدث له مثل هذه المصيبة فمصاريف المنزل على والدي ووالدتي كثيرة ولكن كل واحد فينا يحاول يشق طريقة ويبدأ ببناء مستقبلة ولم نكن نعلم انه سافر إلا من خلال زوجته عندما نزلت بعد صلاة الفجر وقالت أن محمد سافر ولما علمت قمت بالاتصال به وقلت له يا محمد كنت سلم علينا قبل ما تسافر قال لي لو كنت سلمت عليكم لم تتركوني أسافر وكأنة ذاهب لقدرة قلت له أنت فين دلوقتى قال لي إنني في طريق الإسكندرية وكأن قلبي حاسس لما سيحدث لآخى فعاودت بالاتصال بة مرة ثانية فقال لي في هذه المرة أنة في مطروح فعاودت الاتصال به ثالثا فقال لي انه يجرى ويحاول الهرب ومن بعدها سار الشك بداخلنا وأصبنا القلق والتوتر وفوجئنا باتصال من ابن عمى يوم وقال لي يا عمرو محمد وبسام وحمادة ماتوا فعجزنا عن التفكير وأصبنا بالشلل

ويقول وعبد اللطيف حمدي 19عاما احد الناجين من مركب الموت قبالة السواحل الليبية العام الماضي من قرية ابوجندير أن السماسرة قاموا ببيعنا لبعضهم البعض وقمت بدفع 10000 جنية من اجل أن أسافر وكان السفر فعلا غير شرعي ولكن من خلال الصحراء وليس البحر حيث قام السمسار بتغيير كلامه لنا حيث ذهبنا إلى السلوم وهناك وجدنا أناس كثيرون على الشاطئ وجاءت ثلاثة مراكب متهالكة تماما لنقلنا إلى سواحل ليبيا وقمنا بالركوب وكانت حمولة المركب حوالي أربعين شخصا والمركبين الآخرين كانت حمولتهم 20 شخصا مع أن الحمولة الفعلية للمركب لا تتعدى الخمسة أفراد وبالفعل ذهبنا داخل البحر لمدة تزيد عن ساعتين وفوجئنا بتسرب المياه بداخل المركب فقولنا للسائق أن المياه تتسرب داخل المركب وارتفعت بكميات كبيرة داخل المركب فلم ينتبه لكلامنا وفى هذه اللحظة شعرت بالندم وقلت لنفسي هل هانت علينا أنفسنا لهذه الدرجة أننا نموت ونكون وجبات للأسماك بدلا من أن نموت مكرمين داخل بلادنا وفى وسط أهلنا ولما غرق المركب لم نشعر بأي شيء سوى صراخ وعويل وبكاء شديد والكل يحاول أن ينجو بنفسه من الغرق
وظللت أسبح في المياه لفترة تزيد عن أكثر من سبع ساعات متواصلة ذقت فيها طعم الموت أكثر من مرة حتى وصلت إلى الشاطئ الذي يبعد أكثر من أربعه كيلو مترات ولما خرجت إلى الشاطئ رأيت مناظر بشعة لجثث اصحابى الذين كانوا معي على ظهر المركب ولما خرجت إلى الشاطئ لم اصدق نفسي اننى نجوت من الموت بأعجوبة وجدنا أناس على الشاطئ وقاموا بمعاملتنا معاملة سيئة للغاية وتركونا في الجبال لمدة ثلاثة أيام بدون مأكل ولا مشرب حتى تم تسليمنا للجمرك الليبي وقمنا بالهرب منهم في الجبال حتى جئنا إلى هنا ومن هنا شعرت بالأمان عندما جئت إلى بلدي ولم أفكر أبدا في حياتي اننى أسافر أو اسلك طرق غير شرعية بسبب المناظر البشعة التي شاهدتها من جثث وأهوال داخل البحر


ويقول احمد زكى اننى لا أشجع اى شاب على الهجرة غير الشرعية أو أن يفكر أن يسلكها نهائيا وتعتبر الفيوم من اعلي المحافظات في الهجرة غير الشرعية وتعتبر قرية تطون وأبو جندير من القرى المصدرة للهجرة غير الشرعية إلى ايطاليا عبر السواحل الليبية وذلك بحثا عن الثراء الفاحش أو بحثا عن فرص عمل ونحن في قرى ريفية الكل يراعى بعضه وخاصة الشباب وانصح الشباب بعدم الانجرار وراء السماسرة حتي لايلقوا بأنفسهم الي التهلكة من اجل الأموال حتى لو الواحد هيحصل على مليون جنية هو العمر بتباع بفلوس حتى لو مال الدنيا ولكن إذا أراد الشخص السفر فلابد أن يبحث عن الطرق الشرعية بدلا من الطرق الملتوية لأنة يعرض حياته للخطر

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة