خضر التوني.. أسطورة الرقم القياسي في رفع الأثقال الذي انحنى له هتلر
الثلاثاء، 03 أغسطس 2021 01:33 مكتبت: إيمان محجوب
وسط الضباب الذي يحيط برياضة رفع الأثقال المصرية بعد حرمان الاتحاد المصري من المشاركة في اولمبياد طوكيو، بسبب ثبوت تعاطي بعض اللاعبين للمنشطات في البطولة الأفريقية الأخيرة دون تحرك سريع من الاتحاد ووزير الرياضة لرفع العقوبات عن الاتحاد المصري، تذيع كثير من محطات العالم الرياضية تقارير عن أسطورة رفع الأثقال المصري خضر التوني.
عاش بطل مصر والعالم في رفع الاثقال خضر التوني حياة اقرب للملاحم الخالدة، سطرها هو بعرقة واصرارة وعزيمته، هذا الفتي الذي خرج من نادي شبرا ليدخل التاريخ، ويحطم الارقام القياسية وينحني له أكبر زعيم في العالم وقتها « هتلر »
ولد خضر التوني في 15 ديسمبر عام 1916 بحي شبرا بالقاهرة، ونشأ في أسرة مصرية بسيطة، كان والده يملك دكانا لبيع الجلود في منطقة بين الصوريين، وكان خضر التوني لديه شغف كبير بالرياضة.
في العام 1934 اشترك خضر التوني في نادي شبرا الرياضي لممارسة هوايته برفع الأثقال، حيث شارك في بطولة القاهرة بنادي شبرا وفاز بالبطولة وزن المتوسط بمجموعة 235 كجم ، كما شارك خضر في نفس العام 1934 ببطولة مصر لرفع الاثقال التي أقيمت في صالة البلدية بالإسكندرية وسجل مجموعة 245 كجم.
عام 1936 وكان عمره 19 عاما شارك خضر التوني في دورة الألعاب الأوليمبية التي اقيمت في ببرلين وحقق انتصاراً كبيرا على بطل ألمانيا وحصل على الميدالية الذهبية في وزن المتوسط بعد أن حطم الرقم القياسي الأولمبي ثلاث مرات، وبلغ مجموع رفعاته في هذه الدورة 387.5 كجم.
وكان الزعيم الالماني هتلر يضع آمالا كبيرة على فوز اللاعب الألماني لإثبات تفوق الجنس الآري، ولكن الاسطورة المصري
خضر التوني كسر غرورة ، وعندما شاهدة وأعجب به وطلب لقائه في المقصورة الرئيسية وصافحه وانحني له بعد فوزه المستحق، وقال له كم كنت أتمنى أن تكون ألمانيا وأريد أن تعتبر ألمانيا وطنك.
لم يكترث البطل الاسطورة خضر التوني بعرض الزعيم الالماني له فهو من جاء من تراب هذا الوطن الضاربه جذورة في اعماق التاريخ ، بعد ذلك حدث معه موقف مأسأوي ، عندما شارك خضر التوني في دورة الألعاب الأوليمبية بلندن عام 1948 فأُصيب بالتهاب في الزائدة الدودية وساءت حالته، وكان يستعد للحصول على الذهبية .
وأمر رئيس البعثة المصرية في الأولمبياد بإدخاله المستشفى لإجراء جراحة، ولكن البطل خضر التوني اصر علي المشاركة، وأصيب الجميع بالدهشة عندما وجدوه على ميزان الوزن ، وحصل خضر التوني على المركز الرابع وسط دهشة الحاضرين.
لم تتوقف إنجازات خضر التوني عند هذا الحد ففي عام 1949 فاز ببطولة العالم لرفع الاثقال ، ثم فاز بطولة العالم في الوزن المتوسط في عام 1950.
الإنجاز التاريخي أن رقم الرباع المصري خصر التوني ظل منذ دورة برلين عام 1936والتي حقق فيها الميدالية الذهبية لمصر، محتلًا رقم 1 فى هذه القائمة حتى عام 1996، حين استطاع بطل تركيا كسر الرقم القياسى للتونى، واحتل المركز الأول، ليتراجع خضر التونى إلى المركز الثانى في قائمة العظماء السنوية.
ولقب خضر التوني بكثير من الالقاب منها بطل أبطال رفع الأثقال، والبطل الذي لا يقهر ،وأطلق الشعب الالماني إسم خضر التوني على أحد شوارع القرية الأوليمبية في ميونخ اعترفا بإنجازاته وقد جاء هذا التكريم بعد 36 عاما من انتهاء دورة برلين، كما أُطلق اسمه على أحد الشوارع الرئيسية في الإسكندرية وفي القاهرة.
الأمر الغريب أنه عندما عاد من برلين وحصولة علي الميدالية الذهبية وجد نفسه مفصولا من عمله، بسبب غيابه بدون إذن وقت حكم الملك فؤاد الاول، وبرغم عودته للعمل بعد ذلك ولكن كان الواقعة تنم علي عدم تقدير لبطل أبى أن يترك جنسيته المصرية ليحصل هلي الألمانية ويتقرب من الزعيم الالماني هتلر.
سخرية الأقدار لاحقت الاسطورة المصري ففي سن الأربعين عام 1956 مات صعقا بالكهرباء وهو يحاول إصلاح الإضاءة غرفة أبنائه ليذاكروا دروسهم نتيجة حدوث ماس كهربائي ليسدل الستار علي نهاية اسطورة من اساطير الرياضة في العالم .