ريمونتادا كيروش

أخيرا عادت شخصية المنتخب المصرى التي افتقدناها لسنوات طويلة، تاه خلالها الفراعنة، مما أفقدهم المراكز المتقدمة التي كانوا يحتلونها.. عادت الشخصية على يد البرتغالى كارلوس كيروس الذى أستطاع خلال فترة قليلة لم تتجاوز الأسبوعين أن يعيد الثقة المفقودة بين المنتخب والجماهير.

 

 

فبعد الآداء الباهت الذي قدمه المنتخب المصري تحت قيادة حسام البدري المدير الفني السابق للمنتخب، في التصفيات الافريقية المؤهلة لكأس العالم 2022، سيطرت حالة من الغضب والاستياء على الشارع المصري ومشجعي الكرة المصرية، بعدما فقد الكثير من الجماهير الثقة في أداء المنتخب المصري، وطالبوا برحيل  حسام البدري عن تدريب المنتخب للنهوض بمستوى الفريق.

 

وبعد أعلان الاتحاد المصري لكرة القدم، عن تعيين البرتغالي كارلوس كيروش، مديرا فنيا للمنتخب خلفا للكابتن حسام البدري، شهد اختيار "كيروش" لقائمة المنتخب التي تستعد لمواجهة ليبيا في الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات الأفريقية استبعاد الثنائي محمد شريف ومحمد مجدي "قفشة"، مما أثار دهشة وتعجب الجماهير، خاصة في ظل تألق الثنائي خلال الموسم الماضي مع ناديهما وأدائهما المؤثر مع المنتخب.

 

رفض كيروش، الإفصاح عن أسباب استبعاد الثنائى محمد شريف ومحمد مجدى أفشة عن قائمة المنتخب، مؤكدًا أنه لا يحب الحديث عن أي لاعب بشكل منفرد وأنه لا يعلم سوى منتخب مصر فقط، مضيفا أنه ليس من الضرورة الحديث عن الحسابات بشكل مستمر خلال مشوار الفراعنة في تصفيات كأس العالم، مشيرًا إلى أن الحسابات غير منطقية في كرة القدم لأنها لا تعترف سوى بالاجتهاد ولكن الحسابات متروكة للمهندسين وعلماء الرياضيات.

 

مكاسب كيروش بعد مباراتي ليبيا

 

وفجر البرتغالي "كيروش" مفاجأة في اختيار تشكيل المباراة الذي اختار من بين اللاعبين الذين سيخوض المباراة اللاعب عمرو مرموش، المحترف في صفوف فريق شتوتجارت الألماني، والذي استهل مشواره مع «الفراعنة» بظهور تاريخي، حيث سجل هدف الفوز فى مباراة ليبيا الأولى، كما صنع الهدف الثانى لمصطفى محمد، وظهر بمستوى مميز نال به إعجاب الكثيرين، وأعاد للأذهان مستوى محمد زيدان نجم منتخب مصر ودورتموند الألمانى السابق.

 

وجنى كيروش، الثمرة الأولى من المشروع الذي تبناه منذ قيادة الفراعنة بالبحث عن المواهب المصرية في أوروبا ومنحها الفرصة، بعد الأداء الجيد والفوز الثمين الذي حققه منتخب مصر على منتخب ليبيا، والذي منح المدرب البرتغالي المخضرم الثقة، بعد الانتقادات العنيفة التي تعرض لها إثر اختياراته في قائمة المنتخب الوطني لمباراتي ليبيا، كما سيكون هذا الفوز بمثابة دافع معنوي للفراعنة.

 

وأعاد المدير الفني للمنتخب الوطني، التفاهم والانسجام بين لاعبي المنتخب المصري، وهذا ما ظهر في اداء مصطفى محمد وأحمد فتوح، حيث صنع مصطفى محمد الهدف الأول لزميله أحمد فتوح، كما تألق مصطفى محمد وسجل الهدف الثانى، لتعود ثنائية فتوح ومصطفى محمد التى كانت قد ظهرت فى المنتخب الاولمبى.

 

ويحسب للبرتغالى كارلوس كيروش، عدم الخوف والرهبة من الخصم حيث اعتمد على طريقة لعب هجومية ، دون الاتجاه نحو تأمين خط الوسط بـ3 عناصر كما كان يطالب البعض، لما يمتلكه من قدرة على القيام بالتنوع والتحول التكتيكى فى طرق اللعب خلال المباراة الواحدة،  وإعادة الروح إلى صفوف منتخب مصر، رغم انها نفس العناصر التى كانت تشارك فى الفترة الماضية.

 

ومن ضمن المكاسب التي حققها كيروش خلق روح منافسة وأمل عند كل اللاعبين المصريين وإمكانية تحقيق حلمهم بالانضمام للمنتخب الذى لم يعد حكرا على أحد، وأى لاعب يستطيع إيجاد فرصة في ارتداء قميص الفراعنة، بدليل أن عمر مرموش حصل على فرصة ونجح في إثبات وجوده.

 

وكسب كيروش وجهازه والمنتخب المصري، دعم الكل مرة أخرى من جماهير ونقاد وإعلام ومسؤولين، بعد فترة من العشوائية والأداء الضعيف والمتذبذب والنتائج غير الجيدة، ما جعل قطاع كبير ينصرف عن متابعة والاهتمام بالمنتخب القومي، ويركز أكثر في الصراع المشتعل دائمًا بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، لكن اليوم الوضع تغير، بعدما استطاع رفاق مو صلاح أن يستعيدوا ثقة الجماهير، وباتوا على بعد خطوات من التواجد في مونديال قطر 2022.