تمر اليوم الذكرى الـ 98 على ميلاد الكاتب الصحفي الراحل، محمد حسنين هيكل، أهم كتاب وأعمدة الصحافة المصرية، صناع وكتاب الصحافة.
ولد محمد حسنين هيكل، فى 23 سبتمبر 1923، بقرية باسوس محافظة القليوبية، وتلقى تعليمه فى القاهرة، ثم اتجه إلى الصحافة فى وقت مبكر، بجريدة " الإيجيبشيان جازيت"، كمحرر تحت التمرين بقسم الحوادث، ثم عمل بالقسم الألماني.
شارك محمد حسنين هيكل، في تغطية بعض المعارك التي خلفتها الحرب العالمية الثانية، ثم انتقل للعمل بمجلة آخر ساعة عام 1945، واستمر فيها حتى امتلكتها جريدة أخبار اليوم، وفي هذا الوقت عمل كمراسل متجول للجريدة، ينقل الأحداث الجارية من كل مكان بالعالم، فسافر إلى كوريا وأفريقيا والبلقان.
استقر الكاتب الصحفي الراحل، محمد حسنين هيكل، في مصر عام 1951، وتولى منصب رئيس تحرير مجلة آخر ساعة، وكذلك مدير تحرير جريدة أخبار اليوم، حيث استطاع من خلال وظيفته أن يتلمس الواقع السياسي الجاري في مصر آنذاك.
تولى محمد حسنين هيكل، مصب رئيس تحرير جريدة الأهرام لمدة 17 عاما، وكان له عمود أسبوعي خاص به تحت عنوان بصراحة، واستمر في كتابة هذا العمود إلى عام 1994.
وعلى مدى 74 عاما، وهى رحلة الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، فى بلاط صاحبة الجلالة، عاش خلالهم بين دهاليز الرؤساء مؤثرا بأفكاره ومواقفه، فـ"الأستاذ" كما يطلق عليه الكثير، عاصر 2 من ملوك مصر، و7 رؤساء جمهورية.
كانت ثورة 23 يوليو بمثابة ميلاد جديد للأستاذ، واستطاع من خلال متابعته وتغطيته لتطورات حركة الجيش، ورحيل الملك، وتشكيل الوزارة، لتنشأ بينه والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، علاقة وطيدة، وحرر كتابا بعنوان "فلسفة الثورة ".
نشأت العلاقة بين الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، والرئيس جمال عبد الناصر عام 1948، أثناء حرب فلسطين، حينما أصر الأستاذ على السفر إلى فلسطين، لتغطية أخبار الحرب، وكان الصحفى المصرى الوحيد الذى استطاع السفر إلى هناك بطريقته الخاصة، ليقابل عبد الناصر باعتباره أحد أبطال الحرب.
وظهرت الصداقة التى ربطت بين هيكل وعبد الناصر، جلية فى صياغته لخطاب التنحى الذى ألقاه الرئيس على الشعب في أعقاب نكسة حرب 1967، وهو الخطاب الذى تمكن ناصر، من تغيير موقف المصريين، عاطفيًّا، ليتمسكوا برئيسهم رغم الهزيمة الكبرى.
وإلى جانب العمل الصحفى الكبير الذي كان يشارك في محمد حسنين هيكل، شارك كذلك فى الحياة السياسية، وتولى منصب وزير الإرشاد القومى عام 1970.
وتحدث الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، عن فترة معاصرته للزعيم جمال عبد الناصر، قال: "كان ناصر، يتصل بى مرتين، الأولى قبل نومه، والثانية عندما يستيقظ".
بعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، استطاع هيكل، أن يحافظ على قربه من الرئاسة فى عهد الرئيس محمد أنور السادات، فكتب العديد من الخطابات التى ألقاها الرئيس أمام البرلمان، لكن سرعان ما اختلفا، فنشر السادات قرارًا فى الصحف يوم 2 فبراير 1974، بنقل هيكل، من رئاسة تحرير الأهرام إلى قصر عابدين، كمستشار لرئيس الجمهورية، وهو ما رفضه هيكل، وجعله يقول عبارته الشهيرة التى تصدرت عناوين الصحف حينها "إن الرئيس يملك أن يقرر إخراجى من الأهرام، وأما أين أذهب بعد ذلك فقرارى وحدي...وقرارى هو أن أتفرغ لكتابة كتبي.. وفقط".
اختلف محمد حسنين هيكل، مع الرئيس السادات، حول التعامل مع النتائج السياسية لحرب أكتوبر، وشن حملة شرسة عليه، اتهمه فيها بأنه ينحرف عن مسار جمال عبد ناصر، حتى وصل الأمر ليكون هيكل هو الاسم الثانى فى قائمة ضمت أكثر من 1000 اسم، صدرت بحقهم أوامر اعتقال فى سبتمبر 1981.
عندما تولى الرئيس الراحل حسنى مبارك، حكم مصر عام 1981، بادر بالإفراج عن كل المعتقلين فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ومن بينهم هيكل، ودعاه إلى قصر الرئاسة، ودار حديث بينهما امتد ل 6 ساعات متواصلة.
وذكر هيكل، فى كتاب "مبارك من المنصة إلى الميدان"، أنه أيد مبارك، شخصيا، فى البداية، ودعا كل المواطنين لمساندته لينجح فى أداء مهمته، إلا أنه عام 2002 بدأت علاقة بينهما تتوتر، بعدما ألقى هيكل، محاضرة فى الجامعة الأمريكية، قال فيها "إن السلطة شاخت فى مواقعها، وهناك مخطط واضح لتوريث الحكم، ومهما كانت الصورة حلوة، فلابد أن نقول كفاية".
وسبق تصريح هيكل مف محاضرة الجامعة الأمريكية، تصريحه ضد محاولة البرلمان المصري، للقانون 93 لسنة 1995، الخاص نقابة الصحفيين المصريين، ووجه رسالة قوية لنظام مبارك، قال فيها: "إن هذا القانون فى ظنى سلطة شاخت فى مواقعها وهى تشعر أن الحوادث قد تجاوزتها".