أغرب من الخيال
الأحد، 14 نوفمبر 2021 12:26 م
احيانا تحدث جرائم قد تبدو اغرب من الخيال، فالحقيقة تعرفها محاضر الشرطة.. هذه الجريمة التي نحن بصددها حدثت مع فتاة فى الخامسة والعشرين من عمرها، فاتنة لدرجة لافتة للنظر، هادئة مهذبة فهى بنت ناس، وحكايتها غريبة جدا.
الفتاة تدعى "أحلام" كانت تلميذة مدللة في بيت لا يضم سواها هي واباها وامها، اما اختها الوحيدة تزوجت وسافرت هي وزوجها إلى الصين، وكانت حياتها هادئة، فهى تلميذة في الثانوية العامة، وفجأة حرمها القدر من السعادة، ففي حادث سيارة على طريق مصر الإسكندرية توفى والدها ووالدتها، واصبحت وحيدة فى شقتها الفاخرة.
شعرت "أحلام" أنها غنية وتمتلك مطعما واصبحت مطمع لمن حولها، وأثناء وجودها فى النادى ظهر فى طريقها شاب يعمل طبيب، وقف بجانبها وكان يحل مشاكلها ويجعل الحياة امامها مقبولة، واقترب منها أكثر وأحبها وهى بادلته الحب، حتى دخلت الجامعى، وحتى هذه اللحظة كانت حياتها عادية إلى أن تزوجا، وفجأة تخلى عنها حبيبها دون سبب، وتزوج باخرى بنت ملحق ثقافى وسافرا إلى استراليا. كانت صدمتها بلا حدود، وأصبحت تكره الرجال وقررت أن تنتقم لنفسها من كل الرجال، وأن تخدعهم كما خدعها حبيبها الطبيب، وهكذا بدأ مشوار الانتقام.
بدأت "أحلام" محاولاتها فى الانتقام من الرجال، والتقت بشاب اخر عرض عليها الزواج فلم ترفض، بل اخبرته أنها وحيده وتقيم فى شقة فارهة بمفردها، وبدأوا فى الاعداد للزواج، وقتها كانت هادئة ووديعه، ونالت منه هدايا كثيره وكان يحبها فعلا، وبدأ في شراء الأجهزة الكهربائية اللازمة ونقلها إلى الشقة، وكان يثق بها بلا حدود حتي ليلة رأس السنة حينما اكتشف الحقيقة، حيث ظهر لها حبيب جديد طيار وطلب منها الزواج ايضا بعد أن بهرته بأسلوبها وعرض عليها الزواج، فلم ترفض ايضا بل طلبت تأجيل الزواج حتى يعود عمها من رحلة علاج فى لندن، وظهر في حياتها رجل ثالث تاجر أجهزة كهربائية حبها بلا حدود، واشترى لها شقة تمليك كتبها باسمها فى حى المهندسين، لكن اثناء التجهيزات اكتشف الحقيقة أنها علي علاقة برجل اخر.
كان الحبيب الثالث يلاحظ اصرارها على الخروج بمفردها دون أن تخبر أحد، وذات يوم تصادفت وجود الرجال الثلاثة على باب شقتها، بعدما راودتهم الشكوك حيالها، وتطلب الموقف الاتصال بالشرطة بعد أن حدثت بينهم وبين الفتاة مشاجرة كبيرة، وتنازع الثلاثة عليها، فكل منهم يدعى أنها خطيبته، واتفقوا على الزواج.
وقف رئيس المباحث مستمعا للقصة فى دهشة كبيرة، بينما وقفت "أحلام" سعيدة تسمع ولا ترد، تبدو شاردة وتتباهي بجمالها الآخاذ، حينها ظهرت المفاجأة الأخيرة، فقد دخل شاب رابع قال أنه ذهب إلى بيت خطيبته وعرف أنه تم القبض عليها، وقتها اصر رئيس المباحث على تحويل "أحلام" إلى النيابة العامة لتحدد صفتها، هل نصابه أم ان ما فعلته له في القانون تكييف اخر. ألم أخبركم منذ البداية أنها حكاية أغرب من الخيال!