يقاوم طالبان من بنجشير.. من هو الشاب أحمد مسعود قائد "الأسود الخمسة"؟

يبدو أن حركة طالبان لن تهنأ بالسيطرة علي كل المناطق داخل أفغانستان بعد فرار القوات الحكومية من كابول ليعلن التنظيم سيطرتهم الكاملة علي أفغانستان فيما عدا منطقة وحيدة تسمي منطقة " بنجشير " أو ما يسمونها بمنطقة " الأسود الخمسة، ولعل مصدر القلق لطالبان هذه المرة هو الشاب الطموح أحمد مسعود نجل القيادي السابق أحمد شاه مسعود، والذي قاد المقاطعة " العصية " علي طالبان وكبدهم خسائر عديدة كان أخرها الكمين الذي نصبته قواته الذين وصفوا أنفسهم بأنهم من القوات المناهضة لحركة طالبان والذي أدي إلي مقتل 30 شخصا من أفراد طالبان.

وقال المتحدث باسم المقاتلين ضد طالبان الذي تم الإشارة إليه باسم "عباسين": "لقد حاصروا قوات طالبان في المقاطعات الشمالية، وخاصة في بنجشير وإقليم بجلان. انهارت ثلاث مناطق على الأقل أمام قوات المقاومة هذه".

وأظهر مقطع فيديو حديث أحمد مسعود، نجل القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود، وهو يستقل طائرة هليكوبتر حيث يقال إن مسعود يحشد القوات لبدء مقاومة طالبان، كما أن هناك تكهنات بقيام عدد من السياسيين الأفغان البارزين بإعادة تجميع صفوفهم في وادي بنجشير بعد أن أعلن نائب الرئيس أمر الله صالح دعمه لأحمد مسعود عبر تويتر.

وبرز اسم أحمد مسعود (32 عاما) مؤخرا بين أسماء قيادات قليلة، تفرض نفسها في المشهد، بعد سيطرة حركة طالبان على مقاليد السلطة بأفغانستان، فيما عدا ولاية بنجشير، أو الأسود الخمسة، التي كانت دوما حتى خارج سيطرة طالبان في فترة حكمهم السابق.

ويسعي الشاب أحمد مسعود للدخول في مفاوضات مع طالبان تنتهي بالتوافق على حكم فيدرالي لأفغانستان، تبقى فيه "الأسود الخمسة"، في حظيرة سيطرته.

فمن هو أحمد مسعود؟

- وُلد أحمد مسعود على مقربة من فوهات المدافع في العاشر من يوليوعام 1989.

- ولد أحمد مسعود وحيد لوالده ومعه 5 فتيات.

- هو نجل القيادي احمد شاه مسعود الذي قاد المقاومة ضد الأفغان.

- شاهد في سنواته الأولى والده أحمد شاه مسعود وهو يصدّ طالبان عن ولاية "الأسود الخمسة".

- التحق بالدراسة في وقت مبكّر حيث تمكن والده بنفوذه في المنطقة من متابعة دراسته فأرسله الوالد (أصوله طاجيكية) ليقضي طفولته في طاجيكستان، وهناك درس الابتدائية.

- أكمل أحمد مسعود دراسته الثانوية في إيران.

- التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية العريقة ببريطانيا، وتخرج منها عام 2012.

- حصل بعد ذلك على بكالوريوس في دراسات الحرب من جامعة "كينغز كوليج" بلندن، عام 2015

- تخرج حاصلا على درجة الماجستير، في العام الموالي من جامعة "سيتي" بالمملكة المتحدة.

- أكمل الشاب الطامح دراسته وعاد إلى أفغانستان، لبدء نشاطه السياسي، بناء على إرث والده، التي قتل عام 2001، على يد تنظيم القاعدة، قبل أن يشاهد سقوط حكم طالبان، والقضاء على التنظيم الإرهابي الذي اغتاله.

- أحاط احمد مسعود نفسه بمناصرين بالآلاف، ومقاتلين أشداء، يملكون مخزون السوفيّيت من الأسلحة في ولاية بنجشير.

- يحرص أحمد شاه مسعود غالبا على اعتمار القبعة الأفغانية المعروفة بـ"الباكول"، في تأكيد على أصالة ضرورية لزيادة أنصاره بوادي بنجشير (الأسود الخمسة).

- في عام 2019 أعلن مسعود من ولاية بنجشير نيته ملء فراغ والده مؤسسا حزبا سياسيا إضافة إلى جمعيته الناشطة التي تحمل اسم العائلة.

- دعا أحمد مسعود في حشد كبير اختار أن يكون مكانه ضريح والده أنصاره إلى دعمه.

- أوضح الخطوط العريضة لطرحه السياسي، وفي أولويته "التزام الحرية"، ولا مركزية السلطة في أفغانستان، بنظام إسلامي معتدل.

- وحين سيطرت طالبان على أفغانستان مجددا، كان مسعود الابن وقتها في كابول، وغامر في طريق محفوف بالمخاطر للعودة إلى بنجشير ليرتب صفوف مناصريه معلنا استعداده للقتال ومد يده للحوار في ذات الوقت.

- استقبل أحمد مسعود عشرات القادة من أنحاء أفغانستان والتحق به أمر الله صالح، نائب الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي نصّب نفسه رئيسا "شرعيا" وحيدا للبلاد.