بعد سقوط تنظيم البغدادي.. 9500 طفل يواجهون المجهول في مخيمات داعش
الخميس، 22 يوليو 2021 02:00 م
وسط مخاوف من انتشار الارهاب والفكر المتطرف، يواجه الأطفال مصير غامض فى مخيمات داعش، والذين يمثلون قنابل موقوته تتردد أوروبا فى إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، إذ يعترف القادة والمسؤولون الأوروبيون بأنه على الرغم من أن بعض الأطفال قد يشكلون درجة من التهديد، إلا أنهم في المقام الأول ضحايا.
وتقبل معظم الدول الأوروبية مسؤولية تقديم المساعدة للأطفال الذين إما أخذهم والديهم إلى المنطقة أو ولدوا هناك، وتبين عودة الأطفال أنه من الممكن من الناحية اللوجيستية للدول الأوروبية ترتيب إعادة مواطنيها، ومع ذلك، فقد استمرت عملية إعادة الأطفال إلى أوطانهم بشكل متقطع وبأعداد ضئيلة مقارنة بعدد الأطفال في المخيمات مع الآباء الأوروبيين، لأن قوات الدفاع الذاتى لا تسمح بفصل الأطفال عن الأم، وتعارض الدول الأوروبية إعادة الأم إلى الوطن لخطورتها. لذلك كان جميع الأطفال الذين عادوا تقريبًا حتى الآن من الأيتام. في هذه الحالات، يكون تحديد جنسية الأطفال في بعض الأحيان عملية بطيئة وصعبة.
وأشارت صحيفة "لاراثون" فى تقرير لها إلى أن هناك يعيش حوالى 9500 طفل من 40 جنسية فى مخيمات داعش بسوريا، ووسط مطالب بإعادة هؤلاء الأطفال الأوروبيين من قبل منظمات أنقذوا الأطفال Save the Children، فقد قامت فرنسا بإعادة 17 طفلا فقط وهولندا اعادت اثنان والدنمارك طفل واحد فقط.
وتعتبر بلجيكا أخر الدول التى قامت باعادة اطفال، وفى 16 يوليو الجارى، غادرت مجموعة من أطفال وزوجات مقاتلي تنظيم "داعش" تضم 10 أطفال و6 نساء مخيم روج شمال شرق سوريا إلى بلجيكا، حسب مصدر مطلع في بروكسل، وهذه أكبر عملية إعادة تنظمها السلطات البلجيكية منذ سقوط تنظيم "داعش" عام 2019.
في الرابع من مارس، غداة إعطاء أجهزة مكافحة الإرهاب الضوء الأخضر، وعد رئيس الوزراء ألكسندر دي كرو بالقيام "بكل شيء" لإعادة الأطفال دون 12 عاما، مشيرا إلى ضرورة الأخذ بالاعتبار رفاه الأطفال في وقت تدهور الوضع الإنساني والأمني بشكل ملحوظ في المخيمات الواقعة في شمال شرق سوريا والتي تديرها القوات الكردية.
واعتبرت هيئة "أوكام" البلجيكية المكلفة بتحليل التهديد الإرهابي، أن الأطفال والأمهات الذين كانوا يقطنون في هذه المخيمات، يحتاجون إلى "متابعة دائمة" وهو أمر يمكن تأمينه بشكل "أسهل بكثير" على الأراضي البلجيكية.
وأفادت صحيفة "لوسوار" البلجيكية الاسبوع الماضى بأن عند عودة الأمهات إلى البلاد، يُفترض أن يتم توقيفهن وأن يمثلن أمام القضاء، فيما ستتكفل أجهزة حماية الشباب بالأطفال العائدين بعد إخضاعهم لفحص طبي.
وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية فى تقرير لها إن هناك أكثر من 300 طفل فرنسا ، كما يوجد هناك أكثر من 50 من بلجيكا، وحوالى 60 بريطانيا ، و17 إسبانيا، فى المجموع هناك 900 طفل اوروبيا، مع استثناءات قليلة ، بلدانهم الأصلية لا يريدون العودة ، إما لأن أمهاتهم يريدون للعودة معهم ، إما لأنه يمثل مشكلة أمنية مستقبلية. فشل جديد في الإدارة الأوروبية لظاهرة داعش ، وهو ما يزيد من خطورة التهديد بانتشار فيروس كورونا في الحقول المزدحمة وبلا موارد.
وفى مخيم الهول، يقطن نحو 50 ألف من السوريين والعراقيين، بينهم 20 ألف من الأطفال، وأغلب المتبقين من النساء زوجات وأرامل المقاتلين.. وفى قسم مشدد الحراسة بالمخيم يعرف باسم الملحق، يوجد نحو ألفى امرأة من 57 دولة، تعتبرن من أقوى أنصار داعش ، مع أطفالهن البالغ عددهم 8 آلاف.
وأشارت الصحيفة إلى أن جماعات حقوق الإنسان ترى أن ترك الأطفال في سوريا يهدد صحتهم العقلية والجسدية، ويخاطر بتلقينهم إيديولوجية تنظيم داعش، إضافة إلى نقص الغذاء والمياه النظيفة وتفشي الأمراض المعدية.
كيف تتعامل أوروبا مع العائدين من داعش؟
تعتبر بريطانيا من أولى الدول التى لجأت إلى سحب الجنسية من الذين انضموا الى داعش ، كما أن ألمانيا قامت بسن قانون فى عام 2019 يسمح لها بإلغاء الجنسية عن البالغين الذين شاركوا فى عمليات قتالية، وأيضا الدنمارك قدمت مشروعًا لقانون مماثلفي أكتوبر 2019. في الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، يسمح بالحرمان من الجنسية بعد الإدانة بجرائم إرهابية.
يشار إلى أن تسعة أطفال من أبوين أوروبيين قضوا بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، وفي وقت أعادت دول مثل روسيا وكوسوفو وتركيا وأوزبكستان وكازاخستان أطفالها، تتردد الحكومات الغربية في استعادة الأطفال من أصول أوروبية.