"صوت العرب".. حكاية إذاعة شاهدة على التاريخ المصري العظيم

الجمعة، 30 يوليو 2021 06:19 م
"صوت العرب".. حكاية إذاعة شاهدة على التاريخ المصري العظيم

حتى هذه اللحظة لا تزال موجات إذاعة صوت العرب تنبض بتاريخ طويل، من الأحداث والصراعات التي لحقت بمنطقة الشرق الأوسط منذ منتصف القرن الماضي، وأنت تُحرك مؤشر الراديو عبر 106.3، سوف تستمع لهذه الجملة الشهيرة"صوت العرب من القاهرة".. هذه هي الجملة التي ظلت لعقود تنطلق عبر أثير إذاعة صوت العرب المصرية والتي انطلقت في 1953.

68 عاما عاصرت فيه صوت العرب العدوان الثلاثي وتأميم القناة ونكسة 1967 ونصر أكتوبر المجيد واستعادة سيناء وغيرها من الأحداث التي مرت بها مصر وصولًا لثورة يناير وثورة يونيو المجيدة وحقبة بناء الجمهورية الجديدة في عهد الرئيس السيسي، وعاصرت كل رؤساء الجمهورية.

الدور الكبير الذي قامت به إذاعة صوت العرب طوال تاريخها تناوله فيلم وثائقي جديد أطلقته وحدة الأفلام الوثائقية بشبكة قنوات دي إم سي.


بدايتها
محمد الخولي، أحد رواد إذاعة «صوت العرب»، قال إن الضباط الأحرار والرئيس الراحل جمال عبدالناصر خاضوا تجربة في غاية القسوة، وهي حرب فلسطين عام 1948، ومعظمهم عادوا بأفكار عروبية.

وأضاف أن الدولة استعانت بشاب يدعى فتحي الديب، للقيام بجولة في العالم العربي، باسم مستعار، ودرس العالم العربي وكيف يمكن التواصل مع الشوارع والحواري في الدول العربية، وبعد هذه الجولة أوصى بإنشاء برنامج يُبث للدول العربية، ثم تم الاستعانة بالإعلامي أحمد سعيد ليقدم هذا البرنامج الذي أطلق عليه «صوت العرب»، ثم تم الاستعانة بالإعلامية نادية توفيق.


مشروعها السياسي
و أكد الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية، إن الإذاعة بشكل عام تستخدم في الدعاية السياسية، وهي أداة رئيسية من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية لأي دولة، واكتسبت أهمية كبيرة في الحرب العالمية الثانية، وأي دولة تريد أن تكون سياساتها الخارجية فعالة يجب أن تمتلك أدوات توجهها للخارج
.

وأضاف أن الإذاعة أُسست بعد ثورة يوليو بسنة واحدة، وهي كانت لها مشروع سياسي واضح، وهو مقاومة الاستعمار في أي بقعة من العالم، وجمال عبدالناصر كان يؤمن بأن مصر لها دور في تحرير الوطن العربي من الاستعمار، بمعنى أن أمن مصر لن يكون محفوظًا وهناك استعمار للدول العربية..


أستاذة في الترفيه السياسي
دوجلاس بويد الأستاذ بجامعة كنتاكي قال إن إذاعة صوت العرب كانت أستاذة في الترفيه السياسي، وكانت بداية الإذاعة السياسية في العالم العربي، رغم أنها لم تكن بداية الدعاية السياسية في العالم، موضحًا أنه كان لها دورا في الترويج للسياسة الخارجية المصرية، وأن تجعل للدولة مكانًا في الشرق الأوسط، وما وراءه.

وأضاف «بويد»، أن الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، كان يؤمن أن هذا الأمر له أهمية كبيرة، ولذلك أنشأ إمبراطورية إذاعية ثم تلاها التلفزيون، لاستهداف المشاهدين والمستمعين العرب، وأوضح أن مصر كتبت السيناريو بشكل جيد، وهو كيف تجعل صناعة الترفيه والترويج السياسي جذابة بشكل جيد.


دورها في نصر أكتوبر
وأدت إذاعة «صوت العرب»، دورًا كبيرًا في رفع الروح المعنوية للجنود المصريين خلال حرب الاستنزاف ودعم العمليات النوعية للفدائيين المصريين خلف خطوط العدو وحتى نصر أكتوبر، خاصة الإذاعي الكبير أحمد سعيد، إلا أنه ظُلم كثيرًا بسبب البيانات التي أذاعها في نكسة 1967.

وعرض الفيلم أن الإذاعة قدمت برنامجًا للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، أبرز خلاله دور المصريين العاديين الذين صمدوا في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وصواريخ الاحتلال، وهذا نوع من الدعم الإعلامي الذي قدمته الإذاعة في حرب الاستنزاف، إضافة إلى بث إذاعة أغاني فرقة «ولاد الأرض»، والتي تتحدث عن مواجهة الاستعمار.

صوت العرب والثورة الجزائرية
كما تناول الفيلم الدور الذي أدته إذاعة صوت العرب في الثورة الجزائرية، حيث يقول محمد مرعي، رئيس إذاعة شبكة صوت العرب سابقًا، إن المناضلين الجزائريين كانوا يمدون الإذاعة بالمعلومات والأخبار، ومنهم أحمد بن بيلا، الذي قاد ثورة الجزائر، موضحًا أن الإذاعي المصري أمين بسيوني، كان من ضمن العناصر الذين عاشوا مع ثوار الجزائر في الجبال.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة