مخطط إعادة إحياء جماعة الإخوان ومحاولات التموضع في شمال أفريقيا (تحليل)
الأحد، 03 أكتوبر 2021 01:01 ممحمد الشرقاوي
لا تتوانى جماعة الإخوان الإرهابية عن محاولات العودة مجدداً للساحة السياسية في مصر ودول شمال أفريقيا، كونها كانت تشارك في الحكم في تلك الدول، ولفظتها الشعوب.
آخر تلك المحاولات أحبطتها وزارة الداخلية، وكانت تستهدف إعادة إحياء نشاط التنظيم، من خلال العمل على إيجاد مصادر تمويل لأنشطته الإرهابية، بما يضمن له التواجد.
الضربة التي نفذها قطاع الأمن الوطني كانت صادمة للجماعة، كونها يتورط فيها قادة ومصادر للتمويل على رأسهم القيادي المحبوس صفوان ثابت، والذي كان يدير أمواله عبر يحيى مهران عثمان كمال الدين.
وبحسب تحريات قطاع الأمن الوطني، فإن صفوان ثابت القيادي الإخواني المحبوس كلف مهران باستغلال شركاته في عمليات نقل وإخفاء أموال التنظيم واستثمار عوائدها لصالح أنشطته الإرهابية في محاولة للتحايل والالتفاف على إجراءات التحفظ القانونية المتخذة ضد الكيانات الاقتصادية المملوكة للجماعة.
وكشفت الأدلة استغلال الإخواني يحيـى مهران إحدى الشقق السكنية الكائنة بمنطقة حدائق الأهرام بالجيزة، لإخفاء أموال التنظيم، حيث تم عقب تقنين الإجراءات مداهمة شقته، وعثر بداخلها على غرفة سرية تُستخدم كخزينة لإخفاء الأموال، وبداخلها مبلغ 8 ملايين وأربع مائة ألف دولار، وبعض العملات الأخرى، فضلًا عن أوراق خاصة بالكيانات الاقتصادية المملوكة للتنظيم.
تلك المحاولة كانت ضمن تحرك مالي تقوده الجماعة عبر تكليفات مباشرة لرجال أعمال موالين لها، ففي ديسمبر الماضي، ألقي القبض على صفوان ثابت والسيد السويركي صاحب محلات التوحيد والنور وخالد الأزهري وزير القوى العاملة الأسبق في هشام قنديل.
الوضع في مصر يتلخص في محاولة لإعادة التأسيس واستمرار التواجد في الشارع وتقديم الدعم للجان المحافظات، وهو ما تترصد له أجهزة وزارة الداخلية، وتنفذ ضربات استباقية للخلايا النائمة.
الإخوان في ليبيا وعرقلة المرحلة الانتقالية
وفي ليبيا، تكثف جماعة الإخوان من تحركاتها لعرقلة الانتخابات الليبية، لترتيب أوراقها، بما يضمن لها تواجداً في العملية السياسية المقبلة، كونها لا تدرك عدم قبولها في الشارع الليبي.
وبالتالي كثف التنظيم الدولي للجماعة من تحركاته لضمان آخر معاقله في ليبيا، فسقوط الجناح الأقوى في تونس كان ضربة قاصمة، وأيضاً تبعه السقوط الكبير في المغرب.
وبدأت تحركات الإخوان على الأرض في ليبيا لإعادة الإحياء، بداية من العام الجاري وبدء فترة انتقالية، وظهرت للعلن حين أعلنت الإرهابية انفصالها عن التنظيم الدولي وتحويل الكيان لجمعية.
جماعة الإخوان في ليبيا
الأمر يفطن له الجميع، فهو مجرد مناورة سياسية، لتفادي حالة السخط الشعبي ضدهم، فالتنظيم بدأ العمل على مؤسسة جديدة حتى لا تصطدم مع الغرب، غير أن قطاع كبير من الليبيون يفطنون لتلك اللعبة.
وتسعى الجماعة في الوقت الحالي لعرقلة الانتخابات الليبية، بإحداث ضجة حول قانون انتخاب الرئيس الذي أقره مجلس النواب، والتلويح بقاعدة دستورية جديدة تضمن لهم التواجد وإقصاء الخصوم.
تونس.. النهضة تتآكل وتنصهر في كيان جديد
مع استمرار تآكل جماعة الإخوان في تونس وانهيار شعبيتاها، ظهرت إلى السطح استقالات كبيرة، على خلفية فشل التنظيم في الإصلاح من الداخل واحتواء الأزمة الداخلية.
وظهر حزب سياسي جديد، يقوده أعضاء سابقون والمستقيلون من الحركة، ويقودهم سمير ديلو وعبد اللطيف المكي، أحد رجال راشد الغنوشي في السابق.
سقوط الإخوان في تونس
في مقال نشرته صحيفة الاتحاد الإماراتية اليوم، للدكتور سالم حميد، قال في تونس يبدو أن السحر انقلب على الساحر، حيث إن هذا الحزب أصبح في مهب الريح، خاصة أن هناك رغبة في الانقلاب على هذا الحزب وتشكيل حزب وسطي يخرج نهائياً عن عباءة "الإخوان"، بعد أن فشلوا في قيادة العملية السياسية في تونس.
وتابع حميد: "ثم فشلوا فيما تبقى لهم وهو رئاسة البرلمان، وبعد أن حاكوا المؤامرات ضد البلاد، وعملوا على تقويض كل الجهود من أجل إخراج تونس من أزمتها الاقتصادية وحتى الصحية في ظل جائحة كورونا، وما ترتب على ذلك من كشف لعمليات الفساد غير المسبوقة".
هزيمة الإخوان في المغرب قاسية
في سبتمبر الماضي، تلقت جماعة الإخوان الإرهابية ضربة قاصمة أخرى، بعد خسارة حزب العدالة والتنمية الانتخابات البرلمانية في المغرب، لتنتهي 10 سنوات من السيطرة على الحكم.
وكشف تقرير لموقع "ذا نورث أفريكا بوست" الدولي المعنى بالشرق الأوسط، أن جماعة الإخوان تلقى ضربة موجعة، بعد خسارة حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسي للإخوان في المغرب، الانتخابات البرلمانية التي عقدت مؤخراً.
وأشار إلى أن الجماعة لعبت على الشعارات الدعوية الرنانة لكسب تأييد المجتمع المغربي لكن سقوطها الأخير كشف زيف هذه الشعارات، بالإضافة إلى أنه عكس جملة من الدلالات المرتبطة بواقع حركات الإسلام السياسي والذي تصدر المشهد السياسي في العالم العربي منذ 2011؛ حيث إنه أثبت أن تلك الحركات غير قادرة على تحقيق ما أطلقته من وعود وشعارات للشعوب التي حكمها.
قادة الإخوان في المغرب
وشدد على أن الإخوان في المغرب فشلوا في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للبلاد أو إحداث أي إصلاحات ملموسة للناس، رغم بقائه في السلطة عشر سنوات، لافتًا أنه بسقوط الجماعة في المغرب انتهى عصر الشعارات الأيديولوجية الرنانة للإسلام السياسي في العالم العربي.
ويدفع الوضع المتأزم لتنظيم الإخوان، كافة روافد الجماعة وكياناتها والداعمين لها، إلى العمل على مخطط إعادة الإحياء، في البؤر الرئيسية ودول النشأة والتمركز، بما يحقق للجماعة مزيداً من التواجد، في وقت تواجه فيه الانهيار الكامل.