رحلة الملكة فريدة من حياة القصور لشقة صغيرة في سرايات المعادي

الإثنين، 06 سبتمبر 2021 12:00 ص
رحلة الملكة فريدة من حياة القصور لشقة صغيرة في سرايات المعادي
إيمان محجوب

الملوك تعيش في الغابات بكرامتها.. كان هذا شعار فريدة مصر ومحبوبه الشعب الملكة فريدة الزوجة الأولي لأخر ملوك مصر فاروق الأول والتي تمر اليوم ذكري ميلادها، فقد ولدت صافيناز ذو الفقار في 15 ستمبر 1921بمدينة الأسكندرية، لعائلة ذو الفقار المصرية العريقة.
 
تعرفت علي الملك عندما اشتركت في الرحلة الملكية التي قام بها الملك فاروق ووالدته الملكة نازلي وأخواته إلى أوروبا في عام 1937، وخلال تلك الرحلة تعرفت على الملك فاروق، وأعلنت الخطبة الرسمية بعد عودة الأسرة المالكة إلى مصر في صيف عام 1937، وتم الزواج في 20 يناير 1938 وسط احتفالات شعبية لم يسبق لها مثيل.
 
10893746-117800457
 
أنجبت الملكة فريدة من الملك فاروق ثلاثه بنات هن الأميرة فريال والأميرة فوزية والأميرة فادية، طلقها الملك فاروق عام 1948، وكان طلاقهما من أسباب تراجع شعبية الملك بين أبناء الشعب المصري ، وخرجت مظاهرات تهتف بحياتها وتردد «خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة» و«خرجت الطهارة من بيت الدعارة» واعتبرها المصريون بطلة قومية لأنها أول من كشفت فساد القصر ورفضته وفضلت الطلاق.
 
266
 
بعد ثورة يوليو الذي أطاحت بالملكية في 23 يوليو 1952 غادر بناتها مع والدهم إلى منفاه في إيطاليا، ولم تستطع رؤيتهم مدة طويلة، ولكن بعد انتقالهن إلى سويسرا كانت تسافر كثيرًا لرؤيتهن، لأنها كانت مقيمة بقصر في منطقة الهرم بعد طلاقها من الملك فاروق.
 
 
ولأن فريدة كان لها موقف مشرف من فساد الملك وحاشيته، وافق الرئيس عبد الناصر على عدم المساس بشىء من ممتلكاتها ومجوهراتها ،في نفس الوقت كان هناك من يحاول أن يستغل الموقف لنفسه، فزارها جمال سالم عضو مجلس قيادة الثورة وكان رئيسا للجنة المصادرة وقتها ليخبرها بقرار الرئيس، ولكنه فى نفس اللحظة طلبها للزواج.
 
اندهشت الملكة فريدة من هذا الطلب واعتبرته مساومة لا تقبلها علي كرامتها، فهي من تنازلت  عرش مصر، بل وطلبت الطلاق من الملك فاروق بسبب فساده ونزواته، فغضبت الملكة فريدة غضبا شديدا واضطرت إلي مغادرة مصر سنة 1963 وسافرت بعدها إلى لبنان وسويسرا وباريس وأقامت فيها. 
 
2015-635773421007525399-752
 
 
وفي عام 1982 عادت إلى مصر وعاشت حياة عادية وأقامت معرضاً فنياً للوحاتها بعنوان« ألف رؤية ورؤية»، وعندما مرضت ساعدها الرئيس مبارك على شراء شقة وسيارة لادا ومعاش 200جنيه، وعاشت الملكة فريدة آخر سنوات عمرها فى شارع بسيط من من شوارع سرايات المعادى دون أن يعرف أحد أن ملكة مص التي كانت تسكن القصور تعيش بشقة صغيرة جدا لكنها أنيقة، وألوانها توحى بحزن قاتم لكن الملكة فريدة كانت قامة عالية بتعففها وشموخها.
 
وعاشت الملكة فريدة آخر سنواتها فى مصر تقهر المرض والألم النفسى بالفن والإبداع، كما تردد أن الملكة فريدة عادت الى الملك فاروق بعقد زواج رسمى قبل وفاته ببضع سنوات، ففريدة الملكة التى تركت المال والعرش بكامل إرادتها، هى نفسها التى عادت إلى الرجل الذى أحبته بعد أن أصبح بلا تاج ولا عرش، فعادت كأى زوجة تساند زوجها فى محنته، تمنحه من روحها القوة والحنان وعندما ماتت فى أكتوبر 1988 لف جثمانها بالعلم المصرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق