وسط انشغال الكثير بالتصوير.. بطل من الدقهلية كاد أن يفقد حياته لينقذ أسرة سقطت سيارتهم في ترعة

الأحد، 07 نوفمبر 2021 08:00 م
وسط انشغال الكثير بالتصوير.. بطل من الدقهلية كاد أن يفقد حياته لينقذ أسرة سقطت سيارتهم في ترعة

مازال الشعب المصري بخير رغم موجة الحوادث الأخيرة التي تعتبر فردية في مجتمع يزيد أفرادة عن 110 مليون نسمة، ففي قرية كفر النعيم، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية،ظهرت جينات البطولة وتجسدت في الشاب محمود الذي أنقذ 5 أشخاص من الغرق بعدما سقطت سيارتهم في ترعة الرياح التوفيقي، وسط إنشغال بعض المواطنين بتصوير الحادث، دون تقديم المساعدة لهم ، لكن ظهر الأمل وطوق النجاة بقدوم البطل محمود عوض صاحب الثلاثين عاما، والذي رفض أن يقف في صفوف المتفرجين وحركته إنسانيته وشهامته وكاد يدفع حياته في سبيل انقاذ أرواح كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة، إلا أنه لم يفكر للحظة في حياته وقرر التضحية ليتكلل عمله البطولي بانقاذ 5 أشخاص، ليسطر بشجاعته أسمى معاني الفداء والإنسانية.
 
في البداية قال محمود عوض ابن قرية ميت العز "الحمد لله.. ربنا جعلني سبب في انقاذ حياة 5 أشخاص".. وأضاف إنه يوم الحادث كان في زيارة لخطيبته في قرية كفر النعيم، يوم الجمعة الماضي برفقة والدته وأخواته، وخلال الزيارة أصابه تعب شديد، فقرر العودة لمنزله وعائلته، إلا أنهم تفرقوا فوالدته وأخواته قرروا العودة للمنزل عن طريق قرية كفر شكر، أما هو واخته عادا من خلال طريق ميت غمر، وفجأة شاهد مجموعة كبيرة من الأشخاص يقفون أمام الترعة وعندما سألهم عن سبب تجمهرهم في ذلك المكان قالوا له: "إن هناك سيارة تغرق".
 
 مشيرا إلي بعض المواطنين كان يشاهدوا غرق السيارة دون إبداء أي اهتمام أو المبادرة لمحاولة لإنقاذ الأرواح التي كانت بداخلها، وعندما طالبهم بالقفز معه لمساعدة الناس لم يستجيب له سوي القليل، أما هو فلم يتردد لحظة في القفز للمياه وإنقاذ من كانوا بالسيارة من الغرق.
 
واستطرد أن المسافة من شاطئ حتى المياه تبلغ 6 أمتار تقريبا، وأثناء تواجده بالمياه عانى كثيرا من سرعة السحب وحركة جريان المياه، فقام بغلق أحد الأبواب الخلفية للسيارة من اتجاه السحب، وبعدها وقف أعلى السيارة من الخلف، وبدأ يستغيث بالأشخاص الذين كانوا يشاهدون الحادث ولكن دون استجابة، فطلب منهم أن يلقوا له حجارة حتى يكسر بها زجاج السيارة ويتمكن من مساعدة من بداخلها وإنقاذهم، مضيفا أن الله ألهمه القوة وسرعة البديهة ومكنه من كسر زجاج السيارة وانقاذ 5 أفراد بينهم سيدة مسنة وأبنائها الثلاثة، وإنقاذ اثنين آخرين قد وافتهم المنية، مؤكدا على أنه سيظل يعمل من أجل خدمة الآخرين وسيساعد كل من يتعرض لأزمة.
 
وأشار إلى أن عملية الإنقاذ كانت بالتناوب، حيث كان ينقذ شخص تلو الأخر ويخرجه للشط، دون تدخل أيا مما كانوا يشاهدون غرق الناس في المياه من بعيد وينشغلون في التصوير والتقاط الصور، مضيفا أنه كان يحتاج في تلك اللحظة لمن يعينه ويساعده على حمل الأشخاص وينقلهم معه خارج المياه، ولكن دون جدوى، مؤكدا على أنه لم يلتفت لأي خطر قد يهدد حياته ولم يخف من الموت، خاصة وأنه كان يعاني من أزمة صدرية وتعب شديد وقتها.
 
وقال إن أهله يفخرون به ويشيدون بعمله البطولي، كما ووجه أهالى القرية وجيران محمود الشكر على أخلاقه وتضحيته بنفسه من أجل الأخرين، مؤكدين على أن محمود شاب شجاع تربى على الأصالة وتحمل المسؤولية، وأي شاب شهم يمتلك روحا ويتعرض لمثل هذا الموقف لن يفكر لوهلة في نفسه وسيضحي بكل شيء في سبيل إنقاذ الآخرين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق