عودة طالبان تشعل أفغانستان.. هل تمنح الحركة "قبلة الحياة" لتنظيم القاعدة من جديد؟
السبت، 07 أغسطس 2021 08:24 م
تدهورت الأوضاع بشكل متسارع فى أفغانستان عقب إعلان حركة طالبان سيطرتها على مدينة شيبرجان، عاصمة إقليم جوزجان، والتى تعد ثاني عاصمة للأقاليم تسقط في أيدي الحركة خلال 24 ساعة، فماذا عن عودة تنظيم القاعدة إلى الأراضي الأفغانية مجددًا، وهل تمنحه الحركة "قبلة حياة" ليبعث من جديد؟
قبل التطرق إلى إمكانية عودة تنظيم القاعدة فى أفغانستان من عدمه فربما تشهد الأيام المقبلة جحيمًا على الأراضي الأفغانية بين طالبان والجيش الأفغاني، مما دعا الخارجية البريطانية لأن تحذر من أعمال إرهابية قد تقع خلال الفترة المقبلة هناك، فيما اقترحت السفارة الأمريكية في كابول تقديم مساعدات مادية لمواطنيها وذلك لتسهيل حصولهم على تذاكر طيران للعودة من كابول إلى الأراضي الأمريكية.
على أثر هذه الأحداث المتسارعة طلبت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من مواطنيهما مغادرة أفغانستان بشكل فوري، فماذا عن دو القاعدة هناك وهل من المرجح عودتها لتطل على المشهد الافغاني من جديد.
وكانت "طالبان" قد أعلنت سقوط عاصمة ولاية نيمروز الواقعة جنوب غربي أفغانستان في أيدي مسلحي حركة طالبان لتعد بذلك أولى عواصم الولايات الأفغانية التي تسقط في أيدي الحركة منذ سنوات.
وبالرغم من إعلان القوات الأمريكية عن اقتراب انسحابها الكامل من أفغانستان، إلا أن التطورات الأخيرة جعل الإدارة الأمريكية ترسل قاذفات من طراز "بي-52" لقصف مواقع لحركة "طالبان" في شمال البلاد.
وشن سلاح الجو الأمريكي بالفعل غارات على مجموعة من قوات "طالبان" في مدينة شبرجان، مركز ولاية جوزجان،مما أدى لخسائر فادحة وسط صفوف الحركة، وهو ما أكدته الحكومة الأفغانية عللى لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية فواد أمان.
وكانت تقارير قد حذرت الإدارة الأمريكية من مغبة انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان إلا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن أن 31 أغسطس سيكون تاريخ انتهاء انسحاب قوات بلاده من أفغانستان.
ولم يضع الرئيس الأمريكي جو بايدن فى اعتباره تقارير وكالات المخابرات الأمريكية والتى حذرته من احتمالية عودة حركة طالبان لتجتاح أفغانستان خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، فى حال انسحاب القوات الأمريكية قبل توصل أطراف الحرب إلى اتفاق لتقاسم السلطة السياسية، ما قد يعيد تنظيم القاعدة من جديد إلى أفغانستان.
كما حذر الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، من عواقب قرار سحب الجيش الأمريكي وقوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان.
ويعد "بوش" هو من أمر بإرسال الجيش الأمريكي إلى أفغانستان منذ 20 عاما عقب هجمات 11 سبتمبر، حيث قال فى تصريحات له "عواقب إنهاء أطول حروب أمريكا ستكون سيئة بشكل لا يصدق للنساء والفتيات، وأن قرار سحب القوات الأمريكية من أفغانستان خطأ".
وتدرك الحكومة الأفغانية أن عودة طالبان لتسيطر على عدة مدن وأقاليم في البلاد سيتيح لتنظيم القاعدة إعادة بناء قواعده، وهو ما أكده الرئيس الأفغاني "أشرف غني" بتأكيده فى تصريحات له إن حركة طالبان لديها ارتباطات عميقة بتنظيم القاعدة وجماعتي لشكر طيبة وجيش محمد الباكستانيتين وقوله إن:" طالبان تريد تحويل أفغانستان إلى ملجأ للمتمردين لكن الحكومة الأفغانية لن تسمح بحصول ذلك".
لكن متحدثا باسم وزارة الدفاع الأفغانية قال لبي بي سي إن القوات الحكومية لا تزال في المدينة وستطرد طالبان "قريبا".