تفاصيل معركة قادة البنتاجون مع بايدن بشأن الانسحاب من أفغانستان
الجمعة، 01 أكتوبر 2021 07:30 م
لازالت أصداء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان تثير الجدل حيث كذب قادة بالبنتاجون الرئيس جو بايدن، أمام لجنة القوات المسلحة في الكونجرس، ووصفوا الانسحاب بأنه بمثابة "فشل استراتيجي".
وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية كينيث ماكينزي، إنه نصح بايدن بإبقاء 2500 جندي في أفغانستان، بما يتعارض وتصريحات بايدن والآلية التي تم بها الانسحاب.
ويعتقد محللون بأن تلك التصريحات تأتي في إطار التجاذبات الحالية في ظل الضغوطات الممارسة من قبل الرأي العام وداخل الكونجرس، وأن جميع الأطراف تسعى إلى تبرئة ساحتها أمام الرأي العام الأمريكي.
وأمام ذلك المشهد، يتصور محللون أن إدارة الرئيس بايدن تواجه تحديات جسام، تؤثر بشكل مباشر على شعبيتها، ينعكس ذلك بالتبعية على انتخابات التجديد النصفي القادمة، وهو ما تطرقت إليه عديد من استطلاعات الرأي، بما يؤثر بشكل مباشر على الإدارة الأميركية وتعاملها مع عديد من الملفات.
هذه التشققات داخل الإدارة الأمريكية بين البيت الأبيض والبنتاجون يعتقد خبير العلاقات الدولية أيمن سمير،بأنها "سوف تتصاعد في الفترة المقبلة، وستكون هناك تطورات جديدة في إطار هذه التجاذبات الحادثة".
ويوضح أن ما يصفه بـ "المساحات الرمادية" التي تتحدث بها إدارة الرئيس بايدن تسهم في إضعاف مصداقية تلك الإدارة بشكل كبير لدى الرأي العام الأميركي وكذلك لدى أعضاء الكونغرس، ناهيك عن الرفض الخارجي، مشيراً إلى أن "إدارة بايدن تعاني من مشكلات كثيرة، ويبدو أنها لا تملك تصوراً أو رؤية استراتيجية فيما يخص آسيا الوسطى والشرق الأوسط وحتى العلاقات مع حلفائها الأوربيين -بدليل ما حدث مع فرنسا أخيراً".
يقول سمير إنه "من المؤكد أن هذا المشهد سوف يلقي بظلاله على انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر 2022، والتي تميل لصالح الجمهوريين الآن، أو على أقل تقدير خسارة الديمقراطيين لجزء كبر من مقاعدهم وربما عودة الأغلبية للجمهوريين (..) وهناك استطلاعات رأي تقول إنه لو أجريت انتخابات الآن بين بايدن وترامب سيفوز ترامب.. يدفع ذلك المشهد إدارة بايدن إلى عدم التركيز في قضايا استراتيجية مهمة أخرى".
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة، مارك ميلي، قد قال في شهادته إن موقفه منذ خريف العام الماضي كان يتمثل في الإبقاء على 2500 جندي في أفغانسان، ومع إمكانية رفع العدد إلى 3500 جندي. وأوضح أن بلاده "خسرت الحرب في أفغانستان" وأن الانسحاب يشكل "فشلاً استراتيجياً".