دينا الحسيني تكتب: في الذكرى الـ20 .. 11 سبتمبر فزاعة تطارد أمريكا
السبت، 11 سبتمبر 2021 08:30 م
رغم مرور 20 عاماً على هجمات 11 سبتمبر التي ألحقت خسائر في أمريكا قدرت بمئات المليارات، ليس فقط ضرب برجي مركز التجارة العالمي ، بل شملت خسائر عسكرية ومادية تمثلت في حجم الأموال التي أنفقتها الأنظمة الأمريكية لملاحقة التنظيمات الإرهابية، والتي قدرت بأكثر من 124 مليار دولار أميركي مقابل التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان تحت مسمى"الحرب على الإرهاب" منذ 2002 حتى الانسحاب في 2021، بحسب تقرير أخير صادر عن "البيت الأبيض" يونيو الماضي وقبل سيطرة طالبان على الحكم، في أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة في تاريخها استمرت لعقدين.
هجمات 11 سبتمبر لم تكن حادثاً استثنائياً استيقظ عليه الأمريكيون، بل غيرت لغة الخطاب السياسي الأمريكي في الداخل والخارج،وأحدث تغييراً عالمياً، وبات التغييرالأهم هو التوترات التي شهدتها العلاقات الخارجية الأمريكية مع دول منطقة الشرق الأوسط والتي وصلت لحد الصدام في بعض الأحيان.
ورغم كل ما فرضته أمريكا من إجراءات لمكافحة الإرهاب وتصفية عناصر متورطة في التخطيط لتنفيذ الحادث أبرزهم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، إلا أن شبح هذا الحادث وما خلفة من دمار لازال يثير فزاعه لدى النظام في الولايات المتحدة ويهدد بقاءة في السلطة رغم كل المعارك التي خاضتها أمريكا مع " المتطرفين" في العديد من الدول، فأياً كانت الإنتماءات الإيديلوجية لرأس النظام في أمريكا إلا أنه وحدتهم تخوفات تكرار سيناريو أحداث سبتمبر 2001 .
ما يؤكد تلك التخوفات، كلمة مسجلة للرئيس جو بايدن مدتها 6 دقائق تداولتها وسائل إعلام أمريكية في الساعات الأولى من صباح اليوم، بالتزامن مع ذكرى وقوع الحادث، جوبايدن قال نصا:"هذا بالنسبة إليّ هو الدرس المركزي لـ11 سبتمبر، وهو أنه عندما نكون الأكثر عرضة للخطر فإن الوحدة هي أعظم قوة لدينا".
فما تكشفه الأسرار حول الحادث الأضخم في تاريخ القوة الأمريكية العظمى، يوماً تلو الآخر يشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لازالت تعاني من شبح أثار الجماعات المتطرفة حتى يومنا هذا، على الرغم ما يوجه لأمريكا حالياً من إنتقادات حادة بشأن تغيير سياستها في التعامل مع الجماعات الإرهابية ما بين إحتضان وإيواء فصائل منهم وبين إنسحاب مفاجيء من أفغانستان ترك العديد من علامات الإستفهام لدى الأمريكيين أنفسهم.