باستغلال القوانين الأوربية.. كيف حاولت جماعة الإخوان استخدام الأنشطة الاقتصادية المشبوهة في اختراق أوروبا؟
الأربعاء، 25 أغسطس 2021 07:52 ممحمد فزاع
اعتمد تنظيم الإخوان في أوروبا على سياسة المراوغة، والخداع لتنفيذ أنشطته المشبوهة، بعيدًا عن أعين أجهزة الأمن والاستخبارات، مع اتخاذ الدول لإجراءات سياسية وتشريعية حاسمة للسيطرة على الإمبراطورية المالية للجماعة.
وعملت الجماعة على التغلغل وتثبيت أقدامها بتكوين ثروات بشرية ومادية، تسمح لها بتنفيذ مشروعها العالمي، مستغلة القوانين الأوروبية التي تتعلق بالحريات الفردية والأنشطة الاقتصادية والثقافية.
وكان من أهم الأنشطة التجارية التي اندست فيها بالمجتمعات الأوروبية وخاصة في هولندا وألمانيا، «تجارة الحلال» الضخمة، والتي تقدر قيمتها بنحو 2.3 تريليون دولار أمريكي سنويا، بحسب المركز الأوروبي للدراسات ومكافحة الإرهاب.
وتشهد الصناعة الكبيرة لأغذية الحلال نموًا كبيرًا بسبب زيادة أعداد السكان المسلمين، وهو ما يعني زيادة كبيرة في استهلاكها، إذ من المتوقع أن يرتفع إجمالي عدد السكان المسلمين من 23% في الوضع الحالي إلى حوالي 30% من إجمالي سكان العالم بحلول 2030.
وتتمثل أهم الاستثمارات الإخوانية في أوروبا «بنك التقوى» الذي أسسه الإخواني يوسف ندا، وبنك «أكيدا الدولي»، الذي أسسه التنظيم الدولي، وهو متورط في دعم الجماعات المتطرفة والأصولية، وكذلك «مؤسسة أوروبا» التي تأسست عام 1997، وشغل منصب مديرها التنفيذي أحمد الراوي عضو المكتب الدولي للجماعة.
وبخلاف «الأغذية الحلال» توجد شركات «الأوف شور» التي تعتبر مؤسّسات مالية خارجية تعمل في جزر قريبة من أوروبا، مثل جزر البهاما وجرسي والكايمان، وترتبط عن كثب بالعواصم المالية والسياسية الكبرى.
وتُعَد الشركات ملاذات آمنة لإيداع أموال الأثرياء أو تلك الناتجة عن الفساد والجريمة المنظمة، وقد نجحت الجماعة الإرهابية منذ أوائل الثمانينيات من القرن العشرين في بناء هيكل متين من هذه الشركات، بالتوازي مع نمو ظاهرة البنوك الإسلامية، ومن خلال هذا الهيكل تمكنت من إخفاء ونقل الأموال عبر العالم.
وبشكل عام تنتشر المؤسسات الإخوانية في أوروبا، منها مؤسسة «قرطبة للحوار العربي الأوروبي» في بريطانيا، وهي منظمة دعم حقوقي وسياسي، يديرها أنس أسامة التكريتي، ومؤسس أغلب المنظمات الإخوانية في بريطانيا، في الفترة من 1997 إلى الآن.
وكذلك توجد منظمة المجلس الإسلامي في بريطانيا، فهي أكبر منظمة دعم سياسي تعمل باسم المسلمين في بريطانيا، تأسست عام 1997 على يد قيادات جماعة الإخوان المسلمين وبمساعدة شبكة المودودي الباكستانية.
ومن الأدوات الإعلامية للإخوان في أوروبا قناة الحوار، وهي إحدى الأدوات الإعلامية المؤثرة لتنظيم الإخوان المسلمين في أوروبا، تأسست عام 2006 على يد عدد من قيادات الإخوان، أشهرهم أنس التكريتي رئيس مؤسسة قرطبة.