في رسالة واضحة تؤكد انتشار الأمن في ربوع محافظة سيناء، قطع الرحال الشاب محمد إبراهيم من محافظة شمال سيناء مسافة 700 كيلومتر بواسطة دراجة هوائية حاملا رسالة "أن سيناء آمنة" فى رحلة وثق خلالها معالم المحافظات التى مر بها وسط مواقف صعوبات وطرائف تعرض لها طوال مدة قرابة 50 ساعة هى وقت سيره.
وحكى الشاب محمد إبراهيم، أنه من هواة ركوب الدراجات وأحد المؤسسين لمجموعات الدراجين بشمال سيناء، مشيرا إلى أنه خريج كلية تربية رياضية العريش دفعة 2017 ، ويعمل مدرس تربية رياضية بمدرسة الكراشين بسيناءن مضيفاً أن هذه المسافة التى قطعها هى الأطول وسبقها مسافات فى حدود 300 كيلو متر قطعها أكثر من مرة داخل شمال سيناء، مرورا بمحافظات الإسماعيلية والقاهرة.
وأكد أن دافعه لقطع 700 كيلو متر متصلة هو تشجيع زملائه الشباب وكل أفراد المجتمع المصرى على ثقافة ركوب الدراجات، وأن يحمل رسالته لكل أبناء محافظات مصر "أن سيناء آمنة"، والوصول لرقم مسافات يؤهله للحصول على شارة "رحال" بفريق الكشافة الذى هو أحد قادته بالعريش، مؤكدا أنه حقق كل ما يريد وكللت رحلته بنجاح.
وأشار إلى أن رحلته طوال الـ700 كيلو مر خلالها بمحافظات الإسماعيلية والقاهرة وصولاً للإسكندرية، ثم العودة مارا بحدود نطاق محافظات الشرقية والبحيرة، وكانت الرحلة متقطعة وفى مجملها وهو يركب دراجته اقتربت من 50 ساعة، قائلاً إنه خلال رحلة سيره يقطع كل 50 كيلو متصلة يعقبها استراحة 15 دقيقة ثم يواصل، وهذه المسافة تدرب عليها فى العريش.
وتابع أن أصعب المواقف التي تعرض لها هو انصهار إطار دراجته أكثر من مرة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ومواجهته موجة حر شديدة من نوعها، وهو ما يجبره على التوقف وإصلاح العطل بما يملك من أدوات مجهزة معه لمواجهة هذه الطوارئ، كما أن أسعد لحظات مر بها تشجيع المارة فى السيارات على الطرق السريعة، عندما يفاجئ بأحدهم يستوقفه طالباً مساعدته أو يتخيل أنه فى حالة إرهاق ويطلب منه أن ينقله، إضافة لإشارات الترحيب والتشجيع والحرص على توقيفه والتقاط صور تذكارية معه والترحاب به عندما يتواجد فى استراحة من أهالى القرى والمدن لاستضافته، كما أن من أطرف المواقف أن أحدهم قدم له الموز والتفاح فى حركة تشجيع ودعم كانت مبهجة.
وأشار إلى أنه طوال رحلته التى قطعها كان يواصل على دراجته ولم يستقل أى مواصلات عامة أو أجرة، وكان أشد ما يساعده على مواصلة السير بلا توقف، هى جمال المناظر الطبيعية للمزارع والريف وبوابات المدن ومعالمها والبيوت البسيطة، إضافة للمعالم المشهورة فى المحافظات التى مر بها وكل هذا يحرص على توثيقة والتقاط صورة بهاتفه المحمول.
وقال إن أجمل مافى رحلته انه وهو فى طريق عودته وأثناء استراحته قرأ وتابع "جولة الرئيس عبدالفتاح السيسى على دراجة بالعلمين" وكان هذا بالنسبة له دافع كبير جعله يشعر بالفخر وأن التشجيع وإن كان غير مباشرا على ركوب الدراجات ونشر ثقافة رياضتها يأتى من رمز الدولة الأول رئيسها.
وأوضح أن أكثر من كان يشجعه ويتابعه والده ووالدته الذين يستأذنهم قبل كل رحلة وهما يسعدان بسعادته وهو يتواصل معهم ويخبرهم بالمناطق التى مر بها، مشيراً إلى أن بدايته مع ركوب الدراجات بدأت أثناء دراسته الجامعية وشجعه على ذلك مشاهدة زملاء له يذهبون لكلياتهم بالعجل والفارق انهم تركوا العجل بينما هو استمر حتى بعد تخرجة وتعلق به وأصبح يبحث عن كل جديد فيه ويحاول أن ينشر ثقافة ركوبه بين كل من حوله.
وقال انه اكتشف أن ركوب الدراجة والسير بها من بين وسائل البحث عن الصحة النفسية فهو عندما يتعرض لأى موقف ضاغط عليه يجد راحته فى ركوب دراجته والسير بها، لافتا انه أسس فريق الدراجين بشمال سيناء وأحلامه المستقبلية أن تصبح رياضة ركوب العجل من بين الرياضات المهمة بالمحافظة مشيرا إلى انه وزملاء له يجدون صعوبة كبيرة فى التدريبات بشوارع العريش نتيجة عدم وجود أماكن وعدم صلاحية الشوارع لسير العجل.
وقال إن عالم الدراجات ورياضاته لاحدود له وتيسيره وسهولته يحتاج تكاليف لكل "دراج" مشيرا إلى أن الأهم هى "العجلة" المناسبة والتى تبدأ أسعارها من 2000 جنيه وتصل لما يزيد عن 145 ألف جنيه، متابعاً أن من أحلامه أن يكون هناك اهتمام أكثر بتكوين أبطال مصريين فى رياضة قيادة الدراجات و يحلم أن يكون يوما ما أحد هؤلاء الأبطال ويمثل مصر عالميا فى محافل رياضة الدراجات حاملا علم مصر.