الانقسامات تأكل الإخوان في ليبيا.. موجة استقالات كبيرة بالصفوف القيادية
الثلاثاء، 06 يوليو 2021 11:22 ص
تشهد جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا- المدانة بالإرهاب في مصر ودول عربية- حالة من الانقسامات الحادة كأول تداعيات لانتخاب رئاسة جديدة لحزب العدالة والبناء، الذراع السياسية للجماعة.
وقدمت قيادات تنفيذية فى حزب العدالة والبناء، استقالاتها، بما يمثل أكبر انقسام يضرب صفوف الإخوان بعد أسابيع من انتخاب قيادة جديدة.
وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم حزب العدالة والبناء، سميرة العزابي، والتى تتولى منصب نائب رئيس حزب العدالة والبناء لشؤون المرأة والشباب، استقالتها من منصبها ومن كافة المهام الموكلة إليها بسبب خلافها مع قيادة الحزب الجديدة التى انتخبت مؤخراً، فى الرؤى والأهداف، كذلك كل من رئيس الدائرة السياسية، ورئيس دائرة الإعلام، ورئيس مكتب الشباب، ورئيس دائرة الشؤون الإدارية والمالية استقالاتهم أيضا، بسبب الخلاف الجذرى فى الرؤى والتوجهات مع التيار الذى سيطر على رئاسة الحزب فى المؤتمر العام الأخير.
وأكد عدد من المستقيلين أن انسحابهم من الحزب، يأتي لتوجهات متشددة تنتهجها الإدارة الجديدة، خلافا لسياسة المرونة التى حافظت عليها القيادة السابقة.
وعلق الإخوانى المهدى كشبور، الإثنين، قائلاً إن الاستقالات الأخيرة هم من أنصار الإخوانى محمد صوان بعد خسارته فى الانتخابات، مؤكدا أن هذه الخطوة تؤكد بأن القيادة السابقة لم تؤسس الحزب وفق أسس مؤسساتية ونظم إدارية وقواعد عمل متفق عليها فى النظام الأساسى للحزب وإنما كان يدار بأسلوب النشاط الفردي، ما جعل الكثير من أعضاء الحزب يستقيلوا منه أو يتركوه.
ومن المتوقع أن تعزز استقالة قيادات عليا من حزب العدالة والبناء الإخوانى، من الانشقاقات والتجاذبات داخله، قبل انتخابات متوقعة نهاية العام الحالي، يطمح الإخوان من خلالها إلى الحفاظ على تواجدهم فى المشهد السياسى الليبي.
وقبل ثلاثة أسابيع، أجرى حزب العدالة والبناء الإخوانى انتخابات داخلية، فاز بها الإخوانى عماد البنانى الذى أصبح رئيسا للحزب خلفا لمحمد صوان الذى تزعمه لمدة 9 سنوات.
وتعمل جماعة الإخوان الليبية على تعطيل أى انتخابات رئاسية أو برلمانية فى 24 ديسمبر المقبل وتطرح الاستفتاء على مسودة مشروع الدستور التى تدفع عناصر بإخوان ليبيا المشاركين فى كتابة مسودة للدستور والتى انتهت منها فى يوليو 2017.
وفي سياق آخر، أكد حزب المؤتمر الوطنى الحر الليبى ضرورة الالتزام بموعد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية فى 24 ديسمبر المقبل، مشيراً إلى دعوته لليبيين للوقوف صفا واحدا لتحقيق الاستحقاق الوطنى دون أى تأجيل أو مماطلة، وذلك لإخراج البلاد من أزماتها التى طالت والتى لن يتم تجاوزها إلا بالانتخابات الحرة والنزيهة، يكون لصندوق الانتخاب الكلمة الفصل.
وأكد الحزب ضرورة إجراء الانتخابات فى موعدها دون أى تأخير أو تأجيل لا مبرر له وترفض أى أعذار تحول دون تحقيق هذا المطلب، مشددا على أن الاستحقاق الانتخابى يضع الأس س السليمة لدولة القانون والمؤسسات والتداول السلمى على السلطة، لافتا إلى أن أى انحراف عن نهج الانتخابات يمثل خيانة ليبيا وخذلان لشعبها فى تحقيق طموحاتهم المشروعة.
ولفت الحزب إلى أن ادخال البلاد فى مزيد من المراحل المؤقتة سوف يؤذى إلى المزيد من الفوضی وعدم الاستقرار، محملا البعثة الأممية المسؤولية الكاملة لبعثة الأمم المتحدة، ولجنة الـ 75، فى حالة عدم إقرار القاعدة الدستورية التى يتم على أساسها إجراء انتخابات حرة ونزيهة دون إقصاء لأى طرف كان، لافتا إلى أنه فى حال عدم تحقيق ذلك فإن من حق الشعب الليبى وعلى رأسهم أعضاء وقيادة الحزب الخروج فى مظاهرات سلمية منظمة تستمر حتى يتم تحقيق مطلب الشعب فى الوصول إلى الاستحقاق الانتخابى فى موعده 24 ديسمبر المقبل.