ألاعيب التنويريين..فاطمُ..نموذجًا!!
الأحد، 11 يوليو 2021 07:06 م
أفاطِمُ.. مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ وإِنْ كُنتِ قَدْ أزمَعْتِ صَرْمي فَأَجْملِي، هكذا خاطبَ "امرؤُ القيس"، وكانَ معشوقَ النساء فى عصره، محبوبته "فاطمة بنتَ العبيد"، طالباً منها الاقتصادَ فى تدللها، والتجمُّل حالَ قررتْ الافتراقَ عنه، غيرَ أنَّ النسخة المُعدَّلة من "فاطم"، فى هذا الزمن الغابر، لا تعرفُ تدللاً ولا تجمُّلاً، ولكنها تظهرُ مستوىً مُتقدمًا فى التلاسُن والسبِّ والقذفِ والشتم والعبثِ بكلِّ شئٍ. الأنثى هى الأنثى، حتى لو جمعتْ بينَ الهندسة والشعر، أو بينَ الأدبِ والطبِّ، تنكرُ الجميلَ، وتجحدُ المعروفَ، وتكفرُ العشير، وهو ما بدا، بكل أسفٍ، من فاطمِ العصر الحديث التى تخلَّتْ فى لحظةٍ غادرةٍ عن رومانسيتها المُفرطة، وشاعريتها المُرهفة، وقلبها النابض، الذى يؤلمه نحرُ الأضاحى، ولا يزعجه حرقُ أطفال المسلمين فى "بورما"، ولا فصلُ الأطفال عن آبائهم فى "الصين"، ولا قتلُ المُصلين فى "نيوزيلندا"، وتحولتْ إلى وحشٍ كاسرٍ، لا يُبقى أمامه ولا يذرُ!
أفاطمُ مهلاً.. هَوِّنى على نفسكِ، ما الذى أفقدكِ عقلكِ، وسلبكِ رُشدكِ، ونزعَ عنك نُضْجكِ هكذا، فأنتِ الشاعرة والمُهندسة والإنسانة والمُلهمة، فى زمنٍ عزَّتْ فيه المهندساتُ والشاعراتُ، وضاعتْ فيه الإنسانية، وقلَّتْ فيه المُلهماتُ؟ هل يُؤلمكِ أنَّ القومَ عرفوا حقيقتك المخفية، وأدركوا جوهرَك المستورَ، واستوعبوا هدفك النبيلَ، وعلموا غرضَك الذى تخيلتِ أنه خافٍ عليهم، من كتاباتك الموجهة، وزياراتك السِّرية، أم ضايقك أنهم فطنوا إلى طبيعتك الأنوية النادرة؟!
أفاطمُ مهلاً.. ترَيَّثى ولا تتسرعى، اهدئى ولا تنفعلى، أمسكى لسانَك، تَجمَّلى وأنتِ الجميلة الحالمة، التى لم تغادرْ العشرينَ بعدُ، حتى ولو اقتربتْ من الستين، ولعلَّ فساتينَك العارية كاشفة لذلك، لا تلوثى حساباتك الشخصية عبرَ منصات التواصُل الاجتماعى، ببياناتِ الغضب، ووصلات الردح، لا تستسْلمى بهذه السرعة، ناورى، راوغى، امكرى، ابحثى عن هدفٍ جديدٍ، تُحرزينَ به مجدًا زائفًا تعتادينه أنتِ ورفقاء السبوبة، فأمثالُكم لا يعدمُ الحيلة، خاصة إذا كان مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" هو عقيدتُهم الراسخة، ومنهجُهم الأصيلُ.
أفاطمُ.. مهلاً.. لا تجزعى، ولا تتأوهى، فليسَ كلُّ ما تتمناهُ الشاعراتُ يدركنه؛ فالشاعراتُ يتبعهنَّ الغاوون والغاوياتُ، ولا كلُّ ما تبحثُ عنه المهندساتُ يجدْنه، ولا كلُّ ما تحلمُ الملهماتُ يفزُنَ به، فلقد خانك ذكاؤك المُتقدُ، وخذلك دهاؤك المُتعاظم، هل كنتِ ترغبينَ فى خداع القوم طوالَ الوقت، أأنتِ الذكية وهم الأغبياء، أم أنتِ الداهية وهم السُّذَج؟
أفاطمُ.. مهلاً.. أعرضى عن هذا، واستغفرى لذنبكَ، فقد حصْحصَ الحق، وسقط القناعُ، وصار اللعبُ "على المكشوف"، وظهرتُ بضاعتك على حقيقتها، بضاعة قائمة على الغش والتدليس والكذب والتزييف ولىِّ أعناق الحقائق، وبيع الوطن وامتهانه، والعبثِ بالأديان وإهانتها.
أفاطمُ مهلاً.. دَعى "شركاءَ الوطن" فى حالهم، هم لا يحتاجون إلى أمثالك، هم يعلمون أنكم تتاجرون بهم، وتسترزقونَ من ورائهم مالاً وفيرًا، وأوسمة ونياشينَ وتكريماتٍ، ولو لم يكنْ ذلك كذلك، لما انقلبتِ عليهم بهذا السوء، وهم الرحماءُ بكِ، ولما أطلقتِ لأناملك الناعمة العنانَ؛ لكى تغردَ بأقبح العبارات وأشدها بذاءة بحقهم، مُستغلة حُسن أدبهم وكرمَ أخلاقهم.
أفاطمُ.. مهلاً.."شركاءُ الوطن".. أكبرُ من أنْ يتاجرَ بهم المتاجرونَ والارتزاقيونَ و الطفيليونَ. أخرجوهم من من حساباتكم الرخيصة، ومعادلاتكم المكشوفة؛ لأنَّ لهم وطنًا يحميهم ويرعاهم، ويحفظُ أمنَهم وحياتهم واستقرارَهم، ويحققُ مطالبَهم، وإنْ عكرَ الصفوَ حادثٌ طارئٌ هنا أو هناك، فهذا لا يجبُ أن يكون سبباً لـ "النفخ فى النار"، و"الارتزاق" من ورائهم، والرقص على أجسادهم، والاستقواء بالخارج.
أفاطمُ.. مهلاً.. تعلمينَ أنه يسؤوك روحُ الود والألفة والمحبة بين شيخ الأزهر الشريف الدكتور "أحمد الطيب"، وبينَ بطريرك الكنيسة المصرية البابا "تواضروس الثانى"، ويُزعجُك تزاورُهما وتبادلهما التهانى فى المناسبات الدينية المختلفة، كما يعكرُ صفوك "بيتُ العائلة"، بما يضمه من رجالات الأزهر والكنيسة، وما يؤديه من دورٍ اجتماعىٍّ ودينىٍّ وإنسانىٍّ، كما يُحزنُك تقارب شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان؛ فأمثالك لا يعيشونَ إلا على الأزمات والفتن، وإنْ لم يجدوها افتعلوها ونفخوا فيها، حتى تشتعلَ ويشتدَّ أوارُها، ثم تصدروا المشهد باعتبارهم "المنقذين المُدافعينَ عن الحريات والمُناضلينَ من أجل الإنسانية"، فأنتِ ورفقاؤك من تعلمون على شيطنة الأزهر الشريف منذ سنوات، وتزعمون أنه مصنعُ الإرهابِ والتطرفِ، ولو كنتِ وهم مُنصفينَ لخصصتم مقالاتكم لإلقاء الضوء على دفعة كلية طب الأزهر "بنات" الذين جمعوا 180 ألف جنيه وتبرعوا بها لشراء جهاز غسيل كُلى لحساب أحد المستشفيات، بديلاً عن إقامة حفل التخرُّج!
أفاطمُ.. مهلاً.. هل تجدين فارقًا بين بضاعتكِ، وبينَ بضاعة مَن يتاجرونَ فى المُخدراتِ والأعراضِ والأعضاءِ والأدويةِ الفاسدة والأغذيةِ مُنتهية الصلاحية، ومن يرشون ويرتشون ويُدمنون أكلَ الحرام؟
أفاطمُ مهلاً.. هل تذكرينَ يومَ قلتِ: "حُزني أنَّ جهدَ التنويريين يُهدَرُ بهذا الشكل"، عندما أدانتك المحكمة لإهانتك شعيرة الأضحية عند المسلمين، فهل لا تزالينَ تُصِّرينَ على الانتساب قسرًا إلى "التنويريين"، أىُّ تنويرٍ ذلك يا "فاطمُ" الذى يقتاتُ على العبث بالأديان وضرب استقرار الأوطان، والكذب والتدليس، وترديد أقوال كارهى الإسلام، باعتبارها نصوصًا مُقدسة، تجبُّ ما سواها؟
أفاطمُ.. مهلاً.. ألمْ يأنْ لك أنْ تنفُضى أنتِ و"أشكالك" يدَك من المتاجرة بهموم "شركاء الوطن"، فهمومُنا مشتركة، وقضايانا واحدة، ونحن قادرون برعاية الدولة وقيادات المؤسسات الدينية العاقلة على تجفيف منابعها واستئصال جذورها، وأنتِ ورفاقك من هذه المنابع وتلك الجذور.
أفاطمُ.. مهلاً..ألا تذكرين عندما أثرتِ قبل عامين ودون مبرر ملف "يهود مصر"، وتهجيرهم المزعوم، وما أبدعَه خيالك يومئذٍ، من تعرُّضهم للإذلال والإهانة فى الحقبة الناصرية؛ فهذا "مجالٌ خصبٌ"، و"قضية بكرٌ"، و"سبوبة سُقع"، لم يسبقك فى طرحها وافتعالها إلا بعضُ الإخوان، فى زمن حُكم المرشد، وإنْ لم تجدى الفرصة سانحة لضخِّ أكاذيبك، فجددى تعاطفك مع "الخرفان" مع اقتراب "عيد الأضحى"، أو اعتزلينا؛ فقد بارتْ البضاعة، وتهدَّمَ ديوانُ الشعر، وجَدَبَ الضَّرعُ، وجفتْ الأقلامُ، وطُويتْ الصُّحفُ!!