في الآونة الأخيرة ثارت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن حكم السب والشتيمة سراً، خاصة بعد فتوى دينية أباحت ذلك، والأصح أفتت بعدم الحساب عليه.
واليوم، نشرت دار الإفتاء المصرية، فتوى مقتضبة حول إساءة الإنسان لغيره سواء سرا أو علانية، قائلة: "على الإنسان الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند الغضب وعدم الإساءة للآخرين سرًا أو علانية".
وأجابت الأمانة العامة للفتوى بدار الإفتاء، فى فتوى سابقة عن حكم "سب الدين"، قائلة: سبُّ ملة الإسلام أو دين المسلمين كفر، ولكن لا يحكم بذلك الأشخاص، وإنما مرد ذلك إلى القضاء، فالحكم بالخروج عن الملة يحتاج إلى إقامة دعوى قضائية تقام أمام القضاء، وللقضاء وحده الحكم فى هذا الشأن، ولا يجوز للأشخاص أن يحكم بعضهم على بعض بالكفر.
وأما شَتْمُ دين مسلم، فإن أمكن التأويل بأن المراد أخلاقه الرديئة ومعاملته القبيحة، لا حقيقة دين الإسلام فلا يكون كفراً حينئذ.
وعليه فإن سب الدين إن قُصد به الشريعة المطهرة، والأحكام التى شرعها الله تعالى لعباده على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - فهو كفر قطعا، وإن قُصد غير ذلك فينظر فى قصده الآخر، ولا يحكم عليه بالكفر، ولا تحرم عليه زوجته، ولكنه مع كونه ليس كفرا فإنه فسق يأثم به الإنسان، وينبغى للمسلم أن ينزه نفسه عن هذه الألفاظ القبيحة، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ" أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وعَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِاللَّهِ -رضى الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِئ".
وقبل أيام أجاب الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد إلى الدار جاء فيه "هل أحاسب على شتيمة الناس في سري؟".
ورد "شلبي"؛ خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بأن المرأ لا يحاسب إلا على ما يقع منه من أفعال أو أقوال يتلفظ بها فقط، مستدلا بحديث النبي "صلى الله عليه وسلم": "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم".
