الرفاق حائرون: إمام ونجم.. كيف فرقت السندريلا بين رفيقي الغناء والنضال؟

السبت، 06 نوفمبر 2021 09:30 م
الرفاق حائرون: إمام ونجم.. كيف فرقت السندريلا بين رفيقي الغناء والنضال؟
مصطفى الجمل

اتفق الفاجومي مع سعاد حسني على أغنية دولا مين من خلف الشيخ فأحس بالإهانة

رحلة فرنسا والجزائر كتبت نهاية العلاقة بعدما اعترض نجم على نسب توزيع الأرباح.. فرد الشيخ إمام بقسوة

ظلت العلاقة متوترة حتى رحيل الشيخ وفي حلقه مرارة من غدر صديقه الذى رفض حضور جلسات تأبينه

 

أنا أتوب عن حبك أنا

أنا ليا في بعدك هنا

انا أتوب عن حبك انأ

أنا ليا في بعدك هنا

ده أنا بترجاك الله يجازيك

يا شاغلني معاك وشاغلني عليك

الكلمات السابقة من الأغنية الشهيرة أنا أتوب عن حبك أنا، والتي يمكن أن نقول عنها بكل أريحية أنها أول أطفال الشيخ إمام ورفيقه أحمد فؤاد نجم، اللذان سنتناول علاقتهما اليوم في حلقة جديدة من حلقات مسلسل الرفاق حائرون، التي نستهدف خلالها تقليب صفحات، واستنباط عظات وعبرات من علاقات صداقة تاريخية، مرت بمراحل صعود وهبوط وانتهت نهايات لا تتسق أبداً مع بدايتها ولا مع ما نتج عنها من إرث أدبي أو سياسي عظيم.

بعد 10 سنوات من ثورة يوليو وبالتحديد سنة 1962، كان اللقاء الأول بين أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، عندما ذهب نجم مع صديقه الصحف سعد الموجي إلى حيث مرقد إمام بحوش بمنطقة وسط البلد، وكان نجم متلهفاً بداخله لأن يتعاون مع إمام، فلم يتمهل كثيراً ليطلب من إمام أن يسمعه شيئاً لسيد درويش أو الشيخ زكريا أحمد، وهنا حاول "إمام" امتصاص حماس وثورة نجم، وطلب منه أن يقترب منه ويجلس بجواره، وبدأ يسمعه جزءاً من "امتى الهوا يجي سوا" التي غنتها أم كلثوم، ليقرر نجم أن يبقى حيث الوحي النازل ليل نهار على الشيخ إمام، ويطلق منطقة بولاق بالثلاثة، وألقى - كما وثق فيلم الفاجومي رغم كل الاعتراضات الفنية عليه – مفتاح شقة بولاق.

كان سبب انبهار نجم بإمام أنه وجد شيخاً نزع منه البصر وأخذ نصيب الدنيا كلها من البصيرة، متذوقاً للفن والشعر والغناء لا مؤدياً، يضيف من عنده ارتجالات خارج حدود اللحن، لكنها من نفس وحي وروح اللحن الأساسي، وكان يجمع بين الأشكال الغنائية القديمة التي تربى عليها مثل الطقطوقة والديلوج، وجمع ما بين التعبير والتطريب من خلال صنع دراما في الألحان.

باغت نجم إمام بسؤال: «انت ملتبحنش ألحان خاصة بيك ليه؟»، ليرد الشيخ: «مفيش كلام»، فطلب نجم من إمام أن يلحن له كلمات ويغنيها بصوته، بعد أن عرف أن سبب عزوفه عن التلحين والغناء أنه لم يجد كلمات يراها أنها لائقة ليقدمها بلحنه وصوته، لم تعجب الشيخ إمام الكلمات التي قدمها له نجم في البداية ليمزقها نجم ويلقيها من شباك الحجرة، وفي نفس الليلة أعطاه كلمات "أنا أتوب عن حبك أنا"، لتبدأ هنا سيرة ومسيرة ستمتد إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، فسجلا اسميهما في كتاب التاريخ بحروف من نور، لا يمكن محوها أو تجاهلها، ولا سيما أنها كان لها مفعول السحر في تحريك الشارع المصري.

لا يخفى على أحد أن ثنائية نجم وإمام، اتسمت بالغضب والثورية، فكانت كلمات نجم السياسية تُلهب حماس إمام ليلحنها ويغنيها، يغنيها وهو يعلم أنها ستجلب له الفقر والسجن والغضب الأكبر، ولكنه كان يلحن ويغني حتى لو أغضبت منهم الأنظمة الحاكمة وقتها.

ورغم أنهما كان يتوقعا أنهما أبناء المدرسة الاشتراكية التي تؤمن بعدالة توزيع الثروات اجتماعياً ويريا أنهما من أبناء عبد الناصر الذي يحارب في كل جبهة من أجلهما، إلا أنهما سُجنا معاً في عهد عبد الناصر والسادات، واستمرت قصائدهم يرددها الطلاب في اعتصامات الطلبة أوائل السبعينيات وامتدت حتى ثورة 25 يناير 2011 عندما رددها المتظاهرون.

كان نجم وإمام غير مأمونين المواقف، ولا تعلم كيف سيعاملانك مهما كنت تقدم لهما معروفاً، ولا دليل واقعي على ذلك أكبر من علاقتهما بالعبقري صلاح جاهين، عندما خرج نجم من المعتقل قرر الانتقام من المثقفين – كل المثقفين- الذين يرى أنهم خذلوه ولم يقفوا بجواره عندما اعتقله هو ورفيقه النظام، وكان نصيب الانتقام الأكبر من صلاح جاهين، فكانت هناك فزورة كتبها الفاجومى عن صلاح جاهين وتضمنت أوصافا جارحة بحقه «شاعر بيتخن من بوزه- ممكن تخوف به عيالك».

والمضحك في الأمر أن نجم كتب هذه الفزورة، بعدما دفع صلاح جاهين لهما ثمن الكفالة المالية التي كان قدرها 100 جنيه لكل منهما، ولم يكن أي منهما يملك هذا المبلغ، ومن طرائف هذا الموقف أن الرسول الذي بعثه صلاح جاهين لدفع الكفالة أخذ المبلغ لنفسه وصرفها ولم يذهب لدفع كفالة نجم وإمام، لكن صلاح جاهين دفع قيمة الكفالة مرة ثانية عندما عرف بالأمر، وكان يتوقع أن هذا موقف نبيل منه لن يجازى عليه بهذه الفزورة المسيئة له.

بعد النكسة، تلاشت أغاني الحب والرومانسية التي سيطرت على مسامع المصريين لمدة تزيد عن العقدين، لتحل محلها صوت الغضب والاحتجاج، وكان الشعب متهيئا تماماً لاستقبال هذا النوع من الأغاني وهنا ذاع صيت نجم وإمام.

راجت بسرعة كبيرة «بقرة حاحا النطاحة»، إلى أن كتبا وقدما سوياً «الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا»، التي كانت بمثابة القذيفة في وجه المسئولين عن النكسة، وسُجن بعدها الرفيقان، ولبثا في السجن 3 سنوات حتى وفاة عبدالناصر، الذي أخذ قرار بعدم خروجهما من السجن في حياته، وأفرج عنهما السادات عام 1971 ضمن من أفرج عنهم من المعتقلين السياسيين، إلا أنهم سرعان ما عادوا للسجن بعد أن وجهوا رسائل أغانيهم للسادات الذى امتد خلافهم معه طوال فترة حكمه، فحين خرج الطلاب للشارع عام 1972 يستعجلون قرار الحرب غنى الشيخ إمام «رجعوا التلامذة للجد تانى» و«سلام مربع للقوات».

 وحين عبرت القوات المسلحة قناة السويس وبدأت تحرير سيناء غنى الشيخ إمام للشعب والعساكر في الوقت الذي كان فيه الغناء للقادة مألوفا، فغنى «دولا مين ودولا مين.. دولا عساكر مصريين».

وعلى الرغم من أن عام العبور كان عام التوهج لإمام ونجم، إلا أنه كان أيضاً شاهداً على أول خلاف كبير بينهم، وكان بسبب أغنية «دولا مين ودولا مين دولا عساكر مصريين» أيضاً.

الأغنية كان قد لحنها الشيخ إمام وفي ليلة كانوا مدعوين سوياً لسهرة فى بيت على بدرخان وزوجته سعاد حسنى، وغنيا الأغنية وأعجبت بها سعاد حسنى وطلبت من نجم أن تغنيها واستأذنته أن تعطى الكلمات لكمال الطويل ليعيد تلحينها.

بعدها بأيام وصل للشيخ إمام أن نجم غدر به واتفق مع سعاد حسني على أن تقدم الأغنية بصوتها وألحان كمال الطويل، وبعدها جاءه الخبر اليقين عندما فوجئ الشيخ إمام بالأغنية في الراديو بلحن كمال الطويل، فأحس بإهانة شديدة وغير مبررة من صاحبه ورفيقه الذى لم يدافع عنه، وغضب بشدة خاصة أن لحن الطويل كان قريبًا ومتأثرًا بلحن الشيخ إمام.

تدخل أحد الأصدقاء للصلح بينهما، وألح في طلبه إلى أن صفا الجو وبلع الشيخ الإهانة وعادت المياه إلى مجاريها، لكن كانت الأموال والشهرة أقوى من السندريلا في التفريق بين الصديقين والرفيقين.

كان الخلاف الأكبر في رحلتهم الشهيرة بين فرنسا والجزائر، التي طلبوا فيها بشكل لم يكن يتوقعاه، ففى الجزائر تعاقدا على إحياء 30 حفلة يطوفان فيها بكل ولايات ومدن الجزائر، وكان الإعلام الجزائرى يفرد الصفحات والحلقات للاحتفاء بهما، لكن فجأة اختفى نجم واتضح لهم أنه تزوج من أشهر ممثلات المسرح الجزائري وأقام معها ورفض أن يصحبهم فى الحفل، فكان الشيخ إمام يظهر بمفرده بصحبة عازف الإيقاع محمد على، وتصاعد الخلاف عندما اعترض نجم على تقسيم المكاسب المالية، وكانوا قد اتفقوا أن تتوزع بنسب ثابتة: 40٪ لنجم ومثلها لإمام والباقي لمحمد على، فجأة رأى نجم أن محمد على لا يفعل شيئا يستحق عليه نسبة الـ20%، كما أنه أساس التجربة وسبب نجاحها ولا يمكن أن يتساوى مع أحد.

أحس الشيخ إمام مجدداً بالإهانة، وقرر أن يؤجل الرد عندما يعود إلى القاهرة، وقد كان، فما إن عادا للقاهرة حتى قرر الشيخ إمام ألا يغني أي أغنية لنجم، وفي تلك الفترة لحن وغنى لعدد من الشعراء الفلسطينيين منهم توفيق زيّاد وسميح القاسم وفدوى طوقان وأحمد دحبور.

وظلت الأمور تسير على هذا النهج، لا إمام يغني لنجم، والفاجومي يقدم نصوص الأغاني التي لحنها وغناها الشيخ لمغنيين وملحنين آخرين يغنوها، إلى أن نجح بعض الرفاق فى ترتيب موعد بين الطرفين بحضور صافيناز كاظم رغم انفصالها عن نجم وقتها، لكن علاقتها الإنسانية بالطرفين كانت طيبة، إلا أن نجم تأخر عن ميعاده أكثر من ثلاثة ساعات، فأحس الشيخ إمام بالإهانة فطلب أن يعود إلى حوش قدم، وفي طريق عودته لمنزله فوجئ بنجم يجلس على المقهى منهمكاً في لعب الكوتشينة، ويلقي عليه هو وصديقه الذي كان متكفلاً بتوصيله التماسي بلا مبالاة، ففهم الشيخ الموقف وأحس بإهانة بالغة.

وظل التوتر قائما فى العلاقة بين نجم وإمام حتى رحيل الشيخ، تقابلا فى أكثر من مناسبة وتبادلا سلاما باردا، لكن رحل الشيخ وفي حلقه مرارة من نجم، الأمر الأكثر مراً أن نجم كان يتعمد الغياب عن حفلات تأبين الشيخ إمام، وكان من هذه الحفلات حفلة بحزب التجمع سنة 1995، ويوم التأبين ظل الجميع ينتظر نجم ولكنه لم يحضر.

الشيخ إمام فقد البصر لكنه أمتلك البصيرة

والشيخ إمام واسمه الحقيقي إمام محمد أحمد عيسى ولد في 2 يوليو 1918 بقرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة لأسرة فقيرة، وكان أول من يعيش لها من الذكور حيث مات منهم قبله سبعة ثم تلاه أخ وأخت، وأصيب في السنة الأولى من عمره بالرمد الحبيبي وفقد بصره بسبب الجهل واستعمال الوصفات البلدية في علاج عينه، فقضى إمام طفولته في حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبد القادر ندا رئيس الجمعية الشرعية بابى النمرس وكانت له ذاكرة قوية.

كان والده يحلم أن يكون ابنه شيخاً كبيراً، لكنه كان قاسياً في معاملته، أما والدته فكانت النبع الذي ارتوى منه إمام بالحنان في طفولته وعوضه فقد بصره، وكانت معايرة الأطفال لابنها بالعمى تدفعها للبكاء. كان إمام يندس في مواسم الأفراح والحج، وسط الحريم ليسمع غناءهن وأهازيجهن فنشأ صاحب أذن موسيقيه

لازم إمام حب الاستماع للشيخ محمد رفعت، وكان الاستماع للإذاعة من ممنوعات الجمعية لكونه بدعة، مع أنه كان يستمع للقرآن، إلا أن الجمعية قررت فصله بالإجماع. عندما سمع أبوه بما حدث لابنه من فصل من الجمعية بحث عنه فوجده يقضى نهاره في الحسين وليله في الأزهر حيث كان ينام، فأهانه وضربه وحذره من العودة لقريته مرة أخرى نظراً للجريمة التي اقترفها بتسببه في فصله من الجمعية، وبعدها مباشرة توفيت أمه التي كانت أعز ما لديه في الدنيا، ولم يتمكن من تشييعها لقبرها، وبالفعل لم يعد لقريته إلا حين مات أبوه.

وفى إحدى زياراته لحى الغورية قابل مجموعة من أهالي قريته فأقام معهم وامتهن الإنشاد وتلاوة القرآن الكريم، وكسائر أحداث حياته التي شكلتها الصدفة التقى الشيخ إمام بالشيخ درويش الحريري أحد كبار علماء الموسيقى، وأعجب به الشيخ الحريري بمجرد سماع صوته، وتولى تعليمه الموسيقى.

اصطحب الشيخ الحريري تلميذه في جلسات الإنشاد والطرب، فذاع صيته وتعرف على كبار المطربين والمقرئين، أمثال زكريا أحمد والشيخ محمود صبح، وبدأت حياة الشيخ في التحسن، وفى منتصف الثلاثينيات كان الشيخ إمام قد تعرف على الشيخ زكريا أحمد عن طريق الشيخ درويش الحريري، فلزمه واستعان به الشيخ زكريا في حفظ الألحان الجديدة واكتشاف نقط الضعف بها، حيث كان زكريا أحمد ملولا، لا يحب الحفظ فاستمر معه إمام طويلا، وكان يحفظ ألحانه لأم كلثوم قبل أن تغنيها، وكان إمام يفاخر بهذا.

حتى إن ألحان زكريا أحمد لأم كلثوم بدأت تتسرب للناس قبل أن تغنيها أم كلثوم، مثل "أهل الهوى" و"أنا في انتظارك" و"آه من لقاك في أول يوم" و"الأولة في الغرام"، فقرر الشيخ زكريا الاستغناء عن الشيخ إمام.

كان لهذه الواقعة أثر في تحويل دفة حياة الشيخ إمام مرة أخرى عندما قرر تعلم العزف على العود، وبالفعل تعلم على يد كامل الحمصاني، وبدأ الشيخ إمام يفكر في التلحين حتى إنه ألف كلمات ولحنها وبدأ يبتعد عن قراءة القرآن وتحول لمغن واستبدل ملابسه الأزهرية بملابس مدنية.

وفى منتصف التسعينات آثر الشيخ إمام الذي جاوز السبعين العزلة والاعتكاف في حجرته المتواضعة بحي الغورية ولم يعد يظهر في الكثير من المناسبات كالسابق حتى توفي في هدوء في 7 يونيو 1995 تاركاً وراءه أعمالاً فنية نادرة.

الفاجومى.. ربيب السجون

وتوفي أحمد فؤاد نجم يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2013 عن عمر يناهز 84 عاماً، بعد عودته مباشرة من العاصمة الأردنية عمان، التي أحيا فيها آخر أمسياته الشعرية برفقة فرقة الحنونة بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد تم تشييع جثمانه من مسجد الحسين بمدينة القاهرة.

وولد الشاعر أحمد فؤاد نجم «الفاجومي»، لأم فلاحة أمية، وفي قرية كفر أبونجم بمدينة أبوحماد وأب يعمل ضابط شرطة، في 23 مايو 1929 وكان ضمن 17 ابنا لم يتبق منهم سوى خمسة والسادس فقدته الأسرة ولم يره ثم التحق «نجم» بعد ذلك بكتّأب القرية، وبعد وفاة والده انتقل إلى بيت خاله حسين بالزقازيق وهناك أودع ملجأ أيتام 1936 والذي قابل فيه عبدالحليم حافظ، وخرج منه في 1945 وكان عمره 17 سنة وقد عاد «نجم» لقريته للعمل كراعي للبهائم ثم انتقل للقاهرة عند شقيقه إلا أنه طرده بعد ذلك ليعود إلى قريته، عمل نجم في معسكرات الجيش الإنجليزي متنقلا بين مهن كثيرة، وفي فايد التي كان يحتلها الإنجليز التقى بعمال المطابع الشيوعيين واشترك في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946 وتشكلت أثناءها اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال ومثلت قراءته لرواية «الأم» لمكسيم جوركي، بداية وعيه الحقيقي ولم يكن قد كتب سوي مجموعة أغان عاطفية.

ثم في الفترة ما بين 51 إلى56 اشتغل عاملا في السكك الحديدية ثم نقل إلى وزارة الشؤون الاجتماعية وعمل «موزع بريد» على القرى. وفي 1959 انتقل من البريد إلى النقل الميكانيكي في العباسية ثم وجهت إليه تهمة الاختلاس، ووضع في السجن لمدة 33 شهرا، ثم عمل بأحد المعسكرات الإنجليزية وساعد الفدائيين في عملياتهم وبعد إلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية دعت الحركة الوطنية العاملين بالمعسكرات الإنجليزية إلى تركها فاستجاب نجم للدعوة وعينته حكومة الوفد كعامل بورش النقل الميكانيكي.

وفي تلك الفترة قام بعض المسؤولين بسرقة المعدات من الورشة وعندما اعترضهم اتهموه بجريمة تزوير استمارات شراء مما أدى إلى الحكم عليه 3 سنوات بسجن قره ميدان وفي السنة الأخيرة له في السجن اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية (صور من الحياة والسجن) وكتبت له المقدمة سهير القلماوي ليحقق شهرة وهو في السجن وبعد خروجه من السجن عُين موظف بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية.

وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية وأقام في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور ثم تعرف على الشيخ إمام في حارة حوش آدم ليقرر أن يسكن معه ويرتبط به حتى أصبحا ثنائيا معروفا وقدما الكثير من أغني الرفض والأغاني الثورية المحرضة ثم انفصل هذا الثنائي بعد فترة واتهم الشيخ إمام قرينه أحمد فؤاد بأنه كان يحب الزعامة وفرض الرأي وأنه حصد الشهرة بفضله ولولاه ما كان نجم كان نجم شاعرا متدفقا وقد تزوج أكثر من مرة أولها من فاطمة منصور وأشهرها من الفنانة عزة بلبع والكاتبة صافيناز كاظم وأنجب منها نوارة نجم، وممثلة المسرح الجزائرية، صونيا ميكيو، وكانت زوجته الأخيرة هي السيدة أميمة عبدالوه.

وانضم أحمد فؤاد نجم إلى حزب الوفد منتصف يونيو عام 2010 بعد فوز الدكتور السيد البدوي بانتخابات رئاسة الحزب، إلا أنه أعلن استقالته في منتصف أكتوبر من العام ذاته أزمة بين الدكتور سيد البدوي وإبراهيم عيسى. وهناك فيلم يحكي سيرته واسمه «الفاجومي»، وهو مأخوذ من مذكراته الشخصية إلى أن توفي «زي النهارده» في 3 ديسمبر 2013 عن عمر يناهز 84 عاما، ومن قصائده «يعيش أهل بلدي، والخواجة الأمريكان، واستغماية هما مين، وإحنا مين، والبتاع، والكلمات المتقاطعة، وحسبة برما، وكلب الست، ونيكسون جاء، وبابلو نيرودا».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق